عذراً أيها الشهيد (عمر)!
تاريخ النشر : 2019-11-12 17:04

بالأمس اعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد الشاب عمر البديوي ابن العشرين ربيعا في مخيم العروب بالخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة, وذلك خلال مشاركته في مسيرة احتجاجية على اغتيال الاحتلال للشهيد القائد ياسر عرفات, عذرا ايها الشهيد فليس لك من بواكٍ لأن دمك الطاهر توارى خلف «السلام» والتنسيق الأمني, وتجريم المقاومة ضد الاحتلال, والانشغال بالانتخابات التشريعية والرئاسية, لم يسمعوا صوتك ولا انينك ولا الامك يا عمر, لقد اسدلوا الستار على اعينهم وما عادوا يرون الا مصالحهم, انت تثور من اجل ابو عمار, وهم يجبنون عن اعلان من يقف وراء قتله واستهدافه, انت تواجه بحجرك ذاك المجرم الذي يحتل ارضك, وهم يفتشون حقائب التلاميذ بحثا عن سكين ثائر, ويعتقلون المناضلين, ويمنعون المسيرات السلمية, ويسلمون المجاهدين للاحتلال, ويغضون الطرف عن الاقتحامات الصهيونية للمدن والقرى والمخيمات, يعتقلون القادة ويقومون بتصفية «المطلوبين», اعتقلوا خالدة جرار من قلب رام الله وعلى اعين الجميع, ومن قبلها اعتقلوا المناضل الكبير الأسير مروان البرغوثي, ومن قبله امين عام الجبهة الشعبية القائد احمد سعدات, وغيرهم الكثير, قاموا بتصفية الشهيد البطل اشرف نعالوه, والشهيد البطل احمد جرار, والشهيد القائد فلاح مشارقة وغيرهم الكثير من الشهداء, واليوم يقتلونك يا عمر بدم بارد وكأنهم قد أمنوا العقاب.

حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح, وذراعها العسكري كتائب شهداء الاقصى مطالبة اليوم بالرد على هذه الجريمة التي جاءت في مناسبة وطنية عزيزة على قلوب شعبنا وهى الذكرى الخامسة عشرة لاستشهاد القائد الشهيد ابو عمار, كتائب شهداء الاقصى بما قدمته من بطولات تضحيات كبيرة, لا يمكن لأحد ان يشطب تاريخها بجرة قلم, وان يمحو مسيرة نضالها المشرفة على مدار سنوات طويلة من الصراع مع هذا الاحتلال النازي الصهيوني بتصريح غير مسؤول يصدر من هنا او هناك, فهى اكبر بكثير من ان يغيبها احد, او يعتبرها «ارهابية» فمقاومة الاحتلال ليست ارهابا ولن تكون في يوم من الايام ارهابا , انما هو حق مشروع كفلته لنا القوانين الدولية والشرائع السماوية, فالاحتلال لن يزول عن ارضنا الا بالمقاومة, وآن لكتائب شهداء الاقصى ان تنتقم لأبنائها المخلصين, وتنتقم لهذا الشعب الذي هو جزء منها, وهى جزء منه, يجب ان تعود لقيادة ميدان المواجهة مع الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي كل مكان, وتتخلص من كل القيود التي وضعتها السلطة ورئيسها واجهزتها الامنية حول رقبتها, فتح يجب ان تصحح بوصلتها بالشرفاء والمخلصين.

ان اهلنا في الضفة الغربية يدركون واجبهم نحو وطنهم, وهم ينتظرون من يأخذ بيدهم, كما فعل من قبل الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات, فعندما تعثرت مسيرة التسوية, وتجرأ الصهاينة على شعبنا وارضنا ومقدساتنا, فجر انتفاضة الاقصى في وجه الاحتلال, والجمه تماما, واوقف اطماعه في ارضنا ومقدساتنا, فهو كان يملك كل الخيارات بيده, ولم يسقط أيا منها من اجل «السلام» المزعوم, فقد كان يعلم رحمه الله ان الاحتلال الصهيوني لا يريد السلام ولا يسعى اليه, ولن يمنح أي حق للفلسطينيين من خلال طاولة المفاوضات, فلجأ ابو عمار لانتفاضة الاقصى, وكان يطالب بالحقوق الفلسطينية, والشعب يواجه في الميدان, وفصائل المقاومة تقود عملياتها الاستشهادية والبطولية في وجه الاحتلال, فلا يجب ان تشغلكم المناصب والكراسي والانتخابات عن واجبكم نحو ارضكم وشعبكم, فنحن لا زلنا في مرحلة تحرر وطني, وهى تتطلب حشد كل الطاقات والامكانيات لمواجهة الاحتلال, تخلصوا من ادران اوسلو فهى عار تعلق في ثوبكم, وهى التي احدثت الانقسام, واوصلتنا الى هذا الوضع السياسي والمعيشي الصعب, انها تقف وراء كل المعاناة التي يعاني منها شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات, لذلك ومن اجل كرامة الشهيد عمر البديوي تخلصوا منها .. وللابد.