يهوى سيارات الدفع الرباعي.. شاب غزي يصنع سيارة سباق ويطورها - صور
تاريخ النشر : 2020-01-21 19:02

غزة - أحلام عفانة: استطاع المواطن محمد سيف الدين الضبة البالغ من العمر (40 عاماً)، من تحقيق حلمه بصناعته أول سيارة سباق من نوع (buggy) في قطاع غزة.

إذ كان لمولده في موريتانيا الأساس في تعزيز حبه وهوايته بسيارات السباق والدفع الرباعي بشكل عام، وعند عودته لغزة التي تعيش ظروفاً مأساوية قرر أن يبدأ بصناعة سيارة خاصة يمكن استخدامها في سباقات الرمال والصخور والجبال.

وقال الضبة لـ "أمد للإعلام"، إن موريتانيا دولة صحراوية يغلب عليها استخدام سيارات الدفع الرباعي، كما أن سباق (رالي داكار) الخاص للمنافسة بين السيارات على أشد الطرق وعورة، كان مساره لأكثر من عام في قارة أفريقيا إذ كان يمر بموريتانيا، وعندها يتجمع الناس ويخرجون للمشاهدة وهو من ضمنهم، ما أدى إلى اكتسابه خبرة كبيرة حول هذا النوع من السيارات.

ولفت الضبة الذي يقطن بمدينة غزة، إلى أنه سافر إلى أحد أقربائه في أمريكا قبل 6 سنوات، حيث كان مكان تواجده مختص بالسيارات ما أدى إلى زيادة خبرته إلى جانب دراسته التي تتعلق بالهندسة.

وأوضح الضبة، أن السيارة عبارة عن (Roll Cage) وهو هيكل من الحديد يتم صنعه بطريقة معينة خاص لسيارات السباق سواء كانت للسير على المضمار (الأسفلت) أو الرمال، وذلك لحماية السائق في حال وقوع أي حادث.

وأضاف قائلاً: "أحضرت الأجزاء الأساسية لبدء العمل وهي: العجلات، والحديد إذ يجب أن يكون بسمك معين منعاً للصدأ أو التسوس"، مردفاً: "بدأت أرسم المخطط وأحدد المقاسات التي أريدها على الورق، من حجم السيارة ووزنها، ثم قمت بتنفيذه على هيئة مجسم صغير كنسخة مصغرة من السيارة الأصلية، وبعدها انتقلت إلى مرحلة التنفيذ النهائي وكانت البداية في تصنيع القفص الحديدي أي هيكل السيارة".

وبيّن لـ "أمد للإعلام"، أنه استغرق عاماً كاملاً في تصنيع السيارة بحيث أوصلها لمرحلة احتياجها إلى موتور فقط، ولكنه بسبب الوضع المادي لم يستطع استكمالها حيث استوقف مدة 6 أشهر".

وفي عام 2015 عاد الضبة ليكمل حلمه الذي توقف عند آخر مرحلة، إذ استطاع تركيب الموتور وبدأ عندها بفحص وتجربة كافة الأمور المتعلقة بالسيارة وحركتها إلى أن تأكد من خلوها من كافة المشاكل الميكانيكية والهندسية بشكل مبدئي.

وفي عام 2019 وبعد أن وجد الصدى الكبير الذي نالته سيارته من قبل مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفعه لإجراء تعديلات كبيرة عليها إذ أصبحت أعلى ارتفاعاً عن سطح الأرض وأخف وزناً كما أنه استبدل لونها بالأسود، كما أنه استأصل كافة القطع الجاهزة الموجودة أثناء صناعته المبدئية للسيارة واستبدلها بقطع من تصميمه الخاص.

ولفت الضبة إلى أن "قوة الموتور 160 حصان وسرعتها على "الأسفلت" تصل إلى 180 كيلو متراً أما على الرمال فقد تصل إلى 150 كيلو متراً أو أكثر".

وحول الصعوبات التي واجهت الضبة إثناء التصنيع، أشار إلى أن جميعها كانت مادية حيث أنه لم يحصل على تمويل من أي جهة داعمة، بل اجتاز كافة المراحل بنفسه.

وأعرب عن نيته عرض السيارة في معرض الصناعات الوطنية، ولكنه لم يتمكن من ذلك نظراً لأن هذه السيارات لا تترخص في غزة، كمان أن ترخيصها في أي مكان بالعالم لا يتم بسهولة إذ يجب أن تكون مصنعة في ورشة عمل مرخصة من الحكومة التي تمتلك ترخيص لصناعة مثل هذه السيارات.

وطالب بأن يكون احتضان لهذا النوع من الإبداع في قطاع غزة، وتوفير الإمكانيات للشباب المبدعة في مجال صناعة السيارات، متمنياً أن يكون هناك مسؤولاً وصاحب قرار يدعم ويشجع هذا الأمر كي نستطيع تمثيل اسم فلسطين في أي مكان.

وأكد الضبة، على أن تصميمه سيارة فلسطينية سريعة لن يكون آخر المشوار، لافتاً إلى أنه لديه إمكانية صناعة سيارات غيرها وأفضل جودة منها.