ماذا بقي للعرب من كرامة!
تاريخ النشر : 2020-01-13 19:38

كان الشعراء في الماضي يتغنون بالرجل العربي الشجاع والشهم الذي يحمي الأرض ويصون العرض ويمتطي جواده عند النزال في أرض المعركة ويأبى إلا أن ينتصر أو يموت

وكنا نفتخر ونحن نقرأ كتب التاريخ عن عظماء العرب في البطولة والشجاعة وكيف كنا السباقون في الحضارة والعلم والمعرفة والأدلة كثيرة والكل يعرفها وكنا نفتخر ونحن نردد في مدارسنا ونحن محض أطفال بلاد العُرب أوطاني وكل العُرب إخواني

وكانوا قديما ينعتون العربي بالدهاء والبهاء واليعربي والمقدام ولم يتركوا شاردة ولا واردة في الشجاعة والبطولة إلا قالوا فيها وتغنوا فيها ولا زالت سيرتهم وتاريخهم الناصع البياض حتى يومنا هذا

أما اليوم فقد إختلف الشعر وتلون الشعراء وإنقلب الميزان والأوزان ولم تعد فيها قوافي أو بحور وغاب الشعراء والأدباء عن المشهد السياسي وجلسوا في المقهى الثقافي فقراء مضطهدين إلا أولئك الذين يمسحون الجوخ ويُزيلون غبار الملابس الحكومية في القصور والفلل والمنتجعات السياحية

وللأسف الشديد فإن الماضي الجميل لم يعجب ولم يرق للكثير من الحكام العرب فداسوا على الشعر والنثر العربي والشهامة والنخوة العربية والشجاعة والإقدام العربي وتمسكوا بالكراسي والمناصب وحب المال والنساء ونسوا أو تناسوا الأصل والفصل العربي

ولعبت في عقولهم شياطين الإنس والجن وتاهوا في غياهب المقاهي العهرية وصالات القمار الوردية وحاصروا شعوبهم بالفقر والجوع والإضطهاد النفسي والإعتقال السياسي وأغلقوا مؤسسات إنسانية وفتحوا سجونا قهرية وأعادوا فينا قصة يوسف وحسناء القصور الفرعونية

ودخل بينهم عبدة الأصنام ورعاة البقر والأغنام وساروا معهم كما الأنعام ليس لهم قرار ولا ملام وليس لهم سؤال ولا كلام وليس لهم سوى السوط والنعال وسماع القول بلا جدال وتنفيذ الأوامر بلا سؤال وكأنهم عبيد أسياد في زمن العبودية

سلموا بلادهم للغرب والشرق والشمال والجنوب وتاهوا في ملذات الدنيا وبقيت الشعوب تلهث خلف لقمة العيش وفتات الرواتب الشهرية حتى أصبحت عين المواطن العربي ترنو إلى خارج حدود الوطن ويود لو يبتلعه البحر حتى يصل بر الأمان في بلاد الأمان المزيف بأموال خليجية

وقبل الختام أقول بكل صدق ليت حكام العرب يراجعوا حساباتهم بشكل دقيق وليعلموا أن العمر محدود فإما عيشة راضية في جنة عالية وإما عيشة نكدة في نار موقدة

وليعلموا أنه لا صلاتهم ولا زكاة أموالهم تشفع لهم عند الله بإراقة دم مسلم واحد مظلوم فما بالهم بملايين المسلمين المشردين والمظلومين والمضطهدين إلى جانب هتك الأعراض وإنتهاك الحرمات من لدن عربي جبان أو صليبي حاقد أو يهودي خسيس يعشق القتل الزؤام

فهل فتح أبواب بلدانكم لليهود والصليبيين بإستباحة الأرض والعرض سيشفع لكم عند مليك مقتدر بل أنكم ستقفون بين يدي الله عز وجل خانعين مطأطئي رؤوسكم ليحاججكم أولئك الفقراء والمساكين والمظلومين والمنفيين في الأرض لتفتح أبواب جهنم مخلدين فيها أبدا


سنقرأ في الجريدة يوما يا بلادي أننا كنا خراف
سيجف هذا النفط فوق جلودنا
ونودع السبع السمان ونلتقي ألفا عجاف
وسيذكر التاريخ أسماء الملوك الكاتمين الصوت مثل الزراف
وسيحاكم التاريخ حكام العروبة كلها
وينزع الإظفار منهم في سبيل الإعتراف

( أكتفي بهذا القدر ولكم مني تحية )