لا طائل منها
تاريخ النشر : 2019-10-23 14:56

انتهت المهلة المحددة لبنيامين نتنياهو لتشكيل حكومة صهيونية جديدة, وقد أخفق هذا النازي الصهيوني المجرم في اقناع الاحزاب الصهيونية بتشكيل حكومة تنقذه من الملاحقة القانونية, وتحول بينه وبين دخوله للسجن لقضاء بقية حياته فيه, وهذه نهاية كل طاغية مجرم متجبر, لأن الله عز وجل يسلط الظالمين على بعضهم البعض, لينتقم منهم ويلهيهم بأنفسهم, ويبدو ان نتنياهو سيعتزل الحياة السياسية كما فعل من قبله ايهود اولمرت وباراك وغيرهم الكثير من قادة الاحتلال الصهيوني, وهذا ما توقعناه سابقا وقلنا ان نتنياهو لن يصمد امام الامواج الهادرة التي اندفعت نحوه, واتهامه بالفساد والإخفاق والتراجع امام فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة, وعجزه عن وضع حد لاطلاق الصواريخ تجاه مغتصبات الاحتلال, وتراجع واهتزاز صورة الجيش الصهيوني الذي قالوا عنه انه لا يقهر, نتنياهو بذل جهدا غير عادي في محاولة لتشكيل ما اسماه حكومة طوارئ لكنه اخفق, ثم عرض على حزب ازرق ابيض الذي يقوده بيني غانتس تشكيل حكومة موحدة, وتبقى قضايا الفساد التي يحاكم فيها نتنياهو قائمة, فاذا ما ادين سقطت شرعيته, لكن غانتس رفض كل هذه التنازلات, كما فشلت جولات الحوار بين نتنياهو وليبرمان, ذلك لأن بأسهم بينهم شديد, وتحسبهم جميعا وقلوبهم شتى, وان بيتهم الداخلي أوهن من بيت العنكبوت وجبهتهم الداخلية رخوة.

من المفترض ان تنتقل مهمة تشكيل الحكومة الجديدة بتكليف مما يسمى برئيس الدولة رؤوبين ريفلين الى حزب ازرق ابيض بزعامة بيني غانتس لتشكيل حكومة جديدة, ومنحه مهلة 28 يوما من اجل ذلك, ولا اعتقد ان غانتس سيفلح في تشكيل حكومة جديدة, حتى وان نجح في ذلك ستبقى حكومة ضعيفة لا طائل منها, ومن الممكن ان تسقط في أية لحظة في حال انسحاب أي حزب منها, لذلك من غير المستبعد ان يتم اقامة انتخابات ثالثة لن تكون افضل من سابقاتها من حيث النتائج, لكنها ستمنح اليمين الصهيوني المتطرف مزيدا من المقاعد على حساب الليكود وابيض ازرق هذه المرة, فاخفاقهما في تشكيل حكومة سيؤدي حتما الى تراجعهما في اية انتخابات قادمة, ويبدو ان المخرج الوحيد لنجاح تشكيل حكومة جديدة يتطلب خفض عدد المقاعد عن ال 61 مقعداً المطلوبة لحسم تشكيل أي حكومة, لكن هذا يتطلب موافقة من اعضاء الكنيست على ذلك خاصة ان اليمين الصهيوني المتطرف لا يقبل بذلك, لكي يبقى هو رمانة الميزان ويحدد الجهة التي ستدير أي حكومة قادمة, بشرط ان تلبي مطالبه, وتستجيب لشروطه المحددة مسبقا لأجل الانضمام لأي ائتلاف حكومي جديد.

نتنياهو تعرض لانتقادات كبيرة عبر وسائل الاعلام العبري بعد اخفاقة لمدة اربعة اسابيع في تشكيل الحكومة الجديدة وكتب عوفر شيلع وهو عضو بارز في التحالف الوسطي، على موقع تويتر «ماذا فعل بيبي بتفويض تشكيل الحكومة؟ اربعة أسابيع بلا نتيجة». وأضاف «لقد أضاع الوقت من أجل الاستمرار في منصبه رئيسا للوزراء لفترة قصيرة ... بيبي يريد إجراء انتخابات، هذا واضح», هذا يوحي بأن هناك حالة من التخبط والفشل تشهدها الساحة الداخلية الصهيونية, وربما يستمر هذا لوقت ليس بالقصير, ويبدو ان غانتس لن يفلح في تشكيل حكومة جديدة خلال المرحلة المقبلة, وبالتالي سيبقى نتنياهو يشغل منصب رئيس الوزراء لحين الوصول الى نتيجة اما بتشكيل حكومة جديدة, او العوة لانتخابات ثالثة, لن تخرج نتائجها كثيرا عن سابقاتها سوى انها ستمنح اليمين الصهيوني مزيداً من الاصوات, وبالتالي مزيدا من المقاعد في الكنيست, وتزيد التعقيدات بشكل اكبر, فهلا استغل الفلسطينيون هذه الحالة المتقلبة التي تمر بها «اسرائيل» لأجل الضغط بكل الوسائل الممكنة لتحقيق مكاسب سياسية لصالح قضيتنا الفلسطينية, او تحرك ملف التفاوض حول الاسرى الفلسطينيين والجنود المحتجزين لدى المقاومة لإبرام صفقة تبادل مشرفة تنهي معاناة اسرانا داخل سجون الاحتلال .