إسرائيل واحتمالات الحرب
تاريخ النشر : 2020-02-17 18:05

تتزايد احتمالات نشوب حرب بنسبة عالية بين «إسرائيل» وخصومها في المنطقة، على الرغم من التفوق العسكري «الإسرائيلي» الواضح على محيطها العربي والإقليمي، وعدم وجود تهديد وجودي لها، بحسب ما خلصت إليه سلسلة أبحاث أجريت في «معهد دراسات الأمن القومي» في «تل أبيب».

في تقييمهم للأوضاع في المنطقة، استناداً إلى تطورات الأحداث في العقد الماضي والرؤى المستقبلية، وفي أعقاب سلسلة من الدراسات والأبحاث اختتمت نهاية السنة الماضية، وجرى تعديلها بعد اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني أوائل العام الحالي؛ يرسم الباحثون، ومن بينهم جنرالات وخبراء عسكريون استراتيجيون، صورة وردية لوضع دولة الاحتلال الحالي؛ من حيث عدم وجود أي تهديد مصيري لها، وثبات تفوقها المطلق على المحيط؛ من خلال تعاظم قوة الردع لديها، ما يمنع خصومها من الدخول في عمليات حربية واسعة معها، علاوة على تنامي «مكانتها» الدولية، بالاعتماد على الدعم الأمريكي الذي يزداد تطوراً ورسوخاً، إلى جانب انخفاض الاهتمام الدولي بالشرق الأوسط، والاستعداد الدولي لتسوية مشكلاته، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية على وجه التحديد؛ لكن هؤلاء يرون، مع ذلك، أن اتجاه التطورات في المنطقة يأخذ منحيين؛ أحدهما يعد «إيجابياً» بينما الآخر يعد «سلبياً»، مع وجود محفزات أخرى، قد تدفع احتمالات نشوب حرب في عام 2020، أما «الإيجابي»، من وجهة نظر هؤلاء، فيتعلق بالوضع الاستراتيجي الثابت لدولة الاحتلال، بينما يتمثل «السلبي» من وجهة نظرهم أيضاً، في أن «إسرائيل» لا تنجح في ترجمة تفوقها العسكري إلى «إنجازات» سياسية.

ففي الساحة الفلسطينية يبدو الوضع قابلاً للانفجار العالي في كل لحظة؛ بسبب جمود عملية التسوية والضائقة العميقة في قطاع غزة. وضاعفت ارتدادات «صفقة القرن»، وعدم إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، والحصار المفروض على قطاع غزة منذ سنوات طويلة، من احتمال ارتفاع منسوب هذا الانفجار. وهناك عناصر ومحفزات أخرى قد تدفع نحو المواجهة خلال العام الحالي؛ من بينها لجوء الاحتلال إلى عمليات اغتيال تقود إلى ردود فعل وتصعيد، إلى جانب استهدف «مشروع الأسلحة الدقيقة» ل«حزب الله اللبناني»، والاستمرار في توجيه الضربات للتموضعات الإيرانية في سوريا والعراق، علاوة على الأخطار من رد إيراني على ضرب هذه التموضعات، وحتى على اغتيال الجنرال سليماني، بحسب ما خلصت إليه أبحاث «معهد دراسات الأمن القومي» في «تل أبيب».

وبناءً على ذلك، يطرح هؤلاء الخبراء الجنرالات عدة توصيات؛ أبرزها: إقناع الولايات المتحدة بتبني الخيار العسكري ضد إيران، وليس فقط «تحسين الاتفاق النووي»، والاستعداد لحرب متعددة الجبهات، مع الأخذ في الاعتبار أن الجبهة الداخلية «الإسرائيلية» غير جاهزة، ولا تستطيع تحمل معارك حربية واسعة، كما أن الشلل الحكومي في «إسرائيل» لا يتيح لها اتخاذ قرارات من «وزن ثقيل». وفي الجانب السياسي، ينصح هؤلاء بهدنة طويلة الأمد مع قطاع غزة، وتقوية السلطة الفلسطينية كعنوان وحيد لاستئناف المفاوضات معها على أساس حلول مرحلية الآن، و«حل الدولتين» في المستقبل.

عن الخليج الإماراتية