\"شاؤوليط\"...تحول استراتيجي
تاريخ النشر : 2014-07-21 16:08

لو كان يعلم \"نتنياهو\" قبل شنه الحر العدوانية على غزة أن حي الشجاعية سيكون مقبرة لجنوده وأسر جندي من جيشه الذي تحول من جيش لا يقهر إلى ملطشة للمقاومة؛ لما أقدم على حماقته؛ ولما طرق أذنيه للمتطرفين والمغالين في حكومته أمثال \"بنيت \"و\"ليبرمان\" حارس بيوت الدعارة في روسيا سابقا.

أسر الجندي \"شاؤول آرون\" ليلحق بركب \"شاليط\" سابقا؛ لتكون النتيجة\"شاؤوليط\" له انعكاساته وتحولاته الإستراتيجية، وكتابة تاريخ بحروف من ذهب، ورسم خارطة المنطقة من جديد على يد نجاحات المقاومة في قطاع غزة.

أولى تلك التحولات هو أن المقاومة الفلسطينية نجحت في استدراج \"نتنياهو\" للفخ بالحرب البرية؛ لتحقق بها انتصارات عظيمة رغم الجرح والألم والحصار الخانق، وضربت بعمق الروح المعنوية لجيش الاحتلال وفي مقتل؛ بحيث راح \"الاسرائيليون\" يتابعون ما يقوله إعلام المقاومة ويثقون بمصداقيته أكثر من إعلام العدو المتكتم والمعتم على خسائره.

من خلال متابعة التعليقات التي نشرت على صفحات \"تويتر\" و\"فيس بوك\" التابعة للجندي \"الإسرائيلي\" المأسور فأن بعض الأصدقاء والجيران والأقارب قدموا التعزية بمقتله مما  يشير إلى انه قد أبلغ عن مقتله سابقا؛ ليتفاجأ الكيان بإعلان القسام عن أسره؛ وهو ما قد يفسر قصف حي الشجاعية بوحشية وارتكاب مجزرة فيه لاعتقاد قيادة جيش العدو أن \"شاؤول\" قد جرى سحبه إلى هناك.

معلوم أن جيش الاحتلال بعد عملية أسر \"شاليط\" قد اتخذ قرارا بمنع اسر أي جندي مستقبلا وتكرار عملية الأسر من قبل المقاومة، وأن التعليمات تقضي أيضا بمنع المقاومة الفلسطينية وبأي ثمن من الحصول على جثة لأي جندي حتى بعد مقتله؛ بسبب تأثيرات مثل هذه العملية الإستراتيجية على المسارات السياسية؛ ولذلك اتخذ قرارا بتصفية الجندي  مع آسريه وهو ما لم ينجح وفشل فشلا ذريعا به بأسر \"شاؤول\".

المقاومة في غزة قبل الأسر ليست هي بعد الأسر؛ وجيش الاحتلال قبل عملية الأسر ليس هو بعد عملية الأسر؛ ولذلك سيرتفع سقف مطالب المقاومة في غزة؛ لتشمل إطلاق سراح الأسرى، وتحقيق شروطهم دون نقصان.

لم يحرك ضمير\"جون كيري\" منظر أطفال ونساء وشيوخ غزة وهم يقتلون بمجزرة بشعة على يد جيش \"نتنياهو\"؛ بل حركه خبر مقتل العشرات من جنود الاحتلال وأسر جندي؛ ولذلك سارع للطيران إلى المنطقة ومعه الكثير من أدعياء المدنية والحضارة الزائفة لحماية وحشيتهم المقنعة بحقوق الإنسان.

لو سألت المقاومة في غزة عن من كان معهم في المعركة، وعن سر انتصارهم بالنقاط في معركتهم البطولية والمشرفة والتي فرضت عليهم؛ برغم الحصار والتجويع وعدم وجود عمق عربي لهم على شاكلة العمق الذي تمتع به حزب الله في حرب عام 2006 ؛ لكان الجواب الله كان معنا ويسدد رمينا؛\" فنعم المولى ونعم النصير\".

صدقت المقاومة عندما أطلقت اسم العصف المأكول على المعركة؛ ليكون جيش الاحتلال كعصف مأكول؛ بلا هيبة ولا ردع؛ وليكون طرائد سهلة المنال على يد مقاومة غزة التي رفع رأس الفلسطينيين والعرب؛ وأشعرتهم بعزة طال انتظارها وشاب البعض لأجلها؛ بانتظار اللحظة التاريخية الفارقة بكنس الاحتلال،\" ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا\".