تيسير خالد : أوباما يتفهم حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها ولا يتفهم حق الفلسطينيين في الحياة
تاريخ النشر : 2014-07-20 22:46

 أمد/ رام الله : تعقيبا على المجزرة – المحرقة ، التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي اليوم في حي الشجاعية في غزة ، كتب تيسير خالد ، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، في مدونة له على موقعي التواصل الاجتماعي ( فيسبوك و تويتر ) يقول : 

اليوم ارتكبت اسرائيل مجزرة ، بل محرقة ، في حي الشجاعية في قطاع غزة ، ذهب ضحيتها عشرات الشهداء معظمهم  من الاطفال والنساء ومئات الجرحى . اسرائيل في المقام الأول تتحمل مسؤولية المجزرة – المحرقة الجديدة ، فآلتها العسكرية الجهنمية كانت هناك وقد وثقتها وسائل الاعلام المحلية والعربية والاجنبية على حد سواء .

ولكن هل تتحمل اسرائيل وحدها المسؤولة عن المجزرة المحرقة ، أم أن هناك أطراف أخرى تتحمل قسطا وافرا من المسؤولية ، وهي نفس الاطراف ، التي أصابها الصمم والبكم والعمى عن مجازر أخرى كثيرة ارتكبتها هذه الدولة ولاذت بعدها بالفرار من المسؤولية والمساءلة والمحاسبة .

كثيرون أو قليلون ( لا فرق ) يذكرون مجزرة – محرقة دير ياسين في التاسع من نيسان عام 1948 ، في ذلك اليوم ارتكبت اسرائيل أفظع جريمة في تاريخها الحديث ، وهي جريمة تحدث عنها بتفصيل واسهاب في حينه مندوب الصليب الاحمر في فلسطين السيد جاك رينيه، وتحدثت عنها تقارير اخرى لمنظمات دولية كانت شاهدا على الحدث المأساة  . دول العالم والامم المتحدة أصابها الصمم والبكم والعمى في ذلك الحين ، فقد كان أمرا غير عادي أمام هول محرقة الوحش النازي ضد اليهود ، أن يجري الحديث عن محرقة يمارسها اليهود ضد الفلسطينيين . الوحش النازي منع العالم من تحمل مسؤوليته في مساءلة ضحايا المحرقة النازية .

وبين مجزرة – محرقة دير ياسين عام 1948 ومجزرة – محرقة اليوم في حي الشجاعية في قطاع غزة كانت سلسلة من المجازر والمحارق ليس أقلها فظاعة مجزرة – محرقة صبرا وشاتيلا . في كل مرة كانت اسرائيل تفلم من المسؤولية والمساءلة والمحاسبة ، لا لشيء سوى أن هناك دول في هذا العالم تتمسك بحقها في ممارسة سياسة ازدواجية المعايير ، حتى في الموقف من الحق في الحياة . هذه الدول كالولايات المتحدة وغيرها من دول الغرب \" الديمقراطي \" تتفهم تماما ودائما حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها ولكنها لا تتفهم بنفس القدر حق الفلسطينيين في الحياة وحاجة الفلسطينيين الى الحرية والاستقلال . ولأن الامر هكذا ، فليس من المتوقع أن تتوقف جرائم اسرائيل . رئيس حكومة اسرائيل يتحمل مسؤولية الجريمة اليوم في الشجاعية ، غير أن قادة آخرين مثل أوباما ، كاميرون ، ميركل وهولاند لا يستطيعون التهرب من المسؤولية .وعلى القيادة الفلسطينية قبل غيرها والرئيس محمود عباس قبل غيره تذكير هؤلاء الرؤساء بحق الفلسطينيين في الحياة وحاجتهم الى الحرية والاستقلال .