نتنياهو عميل للأجانب
تاريخ النشر : 2019-12-12 13:55

احتد الخلاف بشكل كبير بين رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو, ورئيس حزب اسرائيل بيتينيو افيغدور ليبرمان, وقد وصل حد الاتهام بينهما ان وصف كل منهما الاخر بالعمالة لطرف اجنبي, فنتنياهو وجه اتهامات لليبرمان بأنه مدعوم من وكلاء جهات خارجية، وهو عميل، أو عميل فوضى, حسب ما نسب ليبرمان من قول لنتنياهو, بينما رد عليه ليبرمان بالقول متسائلا عما إذا كان نتنياهو "عميلا لكيانات غير معروفة، وأثرياء من مختلف أنحاء العالم: كجيمس باكر وسبنسر بارتريدج ونتان مالكوفسكي"، وهم أثرياء قدّموا لنتنياهو رشى بحسب لائحة الاتهام ضده. الاتهامات المتبادلة لم تقف عند هذا الحد, بل وصلت الى اتهامات وجهها حلفاء نتنياهو لليبرمان بالفساد, وإن عدم انضمام ليبرمان لحكومة نتنياهو، مرده إلى تعرضه لابتزاز من قبل الشرطة الإسرائيلية والنائب العام الإسرائيلي، في تلميح لتورط ليبرمان بقضايا فساد. ورد ليبرمان في منشور له "لو أردت مهاجمة نتنياهو أو إيذاءه في أكثر النقاط حساسية، لذكّرته بما قاله حينما اتُهم سلفه أولمرت في العام 2008 بقضايا فساد، حيث دعاه نتنياهو الذي كان رئيس المعارضة حينها إلى الاستقالة، قائلا: ’إن رئيس حكومة غارق في ملفات فساد حتى عنقه، ليس لديه تفويض جماهيري ولا أخلاقي لاتخاذ قرارات مصيرية لإسرائيل، لأنه حينها سيتخذ القرارات بناء على مصلحته الشخصية، وليس بناء على المصلحة الوطنية", ولم ينج نتنياهو من اتهامات غانتس واحزاب يسارية, وحتى من اعضاء في حزبه الليكود.

بيني غانتس اهان نتنياهو بقوله إنّ "حزب "أبيض أزرق" الذي أترأسه، لن يقبل الانضمام إلى حكومة قد يواجه رئيسها قراراً اتهامياً خطيراً، وعليه تهم فساد، فكيف لي أن أشاركه في حكومة وهو متهم؟"، اما جدعون ساعر عضو الكنيست ومنافس نتنياهو على رئاسة حزب الليكود فقال مخاطبا نتنياهو عليك التحلي بالمسؤولية وتقديم استقالتك فورا، مستدركا "قدم استقالتك، ليس بسبب لائحة الاتهام بل لأجل الدولة التي علقت بسببك دون القدرة على تشكيل حكومة". مضيفا لن "يتمكن من تشكيل حكومة وحدة حتى وإن جرت انتخابات ثالثة ورابعة". وحذر ساعر من مغبة انهيار "الليكود" في الانتخابات المقبلة في حال لم يتم إدخال تغيير في قيادته. فيما اعتبر وزير الخارجية الصهيوني يسرائيل كاتس دعوة ساعر لرئيس لبنيامين نتنياهو إلى الاستقالة هي تجاوز للخطوط الحمراء, وهي تمهد الطريق لانقسام الليكود. اما رئيس الوزراء الصهيوني السابق “إيهود أولمرت” فخاطب نتنياهو في تغريدة لإذاعة الجيش العبرية عبر تويتر بالقول: انصرف، استقيل، “رَوّح” على بيتك، سيبنا في حالنا خلينا نعيش زي الخلق, فهل يقبل بنيامين نتنياهو دعوة بيني غانتس إلى إعلان أنه لن يطلب حصانة من تقديمه للقضاء لأجل موافقة غانتس على تشكيل حكومة وحدة وطنية، قبل ساعات قليلة من الاعلان عن الدعوة لانتخابات ثالثة.

مصادر اعلامية محلية قالت "ليس من المستبعد قيام أطراف معارضة لنتنياهو بالتوجه للمحكمة العليا للبت في شرعية استمراره في منصبه رئيسًا للحكومة، بعد قرار المحكمة ذاتها منع استمرار متهمين بتولي منصب وزير أو نائب وزير بعد تقديم لائحة اتهام". فيما كتلة "أزرق أبيض" البرلمانية المُعارضة، تقدمت بمشروع قرار لمنع أي مُشرّع قدمت ضده لائحة اتهام من تشكيل الحكومة، لقطع الطريق على نتنياهو لتولي رئاسة الحكومة، وأعرب ليبرمان عن استعداده للانضمام إلى مشروع قانون, وأمام هذه الازمة الخانقة التي وصلت لحد اعتبار نتنياهو عميلا لمصادر اجنبية, يبقى نتنياهو متمسكا برئاسته للحكومة على امل مرور الساعات القليلة القادمة عليه بسلام, ودعوة الكنيست لحل نفسها والشروع بإجراء انتخابات ثالثة, وهذا يعطي نتنياهو الفرصة للاستمرار في رئاسة حكومته حتى ابريل القادم على الاقل, وهذا ما يطمع به نتنياهو الان, للتخلص من الملاحقة القانونية وتقديمه للمحاكمة على قضايا الفساد, لكن الحقيقة التي يعترف بها نتنياهو قبل غيره, ان صورته اهتزت تماما امام الاسرائيليين, وان جدعون ساعر يملك القدرة على اسقاطه في انتخابات الليكود القادمة, ويبقى نداء اولمرت له "استقيل, روح على بيتك,.. سيبنا في حالنا خلينا نعيش زي الخلق" نصيحة مقدمة لنتنياهو عليه ان يأخذ بها وان يلقي بقبعته من فوق اسوار عكا كما فعل نابليون ويعترف بهزيمته.