لبنان:الانتفاضة مستمرة والحريري لا زال رافضا دون شروطه ..أزمة وقود تطفو
تاريخ النشر : 2019-11-09 11:11

بيروت: أبلغت منظمات دولية السلطات الرسمية اللبنانية قلقها ل"رؤية اولاد صغار يشاركون في مسيرات شعبية من دون مرافقة من ذويهم، ما يناقض شرعة الامم المتحدة في ما يخص الاولاد، والتي تحدد اعمارهم بما دون الثماني عشرة سنة".

واشارت هذه المنظمات الى "ان شرعية الامم المتحدة تذكر بحق الاولاد في العائلات، بالحرية والعدالة والسلام من دون التمييز بين العرق واللون والدين والسياسة والجنسية والانتماء الاجتماعي". واشارت الى "ان الاولاد يجب ان يحاطوا بعائلاتهم كأساس لاي تجمع في المجتمع او في الطبيعة، والا يتركوا في خضم الحياة خارج العائلة من دون حماية او عناية لازمة ودائمة حتى يتسنى لهؤلاء الاولاد اكتساب المناعة والخبرة والجهوزية لوضع مستلزمات الحياة على عاتقهم فقط".

ولفتت المنظمات الدولية المسؤولين اللبنانيين الى "ضرورة مرافقة الاهالي لاولادهم في كل خطوة يقومون بها خارج الاطار العائلي لانهم، وبحسب الشرعة الدولية، ليست لديهم المناعة والخبرة اللازمتان لدفعهم الى اماكن واتجاهات قد لا يدركون خطورة توجهاتها الفعلية".

من جهته أكد عضو هيئة الرئاسة لحركة أمل الدكتور خليل حمدان "ان لبنان على فوهة بركان ان لم يتم تدارك الأمر بتظافر جميع الجهود الرسمية والشعبية".

وقال: "لا نحتاج إلى بذل جهد لإثبات حالات الفساد المستشرية في البلد .

تحذيرات من نفاذ الوقود

وفي سياق اخر أفادت مصادر إعلامية لبنانية محلية بأن كميات الوقود الموجودة في خزانات الشركات المستوردة للمشتقات النفطية تكفي للعشرة أيام المقبلة فقط.

وبحسب الإعلام المحلي اللبناني، فإن الشركات لن تتمكن من استيراد كميات جديدة بسبب رفض المصارف فتح اعتمادات بالدولار، وفق الآلية المتفق عليها مع مصرف لبنان، وقد أعلنت بعض المحطات في الضاحية وبيروت إقفال أبوابها، ورفعت خراطيم التعبئة، أما المحطات المتبقية فقد حددت سقف التعبئة إلى حد 15 لترا للشخص الواحد.

قبل ذلك، حذر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من اندلاع اضطرابات اجتماعية إذا حدث نقص في السلع الأساسية، وتحديداً المحروقات أو الطحين أو الأدوية.

واعتبر جعجع أن زعماء لبنان يعيشون على كوكب آخر، معتبراً أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة هو تشكيل حكومة مستقلة عن الأحزاب كما يطالب المحتجون.

وأشار جعجع إلى عدم ظهور نتيجة لمحادثات تشكيل حكومة جديدة، وقال إن السياسيين يتصرفون كما لو أن شيئاً لم يتغير منذ أن عمت الاحتجاجات.

واتهم جعجع حزب الله بمحاولة تشكيل حكومة شبيهة بالحكومة المستقيلة، بما في ذلك الإصرار على أن تشمل جبران باسيل صهر الرئيس ميشال عون.

-عون يدعو إلى اجتماع مصرفي

في الأثناء، دعا رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون إلى اجتماع مصرفي يعقد بعد ظهر يوم السبت في قصر بعبدا لمعالجة الوضع المالي في البلاد. ويضم الاجتماع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ورئيس جمعية المصارف في لبنان الدكتور سليم صفير، وأعضاء مجلس إدارة الجمعية.

وميدانياً، دخلت مجموعة من المحتجين الواجهة البحرية لبيروت المعروفة بـ"الزيتونة باي"، مرددين هتافات تطالب باسترداد الأملاك البحرية، ونصبوا الخيام وعلى الفور تدخلت قوى من مكافحة الشغب.

أعلن مدير حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد اللبنانية، طارق يونس، عن ارتفاع أسعار السلة الغذائية كاملة في لبنان بمعدل 6 و8 في المئة، وذلك نتيجة تفاوت ارتفاع الأسعار بين سلعة وأخرى، وعدم ارتفاع بعضها الآخر.

وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" نقلا عن مدير حماية المستهلك طارق يونس أنه وفق الدوريات التي يجريها مراقبون من وزارة الاقتصاد في الأسواق، فإن أسعار السلة الغذائية كاملة ارتفعت بمعدل 6 و8 في المئة، وذلك نتيجة تفاوت ارتفاع الأسعار بين سلعة وأخرى، وعدم ارتفاع بعضها الآخر.

بدوره، أكد رئيس نقابة أصحاب السوبرماركت نبيل فهد في حديث لـ"الشرق الأوسط" أنّ "ارتفاع أسعار بعض السلع الاستهلاكية مرتبط بعدة مسائل سبقت أزمة الدولار".

وأضاف قائلا: "لقد ارتفعت كلفة الفوائد على الشركات من 7.5 إلى 12 في المائة، والرسوم على الدفع بالبطاقة الائتمانية، التي كانت تتراوح كلفتها على المحال التجارية بين 0.85 و1.25 إلى 2 في المائة، ومن ثم فرض رسم 3 في المائة رسوماً جمركية على مواد استهلاكية مستوردة، وفرض رسم جمركي تراوح بين 10 و20 في المائة على بعض المواد المستوردة الأخرى مثل (الكورنفليكس)، لتأتي بعد ذلك أزمة تأمين أصحاب المحال التجارية الدولار للمستوردين، ما أسهم بارتفاع أسعار بعض السلع، إلا أنّ بعض السلع الأساسية لا تزال أسعارها على حالها"

- جنبلاط يرفض تحميله المسؤولية عمّا آلت إليه الأوضاع في البلاد

وفي سياق اخر رفض رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان، النائب والوزير السابق وليد جنبلاط، تحميله المسؤولية عمّا آلت إليه الأوضاع في البلاد من ترد وانهيار أدى لتفجر الاحتجاجات.

وغرّد جنبلاط الذي اشترك هو وحزبه في كل الحكومات التي تم تشكيلها منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990 ويتهمها اللبنانيون بالفساد ونهب المال العام وإفقار البلاد، عبر تويتر قائلا: "يبدو أن كل شيء أصبح مستباحا. لكن تحميلي مسؤولية الزلازل الأرضية أمر فيه شيء من المبالغة".

يبدو أن كل شيء اصبح مستباح .لكن تحميلي مسؤولية الزلازل الأرضية امر فيه شيء من المبالغة .

وعلق الحزب التقدمي الاشتراكي على دعوات المحتجين التجمع أمام منزل رئيسه وليد جنبلاط، ودعا "مناصريه لالتزام الهدوء التام واحترام حرية التعبير عن الرأي".

وقال الحزب في بيان له: "عطفا على ما تناقلته بعض وسائل التواصل الاجتماعي عن تجمع من المزمع إقامته الجمعة أمام منزل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو، يدعو الحزب جميع أعضائه ومناصريه التزام الهدوء التام واحترام حرية التعبير عن الرأي التي طالما كانت من الثوابت التي يدافع عنها في نضاله ومسيرته".

ونجحت انتفاضة اللبنانيين في إسقاط الحكومة اللبنانية بعد ضغط مستمر، دام لأكثر من أسبوعين فشلت خلالها القوى السياسية المنضوية في الحكومة الوطنية من الصمود، أمام تحركات الشارع المطلبية التي فاجئت بتنحي الحريري عن كرسي رئاسة الحكومة، بالرغم من الضغوطات المختلفة المطالبة بصموده بوجه شعبه.

وقالت مصادر فرنسية لصحيفة "الشرق الأوسط" أن "باريس تتجنب التدخل في الشؤون الداخلية للبنان، وترفض الخوض في بازار الأسماء المطروحة لترؤس الحكومة العتيدة. إلا أنها، في الوقت عينه، ومن باب حرصها على التضامن مع لبنان، ومساندته في المحنة السياسية والاقتصادية والمالية، فإنها لا تستطيع الوقوف مكتوفة اليدين، والتفرج على عبثية الجدل الذي يعتمل في الساحة اللبنانية على خلفية المظاهرات والمسيرات والاحتجاجات المتواصلة منذ السابع عشر من الشهر الماضي".

وشددت المصادر على "ضرورة التمايز بين سياسة باريس في لبنان وبين السياسة الأمريكية".

وجزمت المصادر أن "ما تريده فرنسا هو مساعدة لبنان على ملء الفراغ، وهي تأمل أن ينجح المسؤولون في الوصول إلى حكومة تتمتع بالصدقية من زاويتين: الأولى، القدرة على الاستجابة لما يريده الحراك الشعبي، الذي تنزع عنه الصفة الحزبية ولعبة التآمر لإضعاف هذا الفريق السياسي أو ذاك. والثانية، التمتع بالكفاءة والقدرة على استصدار القوانين الضرورية من أجل القيام بالإصلاحات الاقتصادية التي لم يعد بالمستطاع تأجيلها، وهي ضرورية للبدء بتنفيذ تعهدات مؤتمر (سيدر) الذي نظمته باريس واستضافته في شهر نيسان من العام الماضي".

واعتبرت المصادر الفرنسية أن "استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، دفعت الأزمة إلى مزيد من التفاقم ولبنان إلى وضع خطير للغاية، مشيرة إلى أن الاجتماع الذي كان مقررا في 13 من الشهر الحالي للجنة المتابعة لـ"سيدر" الذي تقرر خلال الزيارة الأخيرة للحريري إلى فرنسا، قد تأجل، ولن تعاد جدولته قبل تشكيل حكومة جديدة".

ولفتت إلى أن "باريس قادرة على التحاور مع كافة الأفرقاء داخل لبنان وخارجه، تحديدا مع إيران لتليين مواقف "حزب الله" مبينة أن باريس تستطيع البناء، على الخدمات التي تؤديها لإيران في الملف النووي، وعلى الجهود الكبيرة التي بذلها الرئيس إيمانويل ماكرون للجمع بين الرئيسين الأمريكي والإيراني على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة".

وخلصت المصادر للصحيفة أن "ما سيحمله المبعوث الفرنسي هو طمأنة حزب الله إلى أنه ليست هناك مؤامرة وجودية، غرضها إضعافه، أو التخلص منه، وبالتالي يتعين على الجميع التعاون من أجل مواجهة أزمة يمكن أن تطيح، في حال استمرت المراوحة على حالها، بالنظام المالي والاقتصادي، وتُدخل لبنان إلى المجهول. من هنا، فإن المهمة الأولى للدبلوماسي الفرنسي الذي سيلتقي كافة المكونات في لبنان هي السعي للتقريب بين المواقف المتناقضة للأطراف المتقوقعة، لعل ذلك يساعد على العثور على أول الخيط الدال على المخرج من الأزمة".

وتركت استقالة سعد الحريري وحكومته صدًى بالغاً في الواقع السياسي بلبنان لتتباين ردود الفعل بين مؤيد ومعارض، فالجميع مدرك أن الحكومة غير قادرة على استيعاب تسونامي التغيير الذي أجّجته تحركات الشعب اللبناني الذي ملّ من التطبيع مع الفاسدين والمفسدين، إلا أن قدرة الحكومة المقبلة على لملمة الوضع دون الانزلاق نحو الفوضى من عدمه هو ما جعل البعض يميل إلى التحفظ.

زاعتبر حزب القوات اللبنانية أن استقالة الحريري هي أول خطوة لإيجاد حلول فعلية للخروج من الأزمة، حيث صرح رئيس الحزب سمير جعجع بضرورة تشكيل حكومة تكنوقراط تتكوّن من عناصر مستقلة تماماً عن القوى السياسية.

-موقف حزب الله من استقالة الحريري

موقف حزب الله من استقالة الحريري كان في غاية الوضوح، إذ صرح الأمين العام للحزب حسن نصر الله أنه لا يؤيد استقالة الحكومة الحالية، إذ اعتبر أن هذه الخطوة مضيعة للوقت وأنه لا داعي لا لانتخابات نيابية مبكرة ولا لحكومة جديدة، فالوضع كما يراه نصر الله يدخل في دائرة الاستهداف السياسي الدولي، فالواقع اللبناني ليس مجرد أزمة داخلية بين طبقة سياسية حاكمة وجمهور لبناني ساخط، بل إن الأزمة تتعدى ذلك إلى تجاذب بين مصالح لقوى سياسية داخلية وخارجية قد تفاقم الأزمة وتؤدّي إلى الانهيار والسقوط.

يخشى حزب الله إذاً سيناريو الفوضى وما قد يسفر عنه من خسارته لوزنه السياسي في لبنان وفي المنطقة ككل.