يديعوت: العمليات بالضفة قد تخرج عن سيطرتنا بسبب الحديث عن ضم الأراضي
تاريخ النشر : 2020-02-10 11:48

تل ابيب: قال خبير عسكري إسرائيلي إن "التوتر المتصاعد في الاراضي الفلسطينية، خاصة في الضفة الغربية، يعود بالأساس إلى ما تتسبب به التصريحات الصادرة عن الساسة الإسرائيليين بقرب ضم المناطق الفلسطينية مما قد يشعل الوضع الميداني، وهو ما يستوجب الحديث عن  الجهود التي تبذلها أجهزة الأمن الإسرائيلية لمنع اندلاع سلسلة عمليات مسلحة، قد تبدو في الظاهر فردية، لكنها قد تخرج عن السيطرة".

وأضاف رون بن يشاي في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، أن "التوتر الذي تشهده الأراضي الفلسطينية كفيل بالذهاب إلى موجة عنف قاسية، صحيح أنه ليس تصعيدا كاملا وشاملا، وبالتأكيد ليس انتفاضة جديدة، لأن ما تم حتى الآن هي سلسلة هجمات فردية تحاكي عمليات سابقة حتى اللحظة لم تخرج عن السيطرة، وبالإمكان التحكم فيها".

وأشار أن "الأرضية الواضحة لهذه الأحداث لا تبدو ذات طابع ديني إسلامي، وإنما اجتماعي سياسي، مما قد يسهل تهدئة الأوضاع بين الجانبين، مع ان أبو مازن وقيادات فتح يبدون معنيين باستمرار التصعيد الذي يسمونه المقاومة الشعبية، لأنها تخدم صراعهم ضد صفقة ترامب ، ويمكن القول أن التصريحات النارية التي أصدرها عباس ومن حوله ساهمت بإشعال الوضع الميداني في الضفة الغربية".

وأكد أن "التوتر الأمني الذي تشهده الضفة ليس وليد اللحظة، وإنما يعود إلى جملة أسباب اقتصادية واجتماعية، وكانت المسألة مسألة وقت ليس أكثر عن موعد الانفجار القادم، مع ان ما يطلقه الساسة الإسرائيليون حول قرب اتخاذ قرارات الضم صبت مزيدا من الزيت على نار التوتر القائم أصلا".

وأوضح أنه "سبق لجهاز الأمن العام -الشاباك وجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، أن حذرا من إمكانية محتملة لانفجار الأوضاع أمام الحكومة ووزراء الكابينت، لكن المستوى الحالي من التدهور بالإمكان وقفه، وكبح جماحه، من خلال استعراض الوسائل التي يمكن استخدامها لمنع تدهور الوضع الميداني الكلي في الضفة الغربية".

وأضاف أن "الوسيلة الأولى تتعلق بجمع مكثف للمعلومات الأمنية والاستخبارية في الميدان، لا سيما عبر شبكات التواصل، لتحديد المجموعات الناشطة التي تحرض على الهجمات، ويمكن لها ان تكون مصدرا لتنفيذ العمليات، من خلال الشروع بسلسلة اعتقالات، ومحادثات تحذيرية مع عائلاتهم، والتنسيق مع أجهزة الأمن الفلسطينية لإقناعهم بأن التصعيد لن يخدم الوضع الفلسطيني، بالعكس فقد يؤدي لمزيد من سفك الدماء".

وأوضح أن "الوسيلة الثانية هي تعزيز القوات الأمنية الإسرائيلية في الضفة الغربية، ونشرها على نقاط التماس والاحتكاك التي يستخدمها المستوطنون، وهي مرشحة لتنفيذ عمليات، مثل مفترقي غوش عتصيون وبنيامين، والأخذ بعين الاعتبار ان نشر المزيد من قوات الأمن تعني زيادة فرص استهداف الجنود الإسرائيليين، مما يتطلب وضع مزيد من الاحتياطات الأمنية للجنود وحمايتهم عبر المكعبات الاسمنتية".

وختم بالقول أن "الوسيلة الثالثة هي عدم التسبب بالتشويش على حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية، من أجل عدم زيادة رقعة المرشحين لتنفيذ العمليات، من أولئك غير المنخرطين أساسا بها، ويمكن النظر إلى المساجد ودور العبادة كأماكن مرشحة لتحولها مناطق مشتعلة وخطيرة".