على مد البصر!!
تاريخ النشر : 2020-02-05 22:58

دعنا نتفق على أن إسرائيل لم تفهم من الصفقة (خطة ترامب) سوى أن:
- القدس موحدة عاصمة لإسرائيل، وأن كل الحدود المجاورة للأردن هي أراضٍ إسرائيلية، ومن حقها أن تستوطن فيها كيفما تشاء!!!
- دعنا نذهب مع الطموح الصهيوني في أن تكون إسرائيل من النهر إلى البحر سيادة على الأرض والأمن والسكان!!
- دعنا نذهب مع ما تريده إسرائيل من علاقات طبيعية مع كافة الدول العربية، بما في ذلك إنضمامها لجامعة الدول العربية أيضاً، على إعتبار أن المنظمة هي مؤسسة إقليمية أكثر من كونها مستندة للبعد القومي للناطقين بالعربية، حيث كثيرهم ينفي عن نفسه الأصول العربية العرقية..
- دعنا نتذكر أن إسرائيل عندما فكر فيها كل الصهاينة كانت تحلم أن تكون بين الأزرقين سواءٌ أكانا من النيل إلى الفرات،، أو من البحر المتوسط حتى نهر الأردن، فالمسألة في النهاية أنهم يريدون دولة يهودية على كامل الأرض بين الأزرقين الذين تم رسمهما على علم إسرائيل..
- دعنا نذكر أن الفلسطينيين كانوا يرفضون أي حل يستند إلى اقتطاع أي جزءٍ من فلسطين، وكانوا على الدوام لا يرون فلسطين إلَّا من النهر إلى البحر منذ وعد بلفور عام 1917حتى العام 1988، عندما أرغمهم كل العالم على قبول "مشروع دولة" في حدود 1967..
- دعنا نتعلم بأنهم "الفلسطينيون" وكل العالم قد فشلوا في إقامة دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967 لمدة تجاوزت 32 عاماً ،، هي الفترة من تاريخ دورة المجلس الوطني بالجزائر عام 1988 (تاريخ إعلان الدولة الفلسطينية)، حتى تاريخ اليوم (تاريخ إعلان صفقة ترامب) وتاريخ إعلان دولة الجبنة السويسرية الفلسطينية كما يصفها كل السياسيين!!
- دعنا نقرُّ في البداية بأن التاريخ لا يعود للخلف،، ودعنا نفهم بأن العالم كل العالم، لا يتدخل ولا يرعي إنتباهً لأي قضية باردة أوهادئة،، حتى أن العالم على استعداد أن ينسى اي قضية مهما كبرت، طالما لم تصل لحد الصراع والاشتباك وتهديد السلم والأمن المحلي لبعض الدول، وللعالم على وجه العموم..
- عالم اليوم يهتم بحاجات الناس من حرية وديمقراطية ومعيشية وحقوق إنسانية،، وهو (العالم) لا يهمه التاريخ، ولا الحقوق التاريخية والقومية وغيرها من الحقوق التي طالما إعتمدت عليها القضية الفلسطينية في تعزيز وجودها وبقاءها رغم تغيير مسماها الجوهري الذي كان باسم ( الصراع العربي الاسرائيلي) إلى وقت غير بعيد،، وبات مسماه "النزاع الفلسطيني الاسرائيلي" بمسماه الحديث اليوم!!
- عبر ال 32 عاماً السابقة، تغيرت الديمغرافيا على كامل أرض فلسطين التاريخية،، وبات التداخل السكاني بين الاسرائيليين والفلسطينيين في القدس وما حولها، وفي الضفة وبين مدنها وقراها وشرقها وغربها، حتى في البحر باتت إسرائيل دولة معترف بمياهها الاقليمية مع مصر التي لا تحدها بحرياً أصلاً بسبب قطاع غزة الفلسطيني، ومع لبنان وقبرص واليونان وغيرها من دول المتوسط!!
- هل يظن عاقل بأن إسرائيل ستعود للخلف وتتنازل عن حدودها مع الأردن ومصر أو سوريا ولبنان وفي المتوسط؟؟؟
الجواب بدون أي شك هو: أن إسرائيل باقية على الحدود والديمغرافيا الذي أنتجته حروبها وسلاحها وقوتها، ولن تتنازل عن ذلك أبداً إلَّا بقوة عسكرية أقوى منها،، وهذا الأمر غير متاح على الإطلاق، لا في الواقع الحالي، ولا في المدى المنظور،، فمصر تسعي للمزيد من التعاون الاقتصادي والأمني مع إسرائيل، ومصلحة الأردن هي عدم فتح أي جبهة قتال مع إسرائيل، والحفاظ على اتفاق وادي عربة، وسوريا لن تقف على قدميها لعشرات السنين، وإن طالبت بالجولان بعد حين، ستجد أن الديمغرافيا في الجولان لا تعمل لصالح طلبها،، أما لبنان، فبالكاد أن يستطيع التوفيق بين مصالح الطوائف لكي يبقى دون تقسيم..
الخلاصة:
أتمنى أن تعود "م ت ف" لشعار الدولة الديمقراطية الواحدة، وحشد الدول العربية والعالم بهذا الاتجاه، فأمريكا بصدد ترك ساحة الشرق الأوسط، وإسرائيل في حاجة لعلاقات طبيعية مع الدول العربية، ومطالبة العرب والعالم لإسرائيل بالحقوق الديمقراطية والطبيعية للفلسطينيين ضمن دولة ديمقراطية واحدة، تضمن الحقوق التاريخية العادلة للاجئين الفلسطينيين في العودة، ولو لأجزاء فارغة مثل النقب والأغوار لكل العائدين..
أعلم بأن ما سبق من حل، لا يرضي الحد الأدنى من طموح أي فلسطيني،، لكننا للأسف ذاهبون نحو الأسوأ إن لم نفعل..