سوريا .. ما اشبه الليلة بالبارحة
تاريخ النشر : 2020-02-28 23:15

بعد عشر سنوات حرب بين العراق وايران، خرج الجيش العراقي منتصرا، ولم يدمر كما ارادت امريكا والدول الغربية، فكان يجب البحث عن طريق آخر لتدمير الجيش العراقي، تمكنت الولايات المتحدة من زرع الفتنة بين صدام حسين وبلدان النفط الخليجية، ورفضت تلك البلدان منح صدام حقوق العراق من النفط، وفي لحظة غضب وانتقام احتل الجيش العراقي الكويت، وكانت اللحظة الفاصلة المطلوبة امريكيا لتدمير العراق وجيشه ونظامه، وكان لها ما سعت ودمر العراق واحتل كاملا في عام 2003.

ونحن اليوم امام مشهد آخر من ذات السيناريو، بعد عشر سنوات من الصراع والقتال في سوريا ضد جماعات ارهابية ليست سورية مدعومة امريكيا، هدفها اسقاط النظام وتدمير الجيش السوري، ولكن الجيش السوري خرج منتصرا، وما زال يلاحق الجماعات الارهابية، لكي يدحرها في كل معاقلها على الاراضي السورية.
ورغم قيام اسرائيل بشكل شبه يومي بضرب مواقع القوات السورية بهدف اضعاف وانهاك الجيش السوري، إلا ان الانجازات التي يحققها الجيش السوري ضد الجماعات الارهابية المسلحة، جعلتهم في حيرة من أمرهم، على قدرة تماسك الجيش السوري وقوته، رغم كل ما يتعرض له من ضربات.
وهذا لم يرق لامريكا وأسرائيل، لأن هدفهما تدمير الجيش السوري، كما دمر الجيش العراقي، لكي تخلو ساحة الشرق الاوسط من القوة العربية لصالح القوة الاسرائيلية التي تسعي للهيمنة وفرض قوتها وشروطها على البلدان العربية.
لهذا استغل الخطأ العسكري الذي اوقع الجيش التركي بين الجيش السوري والجماعات الارهابية، وعندما قصفت القوات السورية الارهابيين في ادلب تساقطت الصواريخ على قوات الجيش التركي التي لا نعلم سبب تواجدها على الاراضي السورية.
 حرضت الولايات المتحدة حسب تصريحات مسؤوليها تركيا الحليف الاستراتيجي عضو حلف الناتو بالدخول في حرب مفتوحة مع الجيش السوري، تحت حجة أن القوات السورية اعتدت على جنود اتراك، ومن حق تركيا ان تدافع عن جنودها، هذا هو المعلن اعلاميا، اما ما يدبر في الخفاء فهو حماية الجماعات الارهابية التي تعتبر شوكة في خاصرة النظام السوري، وتدمير الجيش السوري وصولا الى اسقاط النظام تمهيدا لتقسيم سوريا، والاستيلاء على الغاز السوري في البحر الابيض المتوسط.
ويبقى الموقف الروسي الداعم بقوة للنظام السوري، إلى جانب ايران، أن يعلنا موقفهما الواضح من التدخل التركي في سوريا، لأن الجيش السوري ينفذ قرارا دوليا صادر عن الامم المتحدة يعطي الحق لسوريا في مواجهة الارهابيين ودحرهم من اراضيها.
ان ما يحدث في ساحة ادلب هو خروج عن الاجماع الدولي، وتجاوز امريكي تركي للقرار الدولي، كأني أرى ما حدث في العراق البارحة، يحدث اليوم في سوريا.