الوقاية من أمراض الكبد: معلومات قيّمة تعرفينها للمرة الأولى
تاريخ النشر : 2020-01-14 19:49

الوقاية من أمراض الكبد وسواها أمر ضروري. يؤدي الكبد أكثر من 300 وظيفة حيوية. وغالباً ما يتم إهمال صحته، على الرغم من أنّ لديه دفاعات حقيقية وقدرة على التجدّد.

في ما يلي طرق الوقاية من أمراض الكبد :

يعاني حوالى 844 مليون شخص حول العالم من مرض الكبد. وفي كل عام هناك مليونا شخص يموتون بسبب أمراض الكبد. وأثناء المؤتمر الدولي الثاني عشر لأمراض الكبد (Paris Hepatology Conference) الذي انعقد في الرابع عشر والخامس عشر من كانون الثاني يناير 2019، أكدَّ الباحثون على أهمية الوقاية والفحص: من شأن ذلك أن يساعد على تفادي العديد من الوفيات التي سببها أمراض الكبد.

البروفسور مارسيلين في افتتاح مؤتمر باريس لأمراض الكبد 2019: من القضاء على أمراض الكبد الوبائية الفيروسية إلى الأساليب العلاجية لأمراض الكبد الدهني اللاكحولي NAFLD.

الكبد عضو أساسي في غاية الأهمية

الكبد من أحد الأعضاء الأكبر حجماً في الجسم البشري: يبلغ حجمه 20 سنتمراً في الطول. والصفراء التي ينتجها الكبد تساعد على هضم الدهون، وتساهم في تخزين الجلوكوز والفيتامينات والعناصر المعدنية، كما تصنّع البروتينات: في المجمل يضمن الكبد أداء أكثر من 300 نشاط حيوي للجسم. ويمكن المحافظة على جميع هذه الوظائف عندما يتم تلف جزء من الكبد: يكفي ربع الكبد لأداء الوظيفة الطبيعية لجسم الإنسان. وهذا ليس الشيء الفريد الوحيد لهذا العضو. ففي الواقع، فإنَّ بمقدور الكبد أن يجدد نفسه إذا ما تمَّ اقتطاع جزء منه، وأن يستعيد حجمه الطبيعي!

وللكبد كذلك قدرات خفية، ولكن هذا لا يمنع من أن يكون لديه بعض نقاط الضعف والهشاشة. فإذا استهلك الشخص الكثير من الكحول، أو الكثير من الدهون أو الكثير من السكريات، فقد يسبب ذلك إصابة الكبد بالأمراض، والتي منها ما يسمى "مرض الكبد الدهني" أو مرض الكبد الدهني اللاكحولي أو تليف الكبد. كما أنَّ التهاب الكبد الوبائي B و C يشكلان تهديداً للكبد، على الرغم من أنّ اللقاحات في الوقت الحالي والعلاجات تساعد على تقليل عدد الوفيات.

الوقاية من أمراض الكبد بالشكل الأفضل

أكد الأطباء والباحثون، الذين اجتمعوا خلال عقد مؤتمر باريس لأمراض الكبد، على نقص أساليب الوقاية والفحص لأمراض الكبد: إنَّ التنظيم الأفضل للوقاية من أمراض الكبد والفحص من شأنه أن يقلل الوفيات بشكل كبير. وفي أكثر من ثلثي الحالات يتم اكتشاف المرض في مرحلة متقدمة، الأمر الذي يحدُّ من إمكانية العلاج. ودعا العلماء، بناء على ذلك، إلى تعميم تشخيص "ناقلة الأمين الكبدية" – انزيم وظيفته نقل زمرة الأمين من الأحماض الأمينية. ويشير تشخيص "ناقلة الأمين" إلى التهاب أنسجة الكبد: إذا كان مستوى وجوده في الدم مرتفعاً جداً فهذا يشير إلى أنّ الكبد مصاب. ويقول حول ذلك البروفسور باتريك مارسيلين، مؤسس مؤتمر باريس لأمراض الكبد: "إنه فحص بسيط وغير مكلف ومتوفر في كل مكان، وعندما يتم إجراؤه بالشكل الصحيح تكون نتيجته مرضية".

التطعيم ضد التهاب الكبد B

التهاب الكبد B ينتقل إما من الأم إلى الطفل أثناء الولادة، أو عن طريق الاتصال الجنسي بدون حماية، أو بسبب استعمال حقن ملوثة. ويتطور المرض إلى ألياف ثم يُصاب الكبد بالتليف أو بالسرطان. ويتوفر علاج لمنع تطور المرض ولكنه لا يقتل الفيروس. والطريقة الأكثر فعالية للحماية ضد التهاب الكبد B هي التطعيم ومنذ العام 2017 يتلقى المواليد الجدد هذه الحماية ضد التهاب الكبد B ضمن كادر 11 لقاحاً إلزامياً.

التهاب الكبد C المرض الصامت جداً

يتوفر علاج فعّال مائة بالمائة لالتهاب الكبد C . وتسعى منظمة الصحة العالمية إلى القضاء على المرض بحلول عام 2030: الهدف هو محاولة تحسين الفحص. ففي فرنسا على سبيل المثال هناك 75 الف شخص مصاب بالتهاب الكبد C الصامت دون أن يعرفوا ذلك. وقد يكونون مصابين به منذ أكثر من 30 عاماً دون أن يدركوا ذلك.

الوجبات الغنية بالدهون قد تسبب الإصابة بمرض الكبد الدهني

تشير الأحرف NASH إلى (Non-Alcoholic Steato Hepatitis) أي التهاب الكبد الدهني غير الكحولي وهو بالنسبة إلى البعض مرض القرن. وسببه هو استهلاك كميات كبيرة من السكريات والمواد الدهنية. والأشخاص المصابون بداء السكري وزيادة الوزن هم الأكثر عرضة إلى مخاطر الإصابة به، والطريقة الوحيدة لعلاجه في الوقت الحالي هي تغيير نمط الحياة من خلال اتباع نظام غذائي أكثر توازناً وممارسة النشاط البدني. كما أنَّ العلاجات الدوائية ما زالت في مرحلة الدراسة.

علاجات جديدة لسرطان الكبد

في العام 2018 توفي حوالي 9 آلاف شخص بعد إصابتهم بمرض سرطان الكبد. ولكن هذا الرقم قد ينخفض كثيراً في السنوات المقبلة، لأنَّ العلاجات تصبح شيئاً فشيئاً أكثر فعالية: بعد زراعة الكبد على سبيل المثال، فإنَّ معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات أصبح 80 في المائة.

كما أنَّ مرض الكبد قد يسبب أمراضاً أخرى: ما بين 20 إلى 30 في المائة من الأشخاص المصابين بمرض الكبد المزمن يتطور هذا المرض إلى تليف الكبد والذي قد يتطور إلى سرطان الكبد. إن تحسين الفحص والعلاج المبكر قد يسمحان بتفادي ما يقارب مليوني وفاة سنوياً حول العالم.