الأسير المحرر "ثائر حلاحلة" يجني ثمرة اعتقاله في سجون الاحتلال "عاملاً للنظافة "! - صور
تاريخ النشر : 2020-01-26 22:30

الخليل- صافيناز اللوح: سرقت السجون زهرة شبابهم، وحرمتهم من التمتع بها، فتنقلوا من غرف لا تصلح للعيش الآدمي، ومن صراخ سجان لأخر، ومن سواط يجلد على أجسادهم إلى طبيب يزيد من أوجاعهم بدلاً من معالجتها، حتى شاء القدر أن يخرجوا رافعوا رؤوسهم محررين من بين أقبية سجون الاحتلال الظالم حراسه.

ثائر عزيز حلاحلة (49) عاماً، من بلدة "خاراس" قضاء الخليل، متزوج وله طفلين "لمار التي ولدت وهو داخل الأسر، وخطاب"، وهو أسيراً محرراً من سجون الاحتلال بتاريخ 23/12/ 2018م، حيثُ أفرج عنه من سجن النقب الصحراوي، بعد أن أنهى محكوميته البالغة 20 شهراً متواصلة في الاعتقال الإداري، فيما اعتقل بتاريخ 28/04/2017م، وكان قد اعتقل من قبل لمدة 14 عاماً، منها 90 شهراً إدارياً فقط.

أضرب "حلاحلة" عن الطعام أكثر من مرة كان أطولها لمدة٧٩ يوماً، رفضاً للاعتقال الاداري برفقة المحرر بلال ذياب من جنين، حيثُ أصيب بمرض وفيروس الكبد الوبائي من الدرجة  (p)أثناء التحقيق في سجن عسقلان في 2013م، وأنهى درجة البكالوريوس في الاسر تخصص تاريخ من جامعة الاقصى".

حلاحلة الذي خرج من سجون الاحتلال، ليستنشق عبق الحرية كباقي المحررين من السجن، لم يكن يعلم أنّ حريته قد قتلت بإشارة من المحتل الإسرائيلي المغتصب لأرضه ووطنه منذ عشرات السنين.

وخلال مقابلة مع "أمد للإعلام" كشف المحرر،"إنّ الناس يخافون التعامل معي، أو أتاجر محلاتهم للعمل، أو حتى أركب سياراتهم والرد عليهم والحديث والنقاش معهم، والسبب "أنني أسيراً محرراً، يهابونه لعدم سحب تصاريحهم من إسرائيل، أو استدعاء أمن سلطة رام الله لهم لتعاملهم معي".

وأضاف، "أحب الناس وأعشق الحديث مع الآخرين، وأشاركهم همومهم وأحزانهم وأفراحهم، ولكن منذ خروجي من سجون الاحتلال وأنا أشعر بعزلة كبيرة، وأشعر أنني وحيداً بسبب تعامل الناس معي وهروبهم مني".

الشاباك تعهد أن يجعله وحيداً!

وعن سبب ذلك، أكد حلاحلة، أنّ "ضابط الشباك الإسرائيلي، تعهدوا لي قبل الافراج عني، بأن ابقى وحيداً، وأتحدث مع نفسي، مشيراً إلى أنّه "في أحد المرات كنت جالساً، في خطبة الجمعة، وكان زميل الدراسة بجانبي نظر يمينا ويسار ثم قرر السلام عليه من تحت رجليه حتى لا يراه احد".

وتابع، قبل فتره داخل احدى سيارات العمومي فكان يقلها صديق قال لي بصوت عالي، والله ممنوع احكي معك او ارد السلام عليك ارجوك سامحني، لذلك قررت العمل في تنظيف الشوارع التي بقربنا مجاناً".

وشدد، "قبل اعتقالي الأخير كنت اريد افتح مغسلة سيارات فبعد ان اشتريت الادوات المطلوبة، تحدثت مع احد مالكي المحلات، وبعد الاتفاق معه، تفاجأت بتراجعه والسبب "خائف أن اعمل له ضرراً، أو يأتي جيش الاحتلال، لتفجير منزله".

ولم يكتف أمن السلطة من تعذيب الاحتلال الإسرائيلي لحلاحلة، وانعدام الحياة الكريمة له حتى خارج أسوار السجون، لكنه استدعاه عدة مرات للمقابلة للتحقيق معه من قبل جهاز الامن الوقائي في الخليل، لأنه أحد أعضاء حركة الجهاد في فلسطين".

يحاول المحرر "حلاحلة" أن يشغل  نفسه بكتابة القصص والمقالات المختصة بالأسرى وما دار معه خلال سنوات اعتقاله، داخل سجون الاحتلال، ومن مذكرات: "دراسة كتاب عن حياة الشهيد علي حلاحله أول الغيث  وعمل بالأسر مقابلات مع اكثر من٣٠ اسيراً، من فتح وحماس والجهاد والجبهتين عن تجاربهم النضالية وكيفية الاعتقال، وتلقى عشرات الدورات والمحاضرات بالأسر، ودرس خارجه صحافة وإعلام، لمدة عام في الكلية العصرية رام الله، وشريعة اسلامية من جامعة الخليل، وشارك في عدة مؤتمرات وطنية داعمة للأسرى في الوطن.

وحول رسالته طالب، "جميع المنقسمين والنخب والاحرار والمخلصين والوطنيين، العودة إلى الناس والجماهير ومعرفة همومهم وأحوالهم ومشاطرتهم أحزانهم، وأن يتوحدوا على برنامج وطني عام ملتزم بفلسطين الوطن والقضية والتاريخ والمنهج.

وأشار، "لا تجعلوا اليأس يتسلل الى عقول وقلوب وفكر الناس وعلى الخطباء والوعاظ والكتاب والاعلاميون نشر ثقافة الوعي والانتماء للوطن وزرع القيم الوطنية التي ناضلنا جميعا عليها، وتربينا على احترام وتقدير العوائل التي قدمت وضحت لوطنها بنفسها وعمرها".