"أمد" يفتح ملف التنقلات التعسفية لمعلمين ومدراء في غزة.. وتعليم حماس يرد
تاريخ النشر : 2019-10-28 23:40
توضيحية

غزة- محمد عاطف المصري: اشتكى عدد من المعلمين في قطاع غزة، من عملية تنقلهم من مدارسهم إلى مدارس أخرى، منها خارج المدينة ومنها تنقلات من مدارس ثانوية إلى ابتدائية كنوع من العقوبات السياسية عليهم حسب ما وصفوه، خاصة ان التنقلات شملت معلمين التربية التابعين للوزارة في رام الله.

كانت البداية بنقل استاذ اللغة الانجليزية معين خضر من مدرسة أحمد الشقيري بعد 25 عاما من التدريس بصفوفها،  إلى مدرسة أبو عبيدة، بالإضافة إلى سحب صلاحية نائب مدير مدرسة منه، لكنه رفض ذلك وخاض اضراب نقابي ما دفعهم لعودته إلى مدرسته احمد الشقيري كمدرس وليس كنائب مدير مدرسة.

فتح "أمد للإعلام" ملف التنقلات وتواصل مع مديرعام العلاقات الدولية والعامة بوزارة التربية والتعليم العالي بغزة معتصم الميناوي حيث أوضح أن إي قرار الأصل أن يصدر بناء على مصلحة العملية التعليمية، وأي عملية نقل لمعلم من مكان إلى آخر سواء النقل في نفس المديرية او نقل لوائي،  يجب أن يكون في المصلحة العامة ولمصلحة الطلاب ولمصلحة الميدان التربوي. 

وأضاف الميناوي ،انه لا توجد اي قرار لعملية نقل أي معلم الا لمصلحة  العملية التعليمية،  موضحا قد يكون هناك معلم قام بمخالفة مهنية معينة بعيدة عن اي خلاف سياسي،  هنا تقتضي المصلحة العامة أن يكون في موضع اخر، فمثلا أداء المعلم ليس كما يجب فيتم نقله من مرحلة ثانوي إلى مرحلة اعدادي وهذا لمصلحة العملية التعليمية. 

كما وأضاف هناك مثلا مدير مدرسة لديه كفاءة وخبرة؛ فنريد أن ننقل هذه الخبرة لمدرسة أخرى ضمن التدوير الإداري، فهنا لا ننقص من قدره، فهناك أيضاً معلم متميز بيتم نقله من مدرسة مشهورة إلى  مدرسة أقل شهرة فهذا بعيدا عن أي مناكفة سياسية. معتبرا أن التنقلات التي أحدثتها وزارة التربية والتعليم تقع في هذا الاتجاه. 

وأشارالميناوي، أن أي معلم يعتقد نفسه أنه ظُلم يستطيع أن يقدم شكوى لمكتب الإدارة العامة للشكاوي أو التواصل مع الوكيل د. زياد ثابت، وان كانت في موضعها يؤخد بها بعين الاعتبار، وأن لم تكن فيتم الرد انه حسب المصلحة العامة وتوضيح الأسباب من اللجنة المشرفة على هذة الشكاوي. 

وختم أن جميع المعلمين لا نستثني منهم أحداً هم تاج على رؤسنا، وهم في عيوننا وهم مربو الأجيال،  ولا نقلل من شأن اي معلم فاضل حتى المستنكفين منهم نقدرهم ونحترمهم. 

من جانبه استنكر وكيل وزارة التربية والتعليم  في حكومة اشتية د. بصري صالح وقال:"نحن  لسنا على اطلاع على هذا الامر مطلقا،  وإذا عملية التنقل  تحدث تعسفا بهذه الطريقة يعتبر أمرا مقلق، ولا يخدم العملية التربوية. 

وأضاف صالح لـ "أمد للإعلام": أن التنقلات في الأساس تجري لأسباب شخصية يطلبها المدرس في البداية،  بمعنى عندما نتعامل مع تنقلات في التعليم أو خلافه تكون أولاً بناء على رغبة الموظف لأسباب شخصية كنقل مكان سكنه أو ما شابه من ظروف خاصة بالمعلم، هذا هو المبدأ الاساسي لعملية نقل اي معلم من مدرسة إلى مدرسة اخرى. 

واعتبر إذا يحدث الآن عملية تنقل لأسباب خارجة عن إرادة الموظف ولاسباب مرتبطة لغير مصلحة الموظف فهذا ينعكس على أدائه بالتالي الضرر يلحق بالعملية التعليمية. 

ونوه صالح نحن ننقل المعلم لأسباب فنية،  وهي معروفة مرتبطة بمصلحة العمل وهي لا تنفصل عن مصلحة الموظف، لذلك إذا هذا الأمر يحدث فهذا أمر مدان لأنه يضر بشكل مباشر بالعملية التعليمية، وعلى كل من يقف خلف هذه الممارسات الإدارية أن يقف عند حدود مسؤوليته وأن لا يقوم بهذا العمل المرفوض على الإطلاق.حسب قوله

من جانبه أوضح عضو الأمانة العامة لاتحاد المعلمين الفلسطينيين سابقا، مهنا شبات أن هناك نوعين لبعض التنقلات التعسفية،  منها بناء على وضع سياسي فتوضع عقوبة سياسية لبعض الناشطين غيرالمنتمين لحركة حماس،  فهنا يتم عملية نقلهم كنوع من العقوبات.
 

وأضاف شبات لـ "أمد للإعلام":" العقاب الأول بحيث تكون عملية النقل من مدرسة أعلى لمدرسة أدنى، من ثانوي لاعدادي او ابتدائي،  والعقاب الثاني يتم نقل المعلم لمدارس بعيدة عن مكان سكنه حتى يشعر بالمشقة اكثر ويصرف مواصلات في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة".

وكشف شبات عن أسماء بعض المعلميين الذين تم نقلهم تعسفيا، بناء على قرار سياسي، منهم معلم تم نقله بناء على عقوبة سياسية وهو المعلم شادي الكفارنة من بيت حانون حيث تم نقله من مدرسته داخل البلدة إلى مدرسة في بيت لاهيا هذا عقاب،  ومن مدرسة ثانوية إلى ابتدائية عقاب اخر عليه.

 وأضاف ان هناك عملية نقل اخرى لمعلمة وصفها بالممتازة جدا ومتفوقة ومهنية اسمها عواطف صبح وهي من مدرسة بشير الريس بغزة تم نقلها من مدرسة ثانوية إلى ابتدائية وهي من افضل المدرسات في اللغة العربية على مستوى قطاع غزة. 

وأشار شبات أن مديرة المدرسة والمشرف رافضين لعملية نقلها، لكن عملية النقل كانت بقرار سياسي من نقابة المعلمين التابعة لحماس. 
وبيّن أن عملية التنقل ليست من صلاحية الوزارة فعملية التنقلات داخل المديريات هي من صلاحية مدراء التربية والتعليم؛ لكن هناك تدخلات من وكيل الوزارة ومكتبه ومن الشؤون الادارية في الوزارة بالإضافة إلى تدخلات من نقابة حركة حماس،  فيقمون بعملية تنقل لكل الخصوم السياسيين. 

وكشف شبات ان هناك 20 نائب مدير على مستوى قطاع غزة تم تعيينهم من وزير التعليم السابق صبري صيدم في وقت سابق، الان صدر قرار من وكيل الوزارة بغزة بسحبها منهم، دون الرجوع للوزير بالحكومة الفلسطينية.

وأشارإلى ان هناك تنقلات مهنية مصلحة التربية تتطلبها، نحن لسنا ضدها ولكن يجب ان تكون على اساس من مرحلة ثانوي لثانوي، وان تراعي مكان سكن المعلم، مؤكدا ان اتحاد المعلميين لا توجد لديهم مشكلة بهذا الخصوص.

وختم شبات ان اتحاد المعلميين لا يستطيع ممارسة العمل النقابي كما هو مفترض،  ولا نستطيع ان نخدم المعلم كما يجب،  لكن قد نحاول مساعدة اي معلم بناء على علاقة صداقة مع مسؤول معين من الأصدقاء، مؤكدا ان الاتحاد حريص كل الحرص على استمرار العملية التعليمية ونحاول قدر المستطاع الابتعاد عن التصادم مع قرارات الوزارة بغزة وتشجيع المعلميين على الاستمرار في العملية التعليمية.

وبخصوص تلك الواقعة، أكد أحمد وادي نائب مدير مدرسة وأمين سر اتحاد المعلميين في شمال القطاع: " أنه كان نائب مدير مدرسة منذ عام 2006، وعندما حصل إضراب المعلمين بعد الانقسام استنكفنا عن العمل،  وعندما تم الحديث عن المصالحة طلب وزير التربية والتعليم د. صبري صيدم عودة المعلمين إلى أماكن عملهم،  فعدنا إلى المدارس وحصلت والزملاء  على كتب رسمية بمسمى نائب مدير مدرسة وأسماءنا أدرجت على حاسوب الوزارة بغزة،  لكن تفاجأنا باسقاط هذا المسمى من الوزارة بغزة،  وطالبونا القيام بالصالحيات دون مسمى. 

وأضاف وادي لـ"أمد للإعلام" مع بداية العام الدراسي الجديد تم ارسال لنا كتاب بسحب صلاحيات نائب مدير مدرسة وارجاعنا كمعلم، مؤكدا أنه قوبل هذا الكتاب بالرفض والاستمرار في انتزاع حقوقنا والبقاء في مدارسنا. 

واتهم ان قرار سحب نائب مدير المدرسة من كافة الزملاء هو قرار من نقابة المعلمين التابعة لحماس ومن الدعوة في الحركة،  واصفا ان الامر سياسي وليس قانوني. 

من جانبة قال المعلم شادي سالم الكفارنة:" كنت أعمل في مدرسة مهدية الشوا الثانوية للبنين، وتم نقلي ظلما وعدوانا من مدرسة ثانوية إلى ابتدائية وفترة مسائية وخارج مدينتي، علماً بأن شهاداتي العلمية وخبرتي في التعليم تؤهلني للتدريس في الجامعات بشهادة المشرف، وقد  أخبرتهم في وزارة التربية والتعليم بغزة انني لا أملك ثمن المواصلات وكذلك وضعي الصحي لا يسمح وأصروا على نقلي،  متسائلا فهل من منصف؟!

وأضاف الكفارنة الذي يعتبر من ابرز خطباء مساجد شمال القطاع لــ"أمد للإعلام" رسالتي إلى الاتحاد ان يساعدني في إعادتى للتدريس في أي مدرسة في بيت حانون، وقد طرحت على مدير التعليم ونائبه في غزة والأخوة في الاتحاد انصافي في طلبي.