يا له من ثمن
تاريخ النشر : 2019-11-14 17:10

جريمة استهداف القائد المجاهد سليم ابو العطا قائد سرايا القدس في شمال قطاع غزة على يد الاحتلال الصهيوني, جاءت لتدلل على ان الاحتلال الصهيوني لا يحترم اتفاقات ولا تفاهمات, ولا يحترم وسطاء وحلفاء, ولا يحترم اصدقاء ومتضامنين, الفعل الصهيوني الاجرامي باغتيال القائد المجاهد ابو سليم مغامرة غير محسوبة النتائج, ولا يمكن للاحتلال ان يحدد طبيعة الرد على هذه الجريمة النكراء, خاصة انها جاءت في ظل فترة "هدوء" ولا يمكن للاحتلال ان ينجح في ترويج رواية ان ابو العطا يقف حلف عمليات القصف التي حدثت مؤخرا, خاصة ان السرايا لم تتبن عمليات القصف بالصواريخ على منطقة الغلاف الحدودي, والواضح ان نتنياهو الذي اعترف صراحة بمسؤوليته المباشرة عن عملية اغتيال الشهيد ابو العطا, كان يهدف لإحباط محاولة زعيم حزب ازرق ابيض بتشكيل حكومة جديدة, فبدأ بخطوته الاولى بتعيين نفتالي بينت وزيرا للحرب, بعد ان ادرك ان بينت سيتحالف مع غانتس في الحكومة المنوي تشكيلها, ثم لجأ نتنياهو لعملية اغتيال الشهيد القائد بهاء ابو العطا, والشهيد القائد اكرم العجوري عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي.

نتنياهو اراد ان يحبط محاولات تقديمه للمحاكمة, والسبيل الوحيد لذلك اعلانه تشكيل حكومة طوارئ تبقيه في سدة الحكم لأشهر قادمة, فقرار فتح جبهة غزة لم يكن قرارا سياسيا كما قال الصهيوني المجرم زعيم حزب "اسرائيل بيتنا" افيغدور ليبرمان, انما كان قرار شخصيا لبنيامين نتنياهو بهدف الهروب الى الامام, وتعطيل امكانية تقديمه للمحاكمة وسجنة, لذلك سيعاني نتنياهو سياسيا من الهجوم الذي سيشن عليه, وسيدفع ثمن سياسته هذه على المستوى الداخلي, خاصة ان المقاومة الفلسطينية اسقطت كل الخطوط الحمراء التي وضعها الاحتلال, واستباحت المدن المحتلة عام 48م, واصبح من السهل ضرب تل ابيب التي كانت تمثل رمز السيادة للكيان الصهيوني, واصبح من السهل قصف الخضيرة وريشون ليتسيون وعسقلان واسدود وكل المدن المحتلة عام 48, فقد اسقطت المقاومة الفلسطينية كل المحرمات التي وضعها الاحتلال على مدار سنوات كبيرة واستباحت كل شيء, وفرضت معادلة جديدة على الاحتلال "القصف بالقصف والدم بالدم" واثبتت ان غزة لم تعد الحلقة الاضعف امام الاحتلال, وان دماء الغزيين لن تكون يوما عنوانا للانتخابات الصهيونية.

"اسرائيل اليوم تعاني وتتزلزل اركانها بعد ان اصبحت كلها في مرمى النيران, وجبهتها الداخلية رخوة ولا تستطيع ان تصمد امام التهديدات الصاروخية, لذلك تلجأ "اسرائيل" الى انتهاج مسلكين الاول ان تستعين بالوسطاء لوقف اطلاق الصواريخ من قطاع غزة, الثاني تشديد ضرباتها وملاحقاتها لقادة سرايا القدس لإجبار الحركة على القبول بالتهدئة, وهى تتعهد كما قالت مسؤولين صهاينة بالا تنتهج سياسة الاغتيال, لكنها تفاجأت بموقف الجهاد القوي والصلب, الذي لم يقبل بفتح قنوات حوار مع أي وسطاء الا بعد ان دفع الاحتلال ثمنا بحجم الجريمة التي ارتكبها بحق القائد الكبير بهاء ابو العطا وعضو المكتب السياسي لحرة الجهاد الاسلامي القائد اكرم العجوري الذي استشهد ابنه معاذ في قصف استهدف منزله في دمشق, ويا له من ثمن باهظ ستدفعه "اسرائيل", ليس بتحويل مدنه الى مدن اشباح , وليس بهجرة المستوطنين من المناطق الحدودية مع غزة, وليس بتكبد الخسائر المادية نتيجة تعطل الانتاج, وليس بوقف مسيرته التعليمية ولا بتعطيل حركة المواصلات ووقف القطارات, وارتباك العمل في مطار "بنغوريون" فقط, انما الثمن يبدو انه اكبر من ذلك بكثير! فالسرايا اذا وعدت اوفت هذا عهدنا بها دائما, وهكذا عرفها شعبنا الفلسطيني العظيم.