الديمقراطية في لبنان: إجماع فلسطيني على عدم المشاركة في الاحتجاجات اللبنانية‍
تاريخ النشر : 2019-10-22 12:28

بيروت: أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في لبنان فتحي كليب، على أن الفلسطينيين بكل فصائلهم وفعاليتهم في المخيمات بلبنان يجمعون على عدم المشاركة في التحركات الشعبية اللبنانية الأخيرة، باعتبارها تحركات اقتصادية اجتماعية ذات أبعاد سياسية داخلية.

جاء ذلك، خلال مشاركته في برنامج "بنكمل وطن"، الذي يقدمه عصمت منصور، وتبثه شبكة وطن الإعلامية.

وقال كليب إن الأزمة في لبنان هي نتاج تراكمات عمرها 30 عاماً، فهي مغلفة بأسباب اجتماعية واقتصادية، لكنها في الأساس لها أسباب سياسية، فالحكومة الحالية ولدت بعملية قيصرية بعد 8 اشهر نتيجة التسوية ما بين الفرقاء اللبنانيين، لكن رغم هذه التسوية بقيت الحكومة منقسمة حول السياسات الخارجية والموقف من الصراعات في المنطقة والنازحين في لبنان.

وأضاف أن زيادة الضرائب على الطبقة ذو الدخل المحدود في موازنة الحكومة 2020، دفع اللبنانيين للاحتجاج، وباتوا يطالبون باستقالة الحكومة.

وشدد على أنه ليس للفلسطينيين في لبنان اي مشروع سياسي ولا يفضلون طرف على آخر في لبنان.

وقال: "نحن نقيم في هذا البلد ونتأثر اكثر من اللبنانيين ، فإذا كان اللبناني الذي يحظى بدعم كل القوانين يعاني، فماذا يمكن ان نقول عن اللاجئ الفلسطيني، الذي يعاني من الاسباب القانونية بالاضافة الى الاسباب التي يعاني منها الشعب اللبناني".

وأضاف كليب: "قبل هذه التحركات كان هناك انتفاضة فلسطينية ضد السياسات العنصرية والجوع، وكان لنا دور طليعي في هذه التحركات، لكن علينا ان نميّز بين التحركات اللبنانية المحلية والتظاهرات الفلسطينية ، لذلك دعونا جماهيرنا لعدم المشاركة في هذه التحركات لأننا نعتبرها قضية لبنانية داخلية".

وتابع: نحن نراقب هذه التحركات لأنها لا تعنينا بشكل مباشر، فمطالب اللبنانيين ليست فقط اقتصادية اجتماعية وانما تتعلق بالسياسة والفساد، أما القضية الاقتصادية للاجئين الفلسطينيين، جاءت نتيجة للقوانين المجحفة بحق الفلسطينيين.

وقال كليب: هناك اجماع ما بين كل الفصائل والفعاليات الفلسطينية بعدم التدخل في هذه الاحتجاجات ، لان هناك الكثير من المصطادين في الماء العكر الذين يحاولون تحميل الشعب الفلسطين بعض الامور التي ليس له علاقة بها، وقد حصل ببعض المناطق ان تم حرق بعض المقرات والصقت التهم بالفلسطينيين.

وبشأن المطالبة باستقالة الحكومة، قال كليب: لا نعول كثيرا على استقالة وزراء حزب القوات اللبنانية او استقالة وزير العمل، لأن مشكلتنا ليست مع وزير او حزب الوزير، وإنما مع اجراءات لبنانية تتعامل معنا بطريقة عنصرية، وكنا نطالب بتعديل هذه الاجراءات باعتبرنا لاجئين في هذا البلد بخلاف الاجانب فيه، فبقاء الحكومة أو استقالتها لا يعنينا .

وأكد على أن الحراك الفلسطيني معلق الآن حتى استقرار الأوضاع في لبنان، ومعالجة الازمة التي افتعلها وزير العمل ، قائلاً: الحراك لايزال موجود على اجندة اللاجئين، واذا شعرنا ان هناك تراجعا عن الوعود التي قطعت سوف يتم استئناف الحراك.

وقال إن الاحتجاجات اللبنانية اليوم، تؤكد ان الشعب الفلسطيني في لبنان كان على حق في انتفاضته بوجه القهر والظلم وفي وجه سياسات التمييز والتهجير، لذلك نقول من يحس بالشعب اللبناني عليه ان يحس بالشعب الفلسطيني في المخيمات أيضا.

وشدد على أن الحوار الفلسطيني- اللبناني متوقف حالياً بسبب الأوضاع الداخلية، قائلاً: كانت هناك جلسات مع بعض اطراف الحكومة اللبنانية والفصال الفلسطينية ، لكن خلال الاحتجاجات اللبنانية الاخيرة لم يكن هناك اجتماعات، وهناك هيئة العمل الفلسطيني المشترك التي تقدم رؤيتها وتلتقي بالحكومة اللبنانية بشأن أوضاع الفلسطينيين في لبنان، والأولية لنا في المرحلة المقبلة في كيفية تعاطي الحكومة اللبنانية مع رؤية الهيئة وحقوق الفلسطينيين.

وتمنى كليب نجاح الشعب اللبناني وحكومته بالوصول الى حل، لأن ذلك من مصلحة الفلسطينيين في لبنان.

وبشأن تعاطي الإعلام اللبناني مع الحراك الفلسطيني، أوضح كليب أن الاعلام اللبناني لم يتعاطى بمهنية مع التحركات الفلسطينية في المخيمات، لانه اعلام منحاز، ويخدم موقف سياسي معين.