تحذيرات أمنية من "الطائرة الشيطان": تتحول لوحش قاتل في لحظات بسماء غزة
تاريخ النشر : 2019-12-05 23:30

غزة- نسرين موسى: طائرة تشبه الألعاب التي يفضلها الأطفال وخصوصًا عندما يستخدمون في تحريكها بالريموت كونترول، خفيفة ولا تبدو أكثر من مجرد لعبة، لكنها من الممكن أن تتحول إلى وحشٍ قاتلٍ في لحظات، اسمها كواد كابتر ، ويطلق عليها محلياً اسم "الطائرة الشيطان"، نظراً للونها الأسود، وظهورها المفاجئ في أي منطقة بالقطاع.

وبدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي باستخدامها في مسيرات كسر الحصار، منتصف العام الماضي، بإسقاط قنابل غاز مسيل للدموع على المتظاهرين، ثم بدأ باستخدامها في عمليات الاغتيال، بما فيها استهداف القائد العسكري في سرايا القدس بهاء أبو العطا، فما هي هذه الطائرة وكيف تستخدم وما حقيقة طائر الموت الجديد الذي يحلق في سماء غزة وينثر الرعب على رؤوس الأبرياء في القطاع المحاصر؟.

الخبير في الشأن الإسرائيلي د. إبراهيم حبيب، يقول إن الطائرة ذات تكنولوجيا حديثة ومتطورة، ولها قدرة على حمل قنابل وأسلحة رشاشة،  ومنها ما يستخدم كطائرة انتحارية تفجر نفسها بالهدف المطلوب، وذات قدرة على المناورة والحركة تسطيع الدخول إلى مناطق حساسة وصغيرة نظرا لصغر حجم بعضها.

ويضيف حبيب لــ "أمد للإعلام": أن الأجنحة المسلحة للفصائل الفلسطينية استطاعت امتلاك نماذج منها".

وحول إمكانية السيطرة عليها من قبل الفصائل يقول حبيب: "يمكن وضع استراتيجيات للسيطرة عليها لأنها غير مأهولة وحجمها صغير، مثال هولندا حيث استخدمت وحدة النسور لمكافحتها، كاستخدام المستوى التقني للتشويش عليها، أو مستوى الاسقاط بإطلاق النار بشكل مباشر وإسقاطها، وهناك أساليب أخرى يمكن مواجهتها بها، لكن على كل الاحوال هي سلاح خطير تستخدمه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني".

وفي معرض رده على ماهية أبعاد الطائرة من ناحية امنية؟ يردف حبيب:" يكون لها أبعاد أمنية، حيث يكون المستهدف رجال الأمن والاجنحة المسلحة للمقاومة  بشكل أساس ،حيث تشكل حالة إرباك، وتقيد حركة رجال المقاومة ".

ويختم مستشار الأمن القومي إبراهيم حبيب :"  يتوجب من الأجنحة المسلحة للفصائل المزيد من الحذر الأمني ، وعدم التحرك بأريحية وخصوصاً لو كان هناك عملاء يساعدون هذه الطائرة على التحديد مثل ما حدث مع الشهيد بهاء أبو العطا".

ويتخوف مزارعون شرق خانيونس، من أصوات الطائرات، خاصة بعد استهداف القائد العسكري في سرايا القدس بهاء أبو العطا، وأصبحوا يربطون أصواتها بالطائرة التي أسموها بالشيطان، لأنهم يرونها بألوان سوداء ولديها مراوح قوية .

المزارع محمد خليل يسمع أصوات الطيارات (الزنانة) ،طوال وقته وتزداد شدة أصواتها خلال مكوثه في أرضه الزراعية ، يقول لــ "أمد للإعلام": لا نعلم سبب تحليقها بكثافة، رغم إعلان الهدوء ،لكنها لا تفارق سماءنا، وكأنها معنية برصد هذه المناطق بالذات، خاصة  مرتكز مسيرات كسر الحصار".

ويضيف خليل:" بعد اغتيال أبو العطا ،كانت تنسحب نوع من الطائرات السوداء خلافاً عن الزنانة بسرعة من الجو، لأن الفصائل  كانت ترصدها، ويطلق عليها العناصر المسلحة النارعليها وهذا يعني أنها تتأثر بإطلاق النار وسهل السيطرة عليها ليس كالزنانة".

ويختم المزارع خليل:" أصبحنا نأخذ حذرنا طيلة عملنا في أراضينا الزراعية، لأن هذه الطائرة الشيطان لا تميز بين فريسة تريدها، وبين المواطن العادي، ويجب توزيع ارشادات من الداخلية في غزة ،حتى يأخذ المواطنين حذرهم، ولا يوفرون معلومات بسهولة لتلك الطائرات".

وتأثر عمل المزارع سهيل الشاعر من خانيونس، بسبب تحليق الطائرات السوداء في الأجواء شرق المدينة، فترة الصباح، ويقول لــ "أمد للإعلام ": حينما أراها تحلق في السماء ،أشاهد مباشرة تحركات اَليات جيش الاحتلال على الأرض، ولا أستطيع الوصول إلى أرضي، خوفاً من إطلاق النار العشوائي المستمر".

  الشاعر يؤكد أن سكان المنطقة كذلك تخف حركتهم ،خوفاً من رصد الطائرات السوداء ،والواضح لونها دون عدسات مكبرة لأنها تحلق على مستوى منخفض".

وتفحصت الأجنحة العسكرية للفصائل طائرات كواد كابتر التي تم اسقاطها من قِبلهم، واكتشفوا أنها تحمل أجهزة تصوير وتتبع، و مواد وشحنات متفجرة.

وصنفتها أنها من الطائرات العمودية وبأربع مراوح، وتتميز بقدرتها على المناورة الجوية ، إلى جانب قدرتها على أداء حركات معقّدة من دون تدخّل بشري، ويتم توجيهها عن بُعد عبر لوحة تحكّم أو رادار خاص، وتصل سرعتها القصوى في الساعة إلى 60 كيلومتراً.

يذكر أن فكرة الطائرة والتجارب على تصميمها بدأت من قبل المختصين الفرنسيين عام 2000، حيث كانت التجارب ناجحة جداً، وكان لديها أداء طيران عالٍ، حيث جذب المشروع اهتمام الدوائر العسكرية بالعالم.

ويعتبر المختص في الشؤون الأمنية اسلام شهوان أن  استخدام إسرائيل لطائرات كواد كبتر ذات الحجم الصغير ،لأن لديها قدرات هجومية عالية في الاغتيالات، و تستطيع الوصول إلى أماكن يصعب على الاحتلال وعيونه الوصول إليها، و توفر الكثير من الجهد والوقت والكادر البشري.

ويقول شهوان أنه يتوجب على الأجنحة المسلحة للفصائل إيجاد حلول ابتكارية للتعامل معها، لأنها أصبحت تحديا استراتيجيا".