"أمد" يكشف أسرار أزمة "الغاز" التي يختلقها المسؤولين في غزة- فيديو وصور
تاريخ النشر : 2020-02-05 23:31

غزة: "لا حياة لمن تنادي"، مقولة تطبق على المسؤولين في غزة، الذي يناشدهم من غرق في المعاناة ومأساة الحياة، بل خنق الأرواح من ذوي القربى، فأزمة جديدة فتحت "أمد للإعلام" أسرار من اختلقها، وكشف بالأرقام كميات الغاز المنزلي المصري والإسرائيلي الذي يدخل إلى القطاع.

مصدر رسمي (رفض الكشف عن اسمه)،أوضح لــ"أمد للإعلام"،أسباب أزمة الغاز في قطاع غزة قائلاً: إنّ أزمة الغاز التي حصلت في قطاع غزة، سببها أمرين:

أولاً: فصل الشتاء في كل عام بالتحديد تكون هناك أزمة غاز من الجانب الإسرائيلي، بسبب العواصف والمنخفضات، حتى إسرائيل نفسها كانت لديها أزمة غاز أثرت على الضفة وغزة.

ثانياً: بسبب حصار غزة، أخر ما يتم التفكير به هو إرسال الغاز إلى غزة، في ظل وجود أزمة غاز في اسرائيل والضفة، فإسرائيل خفضت إدخال الغاز إلى القطاع، من (17) شاحنة إلى (5) شاحنات فقط، كذلك الجانب المصري استعان بالغاز الإسرائيلي له.

وتابع، "المواطنون سمعوا إشاعات أنّ هناك أزمة غاز في قطاع غزة، فبدأت هنا الأزمة الحقيقية، فمن الطبيعي "المواطن يقوم بتعبئة أسطوانة واحدة يتم إرسالها مع الموزع وعندما سمع عن وجود أزمة قام بتجميع "أسطوانات" الغاز وإعطائها لموزع من أجل تعبئتها، لذلك أصبح هناك هجمة على محطات الغاز أدخلت غزة في أزمة".

وأكد المصدر لـ"أمد"، أنّ هناك بعض المحطات مغلقة بقرار من المسؤولين في غزة الذين يستفيدوا منها، مشيراً أنّ  "مسؤولين غزة استثمروا هذه الأزمة لصالحهم، بطريقة ربحية بمعنى "جرة الغاز من المفترض أن تصل للمستهلك بثمن 57 شيكل، قام المسئولين بسبب وجود أزمة من الجانب الإسرائيلي باستغلالها وطلبوا من المحطات اغلاق أبوابها أمام المواطن فيقوم المواطن بالموافقة على أي ثمن لجرة الغاز التي تلزم منزله، فقام الموزعين برفع سعر توصيل الجرة إلى المنازل بحوالي 4 شواكل، فبدلاً من ايصالها بـ57شيكل، تصل المواطن  بحوالي 62شيكلاً، ويتم توزيع الفائدة على الحكومة والموزع يأخذ نسبة منها".

وشدد، أنّه "لا يوجد رقابة في قطاع غزة، ولو وجد رقابة، لفتحت المحطات أبوابها أمام المواطن بشكل طبيعي، وانتهت هذه الأزمة، مؤكداً أنّ يوم الاثنين الماضي دخل إلى قطاع غزة (17) شاحنة غاز، والثلاثاء دخل 23 شاحنة غاز، والمسئولين في الحكومة يضعونه في المحطات ويغلقون عليه".

وأضاف، "يتم خنق الموزع من قبل المحطات التي أخذت قرارات من المسئولين في غزة، بعدم تعبئة "أسطوانات الغاز" إلا بالموافقة على الشروط ورفع أسعار التوصيل للمنازل، وحينها يتم إعطائه  مثلا "من طلب 100 جرة يتم الموافقة على تعبئة 50 للموزع".

ونوّه، إلى أنّه "قبل كان المواطن يقوم بتعبئة نصف "جرة"، أمّا خلال الأزمة يتم تعبئة "أسطوانة" كاملة خوفاً من استمرار معاناة الغاز التي اختلقها المسؤولين في غزة أساساً، ولو فتحت المحطات أبوابها أمام المواطن لانتهت الأزمة منذ الأسبوع الأول، ولكن هم معنيين أن يستثمرون هذه الأزمة لمصالحهم على حساب المواطن الغلبان، بحسب المصدر.

وأوضح، حينما يتم تناقل أخبار من مواطن لمواطن، أنّ المحطات فتحت أبوابها أمام الموزعين سيرتاح بال المواطن وسيعود الوضع إلى ما هو وسيأخذون انطباع أنّ الأزمة انتهت، ولكن المسؤولين معنيين باستمرار هذه الأزمة,

وتابع، أنّ 60% من اسطوانات الغاز غير مستعملة من سنوات لدي المواطنين، ولكن في حال فتحت المحطات أبوابها سيعود المواطن للاستخدام الطبيعي له.

وفيما يخص الغاز المصري أكد المصدر، أنّه يدخل بشكل طبيعي كالمعتاد بحوالي (15) مركبة غاز إلى قطاع غزة يومياً ويتم وضعها وتخبئتها في المحطات.

شواهد على معاناة أزمة الغاز

المواطنة "منى اللحام" في الخمسينات من عمرها معيلة لأسرتها، التي تعاني مثل ثلثي قطاع غزة، بسبب أزمة الغاز، حيثُ تقوم بطهي طعامها على النار، بسبب عدم قدرتها تعبئة جرة الغاز أو توفيرها.

"منى" التي تجلس أمام رائحة النار المسببة للكثير من المشاكل الصحية، وأمامها بعض "الخضروات كالبندورة"، وبعض الحطب الذي أشعلت جزءاً منه لطهي الطعام، والشاي، أكدت خلال مقابلتها مع"أمد للإعلام"، أنّ أزمة الغاز أثرت على حياتها بشكل أكبر مما كانت عليه من قبل، حيثُ ازدادت المعاناة بطهي الطعام لأبنائها وزوجها المريض منذ فترة زمنية.

وتابعت، لا أستطيع توفير الغاز بسبب عدم وجود معيل للمنزل سواي، أقوم بتدبير الطعام عن طريق اشعال الحطب والطهي على النار، وبسبب أزمة الغاز دائماً نقوم بطهي الطعام على النار لتوفير لقمة عيش أبنائي.