سلسال الدم من القسام للبهاء
تاريخ النشر : 2019-11-21 18:47

اربعة وثمانون عاما مرت على استشهاد القائد والمجاهد الشيخ عز الدين القسام, استشهد رحمه الله وهو يمتشق سلاحه بين يديه, ويؤسس لمعركة التحرير القادمة لا محالة بعز عزيز او بذل ذليل, جولات القتال مع هذا العدو الصهيوني المجرم لا تنتهي, وهى تمتد من القسام في احراش يعبد, الى صيحة الفجر في حي الشجاعية شرق غزة, حيث دماء الشهيد القائد بهاء ابو العطا, لتؤكد على النهج والطريق للنصر والتحرير, وترسم سلسال الدم الذي لا ينتهي, والذي تنعقد حلقاته ودوائره بملاحم الابطال من القادة والمجاهدين الذين رووا بدمائهم الطاهرة تراب ارض فلسطين, فالعدو واحد, والضحية واحدة, والممهورة بدمائنا واشلائنا وكل ما نملك هي فلسطين, القسام كان يؤمن ايمانا مطلقا ان الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لإنهاء الوجود البريطاني على ارض فلسطين وفي المنطقة, وكان يعلم ان اخر الطريق هو الشهادة, ومضى بلا وجل لتأدية واجبه نحو فلسطين, واحياء فريضة الجهاد ضد البغاة والطغاة, وبهاء ابو العطا امن ايمانا مطلقا ان الكفاح المسلح هو السبيل الوحيد لتحرير فلسطين من دنس المحتلين الصهاينة ودون ذلك وهم, وكان ايضا يعلم ان نهاية الطريق الشهادة في سبيل الله, فاصر على المضي بهذا الطريق راضيا مرضيا.

انها صيحة الفجر التي بدأها القسام, وامتدت الصيحة حتى دماء البهاء والعطاء ابو سليم, وهى صيحة كل فجر قادم, فنحن نؤمن ان صيحة الفجر لن تنتهي عند هذه الدماء الطاهرة الزكية التي اريقت على يد الاحتلال, انما ستتواصل حتى يبزغ فجر فلسطين وتتحرر ارضنا التاريخية من براثن الاحتلال, فاحتلال الارض ليس هو الواقع الذي يجب ان نعترف به كما يروج المهزومون, احتلال الارض هو الواقع الذي يجب ان نناضل من اجله حتى استرداده من المغتصبين الصهاينة, هكذا علمنا القسام, عندما قال لرفقائه المجاهدين, ان الجهاد لطرد المحتل البريطاني الغاصب فرض واجب عليكم القيام به, الا اني بلغت اللهم فاشهد, وما قاله البهاء ابو العطا للمجاهدين ان لا تستسلموا لكل هذا الخذلان من حولكم, واصلوا نضالكم ضد المحتل الصهيوني الغاصب, فكونوا اما شهداء ميامين في جنان الخلد التي وعد الله بها عباده المجاهدين, واما منتصرين لدينكم ووطنكم وشعبكم, الا اني بلغت اللهم فاشهد, انها وصية القادة العظام التي يحملها الرجال على عواتقهم, وهى امانة نحن مكلفون بها, لأن هؤلاء العظام دفعوا دمائهم وارواحهم وابناءهم وبيوتهم واموالهم ثمنا لها.

عز الدين القسام اصبح ايقونة وعلماً لدى شعبنا الفلسطيني, وقد حمل الذراع العسكري لحركة حماس كتائب عز الدين القسام اسمه تخليدا لذكراه العطرة, وايمانا بدوره النضالي الكبير وتضحياته العظيمة لأجل فلسطين, وبهاء ابو العطا اصبح ايقونة لدى شعبنا الفلسطيني بتضحياته وسيرته النضالية وعمله الجهادي, هكذا يحيا القادة والابطال حتى بعد رحيلهم, لا يمكن ان يمحوهم احد من الذاكرة لان التاريخ يخلدهم, والشعوب تحفظ سيرهم وتضحياتهم عرفانا بفضلهم وجزيل عطائهم, ان شعبنا الفلسطيني وفي لقادته الاوفياء, ووفاؤه تجسد بوضوح في التفاف الشعب الفلسطيني حول مقاومته وحمايته لها, ودفاعه عنها, ان حالة التلاحم بين الشعب ومقاومته, والمقاومة وشعبها تمثل حالة ملحمية غير مسبوقة, وهو ما يجعل «اسرائيل» المجرمة في حيرة من امرها, فهي تقصف البيوت والمناطق المكتظة بالسكان, وتقتل العائلات بالصواريخ الحربية, معتقدة انها بذلك ستنجح في ضرب العلاقة بين الشعب ومقاومته, لكن الذي يحدث هو العكس تماما فحالة التلاحم تتزايد مع اشتداد الضربات, وشعبنا يؤمن تماما بعطاء القسام ونهجه, وعطاء ابو العطا ونهجه, فهذا نهج الاحرار.