الشباب هم كلمة السر
تاريخ النشر : 2020-02-17 08:37

يعتبر الشباب من أهم الركائز الأساسية التي تقوم عليها عمليات بناء وتنمية المجتمعات؛ فهم العمود الفقري الذي لا يُمكن الإستغناء عنه أو إستبداله ،  كونهم أصحاب الخصائص الأساسية التي تحتاج لها أي عمليات للنهضة والتغيير ، فهم عُنوان القوّة والحيويّة والطّاقة، والقدرة على التحمّل، وعلى الإنتاج بالشكل المطلوب بجودةٍ ونوعيةٍ مميزةٍ.

إلا أننا هُنا... في فلسطين . نجد بأن الشباب يراوحون في مواقع وميادين معينة رسم حدودها أصحاب القرار والمصالح الشخصية  ليجعلوا الشباب في مواطن وميادين المتابعة والمشاهدة للأحداث فقط دون منحهم أي دور حقيقيٍ يليقُ بِهم وبقدُراتهم المميزة ليستمعوا فقط للشعارات وفي داخلهم ينادون ..!

أشبعتمونا بأنَّ الشبابَ عمادُ الأممِ، وأهلكتمونا بضجيجِ أصواتكم بأنَّ الشبابَ هم سرُّ التغيير والارتقاءِ والرقيِ والبناء الحقيقي ..

ذبحتمونا بشعاراتِ التمجيدِ، والمديحِ، النواح، البكاءِ، التباكِ على حالِ الشبابِ ..

أشبعتمونا، وأهلكتمونا، ذبحتمونا بالقولِ وتناسيتم الفعلَ الذي نحتاج..

تناسيتم التعايشَ مع كلماتكم بل أنكم لم تمنحوا أنفسكم شرفَ المحاولة بتأملها  ..

فإلى متى سيبقى الشباب كبش فداءِ لنزواتكم ، وإلى متى سيظل مستقبل أجيال وأجيال مرتبطُ بقرارات شخص مزاجي..!

متى سنصل لدرجة من الوعي أن الأمة بشبابها "كما تقولون" وتهتفون ليل مساء..!

لماذا لا تنظرونَ لنا كما تنظر الأممُ لشبابِها بأنهم الأساس الذي يبنى عليه حاضرها ومستقبلها وتدعم بهم أوطانُها وتشكل بهم وبقوتهم دروع يصعب تجاوزها؟ ..

 

متى ستفهمون بأنَّ الشبابَ هم كلمةُ السر؟! التي يمكن من خلالها النهوضُ بواقع الأمة، فجميعُ البلدان التي شهدت واستطاعت النهضة، قد اعتمدت على الشباب في نهضتها من المستوى الذي هي عليه لمستوى أرقى وأسمى؛ لما في الشباب من طاقاتٍ كامنة في داخلها، إذا ما تم استثمارها بتوجيه صحيح، تكون منتجةً أكثر مما هي مستهلكة، وهكذا ستكون بنَّاءة  ..

أعطوا الشباب فرصتهم ولن يشكلوا عليكم عبئ بعد اليوم . الشباب يحتاجون للفرصة فقط وسينصنعون المجد.."فرصةً حقيقية وليست مشاريع وهمية للتوثيق والهتاف.. فقد مل الشباب هتافاتكم..

أعلم ثم أنني أعلم ومع الأسف العظيم بأن واقعَنا الفلسطينيَّ لن يُمنح فيه الشبابُ الفرصةَ الحقيقيةَ لممارسةِ دوره المنوط به،  لتحقيق النهضة التي تعيشها الدول المتقدمة، وما الاحصائيات إلا خير دليل يؤكد صدق قولي وقول كل من ينادي بحقوق الشباب فكيف لكم سادتنا المُبجلين حتى هذه اللحظة الشعور بالسكينة والراحة وأنتم تُشاهدون ما نسبته 69% من الشباب على أرصفة الطرقات يناشدون فيكم روح المسؤولية والإنسانية، وكيف لكم العيش وحاشيتكم براحة وهناك 53% من الشباب سقطوا عن خط الفقر وأصبحوا في دهاليز النسيان..!

يا أصحاب السمو والمعالي والسيادة والقيادة أخاطبكم باللغة التي تحبونَ واللغة التي لا أقبلها ولا ينادي بها الأحرار كونوا على يقين بأن الشباب يعيشون في حالة لا يمكن وصفها من اليأس والخمول وأكثر من ذلك، بدلاً من أن يكونوا في ميادين البناء والتغيير في هذا الوطن المحتل ..

اسألكم بصدق لمَ لا تتمتعون بالجرأة؟  وتنظرون للشباب بعين العز والفخر، كتلك التي تنظرون لهم بها وقت الأزمات، ليكن لكم موقف شجاع في وجه الفقر، الجوع ، البطالة، اليأس، الخوف، التشرد، التهميش .

لماذا ننظر للشباب فقط عندما يفيض الكيل فيهم ونُطلق عليهم الألقاب والألقاب.. لماذا لانحتضن قبل فوات الأوان..!

لمَ لا تتجردون من طموحاتكم الضيقة وتتمردون على أنفسكم وتعلنوا عن مرحلة جديدة يقودها الشباب نحو نهضة حقيقية فعلية لا كلامية..!

لقد مل الشباب الشعارات ، الهُتافات ، السراب... الشباب يحتاج للقمة عيشه لا لمؤتمرات ومشاريع تنادي ليل مساء ب "تمكين الشباب"..!

الشباب يحتاج لأن يلمس شيئاً مادياً 

نهاية القول  يا جمع الحكماء يا صناديد الأمة ..

من يرغب بصناعة وطن ذو مستقبل زاهر، فعليه أن يهتم بالشباب، ومن أراد أن يرى نتاجاً فريداً متميزاً، فعليه أيضاً أن يهتم بهم، فالمجتمع الذي يهتم بشبابه ويعطي لهم أفضل ما لديه ، فإنما هو يهتم بالمستقبل، فالشباب كالنبتة الصغيرة التي تحتاج إلى الرعاية والسقاية والعناية، فمن يسقيها طيباً سيجد الطيب، ومن يهملها لن يستطيع السيطرة على أغصانها عندما تخرج عن المسار المرغوب فيه، ولن يستطيع أن يلوم الريح إن كسرتها لأنه لم يحميها بالشكل المطلوب، لذلك وجب عليكم العمل على المحافظة بصدق على الشباب لأنهم أعمدة الخيمة بل الخيمة التي تحتمون بها عند الأزمات والشدائد فهم الوطن ودرعه الحصين وقوته الكامنة وعماده الذي لا يلين، وهم الأمل الباقي الذي يعلي شأن الأمة وسيثبت أن التجدد مستمر في حال منح الفرصة الحقيقية لذلك، لأنهم يمتلكون العقول الفتية التي تضج بالحياة والحماسة والاندفاع وحب التغيير والإرتقاء حيث الأمم المتقدمة.  "أليس هذا ما تقولون" !!

صدقاً لم يتبقى الكثير لدينا ولديكم فالوقت ينفذ منا ومنك، فوضوا الشباب للمضي بكم وبالوطن نحو التغيير والارتقاء برؤية جديدة وحديثة تمنح الجميع الفرصة الحقيقية من الإلتحاق بركب الأمم التي أصبحت في قوائم الوعي والتطور والأهم في قوائم الإنسانية ..

دعونا نتعظ من التجارب التي حولنا ، إنظروا وتعلموا ، أعطوا وراقبوا ،  مكنوا تمكيناً حقيقياً وسترون نتائج حقيقية ..وإلا فعلينا وعليكم السلام..

ومازال للحديث بقية.!

فهل تعقلون وتسمعون ؟؟؟!