من صور البطولة في غزة
تاريخ النشر : 2014-07-17 03:24

كثيرة هي صور البطولة والتضحية النادرة تحصل الآن خلال العدوان الإجرامي على قطاع غزة، من قبل أناس يملؤهم الإيمان وحب الوطن؛ هزموا تاريخيا أعدائهم برغم قلة العدد والعداد، وتتجلى صور البطولة بصور شتى وكثيرة من بينها طلبة التوجيهي الذين نالوا شهادتين؛ الأولى الشهادة على يد طائرات الاحتلال، والثانية شهادة التوجيهي.

ومن صور البطولة أيضا صبر وتحدي أطفال غزة رغم براءتهم التي يجب أن تحمى فراحت تقصف وتقتل وتجرح؛ ومن بينهم الطفلة حنين عبدو.

الطفلة حنين أصيبت فجر اليوم العاشر من الحرب العدوانية بشظايا صاروخ قتل وإجرام أطلقته إحدى طائرات الاحتلال على منزلها خلال تناولها وجبة السحور، وعندما تم نقلها 

للمستشفى كانت كل ما تخشاه إن يبطل صومها جراء علاجها  وإعطائها إبرة التخدير لمعالجة كسور يدها وذرعها؛ فراحت تسأل الدكتور وهي تقول: \"الابره بتفطر يا دكتور، إذا بتفطر يا دكتور ما بدي إياها علشان ما أفطر و يضيع صيامي\".

الطفلة حنين وبرغم طفولتها وصغر سنها وبرغم ما يلم بها  من ألم الكسور والنزيف والأوجاع التي أنهكت جسدها لا تفكر في  تلك الأوجاع؛ بل تفكر في عبادة الصيام وحرصها على أن ترضي ربها وتظل صابرة مرابطة فوق أرض غزة العزة.

يقول الدكتور محمد الرنتيسي الذي عالجها بأنها تحملت الألم بشكل يعجر أقوى الرجال على تحمله، ولقد أدهشتني بقوة تحملها و التي تفوق الكثير من الرجال الأشداء!

ويضيف :\" الطفلة حنين أصيبت بعدة كسور في ذراعها و يدها، بالإضافة إلى جرح عميق في منطقة الرسغ يمتد إلى الأوتار والعضلات المحركة لليد، ورغم إصابتها البالغة و منظر نزيفها المحزن، وقوة الوجع والألم؛ إلا أنها لم تهتم لوضعها الصحي، فلم تشكو من الألم, ولم تبكِ أبداً !\"

من صور البطولة أيضا أن أهالي غزة لم يعودوا يخشون الموت؛ ولم تستطع طائرات الاحتلال إرهابهم برغم مئات وآلاف الأطنان من المتفجرات على مختلف أنواعها والمحرمة دوليا والتي تسقط بشكل يومي على منازلهم ومزارعهم وحاراتهم فتقتل الأطفال والنساء والشيوخ في  جرائم حرب ضد الإنسانية.

يدهش المتابع لأخبار غزة عندما يرى صور المواطنين وهم يمارسون حياتهم بشكل اعتيادي وكأن القصف والعدوان لا يخيفهم في شيء؛ فترى المواطنين يتسوقون أوقات القصف، ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي.

ما تطلبه غزة ليس كيس رز ولا مؤتمرات عربية؛ بل أن يكف الأعراب عن أذيتها ووقف المؤامرات عليها.

هكذا إذن هي المعادلة؛ فالثورة كالسمكة وبحرها الجماهير، والمقاومة في غزة هي السمكة التي تسبح في بحر الجماهير التي تحمي المقاومة وتسندها، وصور البطولة هذه وغيرها الكثير تشير بلا مواربة أن مقاومة وشعب بهذه الروح النضالية لن يهزم أبدا، والنصر لا بد حليفه؛ \"ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبا\".