"نبع السلام" تسبب في تشديد الأزمة الإنسانية في الشرق الأوسط
تاريخ النشر : 2019-10-20 17:15

تستمر القوات المسلحة التركية ومجموعات الجيش السوري الحر التابع لها هجوماً شديداً في إطار عملية "نبع السلام" بالمناطق السورية الشمالية. وسيطرت على بلدة تل الأبيض إثر الإشتباكات العنيفة مع قوات سوريا الديمقراطية 12 أكتوبر\تشرين الأول الجاري.

وتشير المصادر المحلية أيضا إلى أن الطائرات والمدافع التركية قصفت هذه المدينة وأدت الغارات إلى سقوط ضحايا بين المقاتلين الأكراد والمدنيين. ومن ثم أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنه قد قُتل نحو 150 شخص ومنهم أكثر من 50 مدني أثناء عملية "نبع السلام".

صور المدنيين المصابين أثناء قصف تل الأبيض (صورة 1  وصورة 2)

وفي نفس الوقت، شنت القوات الجوية التركية الغارات على مدينة القامشلي التي تسيطر قسد عليها قريباً من الحدود العراقية.

عواقب قصف القامشلي بالهاون (صورة 3  وصورة 4)

وبالإضافة إلى ذلك أسفرت الغارات عن إصابات المدنيين وبينهم أطفال وانقطاع التيار الكهربائي والإنترنت.

صور المدنيين المصابين إثر الغارات الجوية على القامشلي (صورة 5  وصورة 6)

ومن الواضح أنه تتدهور الأوضاع الإنسانية الصعبة بسبب الإشتباكات العنيفة والتصعيد بشكل كامل وشامل في شمال سوريا. ويشير المحللين لمنظمة العفو الدولية إلى أنه تستمر عملية "نبع السلام" في تدمير البنيات التحتية وزعزع الإستقرار في الإقليم. تمنع العمليات القتالية وصول الإغاثة الإنسانية للمدنيين الذين يعانون من النزاع المسلح العنيف والجوع والإزدحام.

قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 130 ألف شخص أجبروا على مغادرة منازلهم منذ بدأ الهجوم التركي في 9 أكتوبر\تشرين الأول الجاري، محذراً من إحتمال زيادة عددهم بثلاثة أمثال على الأقل.

وأفاد المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لاركي أنه قد يبلغ عدد اللاجئين نحو 400 ألف شخص، مشيراً الى أنهم جميعاً سيحتاجون إلى الحماية والمساعدة.

بينما ترك عشرات الألاف من السكان مناطق متضررة من النزاع وأتجه كثير منهم إلى أماكن أكثر أمناً وكذلك الى الحد الشرقي بحثاً عن ملجأ على الأراضي العراقية بحسب ما نقلته وكالات الأنباء عن مصادر محلية.

فبالإضافة الى ذلك، تتمثل زيادة حادة في الإضطرابات والحوادث في مخيمات اللاجئين حيث يعيش مقاتلي تنظيم الدولة وعائلاتهم تحدياً أخر للأمن الإقليمي.هذا وقالت الإدارة الكردية إن 859 عنصراً من منتسبي داعش تمكنوا من الفرار من أحد معسكرات مدينة عين عيسى في جنوب تل الأبيض بعدما هاجموا حراسة المخيم وفتحوا البوابات.

من الممكن أنه سوف يستفيد الإرهابيين الهاربيين من حالة عدم اليقين، التي يشهد شمال البلاد، وسيختلط بالنازحين يتجهون سوى الى المناطق السورية الأخرى أو الدول المجاورة. تجدر الملاخظة أنه تسبب أيضاً أسرة إرهابيين لتنظيم"الدولة الإسلامية” في قلاقل كثيرة في مخيم الهول بالقرب من الحدود مع العراق، إستفادةً من ضعف الحراسة في ظل الإنسحاب الجزئي للقوات الكردية من أجل تصدي العدوان التركي.

من الواضح أنه أطلقت أنقرة العملية العسكرية "نبع السلام” لتحقيق مصالحها الخاصة فقط. بناء على ذلك، يمكن القول إن هدف أردوغان هو القضاء على قوات سوريا الديمقراطية وإنضمام الأراضي الجديدة إلى "الإمبراطرية العثمانية" وليس التوصل الى حل سريع للأزمة السورية.