محذرا من اضطرابات اجتماعية.. جعجع: المسؤولون في لبنان على "كوكب آخر"
تاريخ النشر : 2019-11-08 20:50

بيروت - رويترز: قال السياسي اللبناني سمير جعجع، يوم الجمعة، إن زعماء البلاد يبدون ”على كوكب آخر“ دون مؤشر على تشكيل حكومة جديدة برغم معاناة البلاد من أزمة اقتصادية، وحذر من اندلاع اضطرابات اجتماعية إذا حدث نقص في السلع الأساسية.

وأضاف جعجع، زعيم حزب القوات اللبنانية، أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة هو تشكيل حكومة مستقلة عن الأحزاب، كما يطالب المحتجون الذين يتظاهرون ضد النخبة الحاكمة.

وأشار جعجع إلى عدم ظهور نتيجة لمحادثات تشكيل حكومة جديدة، وقال إن السياسيين يتصرفون كما لو أن شيئًا لم يتغير منذ أن عمت الاحتجاجات لبنان في 17 أكتوبر تشرين الأول.
وقال في مقابلة عبر الهاتف: ”نسمع كل ساعة بأزمة على الأبواب، إن كان محروقات أو طحين (دقيق) أو أدوية.. يعني كله ينهار والمسؤولون على كوكب آخر يأخذون كل وقتهم“.

ويعاني لبنان بالفعل من أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها في الفترة من 1975 حتى 1990، وزادت الاضطرابات منذ اندلاع الاحتجاجات التي دفعت رئيس الوزراء سعد الحريري إلى الاستقالة.
ويجري الحريري منذ استقالته في 29 أكتوبر تشرين الأول اجتماعات سياسية خلف أبواب مغلقة، لكن لا مؤشر على تقدم باتجاه الاتفاق على حكومة جديدة.
والاقتصاد اللبناني مثقل بواحد من أعلى معدلات الدين في العالم، كما أن معدل النمو المنخفض بالفعل منذ سنوات يقترب حاليًا من الصفر، والتدفقات الرأسمالية، التي يحتاجها البلد بشدة لتمويل عجز الميزانية والعجز التجاري، في تباطؤ منذ سنوات وهو ما يصعب تدبير العملة الأجنبية.

وأعادت البنوك فتح أبوابها قبل نحو أسبوع، بعد إغلاق استمر قرابة أسبوعين، لكنها فرضت قيودًا مشددة على التحويلات المالية خارج البلاد وعلى السحب من الحسابات الدولارية، كما تم تجميد خطوط الائتمان للمستوردين.

وضع دقيق
وحزب القوات اللبنانية أحد الأحزاب المسيحية الرئيسية في الساحة السياسية اللبنانية المقسمة على أساس طائفي، كما أنه خصم لجماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران، ويملك 15 مقعدًا في البرلمان واستقال وزراؤه من الحكومة في 20 أكتوبر تشرين الأول.

وقال جعجع، الذي كان يقود أحد أكبر الفصائل المسلحة في الحرب الأهلية، إن الوضع المالي للبلاد أصبح ”دقيقًا جدًا جدًا“.

وأضاف: ”أنا قلق من ألا تأمن الاعتمادات اللازمة لشراء النفط (الوقود)، وألا تأمن الالتزامات المطلوبة لشراء أي شيء من الخارج.. هذا سيؤدي إلى تملل اجتماعي كبير.. تصور غدًا الناس لم تعد تجد محروقات أو تجد محروقات ولكن بأسعار مرتفعة، أو لا تجد طحينًا أو تجد طحينًا ولكن بأسعار مرتفعة أيضًا“.

وتابع جعجع: ”ستؤدي إلى ماذا تحديدًا؟ لا أعرف. ولكن في هذه الحالات ليس بإمكان أحد التكهن كيف ستذهب الأمور.. نحن في وضع دقيق جدًا جدًا“.

واتهم جعجع حزب الله بمحاولة تشكيل حكومة شبيهة بالحكومة المستقيلة، بما في ذلك الإصرار على أن تشمل حليفه المسيحي جبران باسيل، صهر الرئيس ميشال عون ووزير الخارجية.

وذكر جعجع أنه إذا تمكن الحريري من تشكيل حكومة مستقلة فإن حزب القوات اللبنانية سيدعمه رئيسًا لها، مضيفًا أن تشكيل حكومة محايدة مؤلفة من متخصصين هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة.

غير أنه أشار إلى عدم حدوث تقدم حتى الآن قائلًا: ”الأهم من هيك يتبين لي بأن المعنيين بالأمر يتصرفون وكأنه لم يحدث بعد شيء في لبنان“.