بالصور... "موقف غزة القديم" مكان يروي "عبق التاريخ" وحنين مرتاديه 
تاريخ النشر : 2019-11-30 18:33

غزة- سماح شاهين: وسط مدينة غزة وعلى مقربةٍ من ميدان فلسطين، موقف حافلات، ما أن ترقبه عيناك يعود بك الزمن إلى ذكريات تُرسم في مخيلتك، فقد تكون ممن لا يحظوا بمعاصرته، فبين أروقته مقتنيات توقف عندها الزمن، وبقي كل شيء على حالهِ.

من ميدان فلسطين كانت تصل الحافلات المهترئة إلى ما بعد الحدود، ومع غمار أصوات السائقين القريبين من المكان والتي تصدح أصواتهم بيت حانون جباليا، يعود بنا الحاج أبو محمد البيطار إلى لحظة انطلاق الحافلات إلى حيفا والقدس.
فعلى عتبات موقف الحافلات، يجلس البيطار خلف "بسطة" فواكه وما أن سألناه عن الموقف عاد بمخيلته إلى ذلك الزمن قائلاً: " كان عمري ما بين 7 سنين لـ14 سنة وأنا هنا على باب الكراج لبيع الفواكه ومعي ووالدي الله يرحمه".

 ويضيف الحاج البيطار لـ"أمد للإعلام"، "عند الموقف قبل عام الـ1967 كانوا المسافرين يأتوا من قطاع غزة على مصر، ويطلعوا بالسيارات على تل الربيع، ولكن بعد الـ67 تغيرت الدنيا وأغلقت كافة المواقع، بسبب الحروب الإسرائيلية".

ويصف لنا الحاج البيطار الذي اصطحبنا إلى داخل الموقف صورة المكان، وما يحتوي من سجل الرحلات وخزنة الأموال، بالإضافة إلى جهاز الاتصال القديم، منوهاً إلى قدم الجهاز وندرته الذي كان يعمل بنظام التحويلات.

 وأوضح "كانت السيارة التي تخرج من غزة معتمدة دولياً في إسرائيل والدول العربية، كانوا المسافرين يأتوا موقف الحافلات لشراء التذاكر، ويتم تسجلهم بالأرقام والأسماء، وموعد السفر، واسم السائق والمبلغ".


أما الموظف والإداري في الشركة المالكة منير حرب، يقول لـ"أمد للإعلام"، إن موقف الحافلات تأسس عام 1937، وكانت هي الشركة الوحيدة في داخل فلسطين عامةً.

وبيّن حرب، أنّ "خطوط سيارات غزة كانت تنقل المسافرين، ولها خط سير إلى القاهرة وكراج ومبنى في داخل القاهرة"، مشيراً إلى أنها "كانت تقل المسافرين إلى يافا والقدس والخليل والبلدان الأخرى، وكانت خطوط النقل للبلدات العربية ومصر فقط".

وأعرب عن أسفه، عن تدمير الحروب الإسرائيلية لعدد كبير من الباصات، مما أثر على إيقاف عمل الموقف.

واليوم بعد مرور عقود من توقف الموقف الذي كان ينقل المسافرين إلى مصر، أصبح الصمت يطبق على ارجاءه وتملئه خردة الحافلات، أما عيون المارة المحبة بحسرة، آملين أن يعود الزمن قليلاً؛ ليطوي ألامهم في التنقل عبر معبر رفح، وهذا ما اباحت به المواطنة أم خالد السرساوي.

وتحدثت أم خالد لـ"أمد للإعلام"، "والدي كان يحكيلنا دائماً عن الموقف وكيف كان يسافر أيام زمان، وكيف كانت حرية التنقل ويسافر على بلداتنا الفلسطينية، ويجيب النا معه الزعتر والكعك من القدس"، معربةً عن أسفها "بهدم إسرائيل الموقف مما أغلق الموقف وتوقف السفر للمواطنين، لم يعد حال زمان كحالنا الآن".
 
وتأسس موقف الحافلات "شركة السيارات"، عام 1937، معتمدة دولياً ويعتبر الموقف الوحيد في فلسطين، لنقل المسافرين إلى يافا والقدس والخليل وحيفا، والبلدان الأخرى.

وكان المسافرون يأتون إلى الشركة لتسجيل أسماءهم ومعرفة وقت السفر وتحديد المدينة، واسم السائق وشراء التذاكر، وبعد ذلك يتم تحديد موعد سفره.

ولكن بعد عام 1967، كان للحروب الإسرائيلية أثر كبير، في تدمير العديد من الباصات مما توقف الموقف عن العمل وإغلاق كافة المواقع، حتى وقتنا الحالي.