مسيرات العودة وكسر الحصار
تاريخ النشر : 2019-10-19 08:11

قبل حوالي العام والنصف وتحديدا في تاريخ 30 مارس 2018 انطلقت من غزة مسيرات العودة وكسر الحصار على الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة مع الأراضي المحتلة، مكرّسة فكرة وحالة من النضال السلمي في القطاع على الحدود الزائلة ، خرج الناس على مبدأ مسيرات سلمية تحت شعار العودة ثم لحقها تزاوج مع كسر الحصار ؛ هذا ما أربك الاحتلال في بدايتها الذي وجد نفسه عاجزاً عن التعاطي مع سلميتها وجحافل جمعها وحناجر هتافها وفكرة إنطلاقتها , لكنها خرجت عن هدفها ومخرجات فكرتها للتصدي المباشر والمواجهة مع المحتل وخرق السلك الزائل والتحصينات الأمنية لتعطى للمحتل الهمجي الذريعة والقمع الدموي والإجرام التعسفي والقتل المتعمد والإصابة المعوقه والتبرير الدولي إعلاميا, ليخلّف ذلك اكثر من مئات الشهداء وإصابة أكثر من ثلاثين ألفا بين معاق وايضا خلف وجعا و إستنزافا صحيا بين علاج داخلي وسفر مكلف مادي ؛ كانت الفكرة فردية سلمية خرجت من جلة مفكرة صادقة وكنت مشاركا في بداية تنظيمها ؛لكن كان سؤالي قبل قرار الإستمرار هل هناك ضمان بعدم إراقة قطرة دم واحدة وكيف نحافظ على سلميتها بالكامل , فلم أشعر بجواب مقنع ولا بكلام منطقي ولا بقول مقنع إنساني ؛ فإعتذرت عنها قبل ان تبدأ ؛ فبعد الانطلاقة إمتطتها الأحزاب الفلسطينية الحوامة لتصنع لها مجدا ولتفرض واقعا وتمثيلا وقيادة فوق من أطلقها بعفوية وبسلمية ؛ لتحرك الناس من الخوف من ثورة داخلية إلى الإنفجار في وجه المحتل المحاصر , ولتتحول من فكرة وطنية إلى مقابل مطالب إنسانية عنوانها سياسي ، كأنها تجارة حزبية على جراح القضية والمواطن , هل يعقل بعد كل هذا الثمن والمجهود والجراح والشهداء والجرحى والتكلفة المعنوية والمالية تستمر على ما هي عليه , فما الهدف منها الآن ومن إستمرارها وفي كل جمعة حصيلة جديدة بين شهيد وجريح ومعاق ٫ فهل ننتظر كارثة تدخل كل بيت يكون فيه شهيدا او جريحا او معاقا ٫ حتى اليوم هل تكفلت الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار بالشهداء وعلاج الجرحى في الداخل والخارج وقوت من يعيلون أم هو شعار وخطاب وتحريض وتعليل وتحشيد وتبرير وتجنيد لمٱرب حزبية ولاشخاص سياسية ولقيادات وهمية ولمصالح فردية ؛ هل حققنا عودة أو كسر حصار أم هو الوهم والعناد والمكابرة لبقاء كارثة ولعناد ومقامرة ؛ اعيدوا وجهة نظركم الهدامة المكلفة الوجاعة ، فيكفي ما ألم بنا من شهداء وجرحى ومعاقين من زهرات شبابنا وأكباد أجسادنا , فمن يطلب حلما لا يجعل منه ألما ، من يبحث عن مجد لا يجعل طريقه دما ؛ فكسر الحصار المزعوم لا يأتي بفكر مكلف لا يحقق مكاسب سياسية فقط دفعات مالية او زيادة سويعات من كهرباء أو دفع رواتب او صرف كابونات أو دفع فصافص مالية كمساعدات ؛ فالعودة لن تأتي بإنقسام أو حكم بلا شرعية أو قيادة فاشلة سياسيا وإداريا ؛ اوقفوا مسيرات العودة على الحدود وابقوها في مسافات أمنة بلا مجابهة ولا مماحكة ؛ وإستثمروا في كل ما يصرف علاجا ومساعدة ومخصصات مالية لمشاريع شبابية وافكار ريادية وقرارات سيادية ومشاريع مستدامة وطاقات خلاقة وبناء أجيال تصنع الحياة لا تفكر بالموت كفرا ونقما وقهرا من الحياة أو تعلي الشهادة على الحياة كقرار اخير لعدم وجود البديل حياة ومعيشة وأمل .