الانتخابات الفلسطينيه واعادة انتاج نتائج انتخابات 2005
تاريخ النشر : 2019-12-20 08:29

رغم ايماني بضرورة اجراء الانتخابات الفلسطينية كتعبير ديمقراطي في انتخاب ممثلي مواطني الضفة الغربية لممثليهم في المجلس التشريعي لسلطتهم الوطنيه شعبيا وهي حق شرعي تكفله الدساتير كافة ..الا ان
المتتبع للاحداث يلاحظ ان المسار الفلسطيني يسير باتجاه اجراء الانتخابات .

وبعيدا عن الضجيج الاتهامي الاعلامي المتبادل بين فتح وحماس على الترتيبات والمعوقات او من شروط للطرفين او الاعتراضات الاسرائيلية بخضوص القدس. الا ان الواضح ان الانتخابات قادمة لا محاله وان الاطراف المحليه والاقليميه على وفاق باجرائها فالرئيس ابو مازن يؤكد مرارا على اجرائها وهو بصدد اعلان المرسوم الرئاسي الذي يحدد موعد لها.وان حماس ابدت قبولها واستعدادها لهذه الانتخابات وحتى دون الاشارة لموقع القدس من ذالك ورغم ان كل المؤشرات تؤكد عدم استعداد فتح لهذه الانتخابات وحسب تصريح عضو لجنتها المركزيه ناصر القدوه وحسب الوقائع على الارض في غياب المصالحه الداخليه لفتح والاستمرار في اقصاء الكادر الفتحاوي عن موقع الفعل والقرار بالاضافة الى مجموعة مؤشرات منها:-
١-ما يشاع من ان فتح لا ترغب بترشح القيادات الفتحاويه من اعضاءلجنتها المركزيه اومجلسها الثوري او وزراء اوحتى رموز قياديه في مؤسسات السلطه .ويؤكد ذالك تصريح الرئيس ابو مازن من ان قائمة فتح لن تشمل مرشحين اعمارهم فوق الخمسين.

٢-ما يشاع من ان فتح تتجه لترشيح شخصيات من خارج المواصفات التنظيميةالتاريخية واعتماد مرشحين من شخصيات اقتصاديه و اكاديمية منها بالاضافه لكوادر منتقاه مقبولة لقيادات في مراكز القوى المؤثرة في الحركه .

٣-ما زال الاقصاء للكادر الفاعل مستمر سواء بانتخابات الاقاليم او المنظمات الشعبيه كما حصل بانتخابات اقليم طولكرم والقدس وما شابها من تجاوزات او ما حصل بانتخابات اتحاد الكتاب والادباء الفلسطينين واقصاء حتى من فاز بالانتخابات الداخليه لفتح.

٤-استمرار فجوة الثقة مابين فتح السلطة والشارع الفلسطيني نتيجة الخلافات بالراي وحريةالتعبير.

كل ذالك ورغم التحذير من ان هذة الانتخابات هي اعادة انتاج لنتائج انتخابات 2005 فيما لو جرت قريبا فان قيادات بفتح تدعو للانتخابات.
اما على صعيد حماس فمن الواضح ان حماس تسعى بشكل حثيث على مد جسور الاعتراف بقبولها الشرعي عربيا ودوليا واسرائيليا من خلال الحرص على التفاهمات مع الجانب الاسرائيلي ومن خلال اجراءات القمع على من يتجاوز هذه التفاهمات من قبل بعض الجهات التنظيميه الاخرى بقطاع غزة ومحاولات اثبات قدرتها على ضبط الايقاع وقوانين الاشتباك مع جميع الاطراف بقطاع غزة .

اما على صعيد الانتخابات فان حماس وبقبضتها الحديديه وقمع معارضيها وحرمان فتح والتنظيمات الفلسطينية الاخرى من النشاطات الشعبية باقامة احتفالات ذكرى استشهاد القائد الرمز ياسر عرفات بقطاع عزه فقد ضمنت سيطرتها وامكانية فوزها الغالب باصوات غزه مما يعوض عن غيابها وضعف شعبيتها النسبي بالضفة الغربيه رغم نشاطها المعلن والمسموح .

وكما تشير استطلاعات الراي ان نسبة فتح وحماس في اي انتخابات قادمة شبه متساويه وبنسبة ٣٠% لكل منهما والثلث الثالث من نصيب شخصيات الاقتصاد والاكاديمين والبعض الآ منتمي والضئيل منها للفصائل الفلسطينية الاخرى. وهذا الطرف الجديد في معادلة الانتخابات سيكون بيضة القبان في النتائج النهائيه للشرعية الفلسطينيه .

وعلى ضوء ما تقدم واذا ما لوحظ ان ما يسمى بصفقة القرن التي استنفذت اجراءاتها على الارض من اعلان يهودية الدولة و تهويد القدس وشرعنة المستوطنات والتوجه لضم الاغوار حيث لم يتبقى من الضفة الغربيه سوى كنتونات المدن والتجمعات الفلسطينيه.

اما بالنسبة لقطاع غزة فقدت استنفذت مهمتها بالتفاهمات الحمساويه الاسرائيليه والتوجه العربي و الاقليمي والدولي بالقبول بحماس كطرف شرعي بالشرعية الفلسطينيه بعد كم التنازلات التى قدمتها حماس عن الثوابت الفلسطينيه والانخراط بتفاهمات عربيه وامريكية لقبولها الشرعي. ولا ادل على ذالك دخول المال القطري من خلال اسرائيل وانشاءالمستشفى الامريكي وحضورها مؤتمر كالالمبور رغم عدم شرعية تمثيل حضورها.

خلاصة ما تقدم اذا ما تمت الانتخابات بهذه المعطيات فانتا امام التالي:- وصول حماس الشرعي للشرعية الفلسطينيه ان لم يكن الفوز بها بتحالف شيطاني وتاييد عربي ودولي . اذ ان فتح لن تملك الاغلبيه حتى وان حصلت على كامل حصتها التقديريه في استطلاعات الراي لان الطرف الثالث من الشخصيات الاقتصادية والاكاديمين سينحاز نحو مصالحهم ولو على حساب فتح والثوابت الفلسطينية تلك المصالح المرتبطة غالبا بالقوى المؤثره وخاصة ان الوضع العربي والدولي المؤثر اصبح ناضجا بقبول حماس بالشرعية الفلسطينيه وبالتالي فان فوز حماس اصبح مطلبا لقدرتها على تجاوز الثوابت الفلسطينيه بغطائها الاسلاموي وامتدادها الاسلامي العام .مما يؤهلها للانفصال بغزة واقامة كيانها وان فتح لن تتجاوز ثوابتها رغم الضغوط الخارجية او الداخلية (بافتراض حسن النيه) .والذي سيحرمها من الاعتراف الدولي والدعم العربي لتمرير الخطة الامريكيه بانشاء كيان فلسطيني بغزة وحكم ذاتي اداري محدود بالضفه وللاجئين المصير المحتوم بالاذابة بمجتمعات اللجوء المتواجدين بها او اللجوء لدول جديدة مستعدة لقبولهم . والله المستعان بافشال ذالك كله .