نبع السلام ،،، وجه تركيا القبيح
تاريخ النشر : 2019-10-15 12:28

منذ أيام أعلن الرئيس الأمريكي عن إعادة انتشار للجنود الأمريكان في الأراضي السورية ليتبعه مباشرة احتلال تركي لتلك المناطق ، و هذا الحراك التركي الأمريكي ليس محض صدفة ، بل توزيع أدوار لكل منهم حسب المصلحة العليا لكل دولة من أطماع في جسد الأمة العربية، و كل من تلك الدول لها أجنداتها الخاصة المبطنة في الوصول لتدجين الانسان العربي حتى الانقذاذ عليه في الوقت و المكان المناسب ، و هذا ما حدث حرفياً مع الدولة التركية في عهد أردوغان ، حيث بدء فترة حكمه الأولى لتركيا في انتهاج سياسة خارجية تسمى "بصفر مشاكل" ، أي إتباع دبلوماسية هادئة لتغيير وجه تركيا الخارجي ، من مصالح آنية إلى شراكة تبادلية مع دول العالم مما فيها (إسرائيل ) و الدول العربية ، و اللعب على أوتار الثقافة الإسلامية و التعاطف الغير حقيقي مع قضية العرب الأولى و هي قضية فلسطين ، لمد أذرع الدولة التركية في الوطن العربي و تغلغلها فيه مستغلة للإسلام السياسي مثل الأخوان ( المسلمين ) و أخواتها ، حيث نجحت تلك السياسة "صفر مشاكل" في امتلاك قلوب الملايين من العرب ، حتى دقت ساعة الحقيقة بمجييء الربيع العربي لتغيير الأنظمة العربية ، فتبين الوجه الحقيقي للساسة الأتراك و تقديمهم لمصالحهم و أطماعهم القومية ، حيث موجات الإرهاب التي ضربت الدولة السورية في الأعوام الماضية كانت تمر عبر تركيا تحت أنظار العالم ، لإضعاف و تفتيت سوريا كدولة ، و اكمال الحلم التركي في الاستيلاء على كثير من الأراضي السورية لم يهدء له بال منذ إحتلالهم للواء اسكندرون السوري منذ عشرات السنين ، و تدخلاتهم الرعناء في الشؤون المصرية لأطماعهم في غاز المتوسط و محاولاتهم المستميتة لإضعاف الدولة المصرية ، حتى يصلوا إلى ما يصبو اليه من إعادة بسط سيطرتهم على الوطن العربي ، لإعادة أمجاد أجدادهم في إعادة الإحتلال العثماني للدول العربية ، التي كانت مقدمة لإحتلال فلسطين من العدو الصهيوني ، حيث تلك الحقبة للإحتلال التركي أدت إلى نهب خيرات الدول العربية ، حيث وصلت بهم القذارة العمل بكل قوة على تجهيل ممنهج للمواطن العربي و حرمانه من تلقي التعليم الأساسي من أجل أن تُشل قدراته التفكيرية ، حيث كانت تلك الحقبة لهذا الإحتلال شاهدة عَلى إرتفاع نسبة محو الأمية بين المواطنين العرب التي قاربت إلى التسعين بالمائة و ما فوق ، فكان لكل مواطن مبدع في مجاله باب الهجرة القصرية له بالمرصاد إلى تركيا ، حتى يُستغل إلى أبعد مدى في خدمة هذا الإحتلال ولكن كلُ في مجاله، حيث الغزو التركي لأراضي سورية بحجة مكافحة الإرهاب يبين الوجه الحقيقي لتلك الدولة بعدم اختلافها عن أمريكا و إسرائيل ، روسيا و إيران في عدائهم للأمة العربية ، الفرق أن هناك مرتزقة عرب يباركون ذلك الغزو لتلك الدولة المارقة، التي كانت تاريخياً تعمل من أجل مصالحها الآنية ، فإحتلالها العثماني للوطن العربي في الماضي تحت اسم الخلافة الإسلامية خير دليل على ذلك. حتى أصبح هذا الإنكشاف التركي لكثير من الدول و خاصة الدول العربية واضحاً مثل الشمس ، و تُستبدل دبلوماسية صفر مشاكل إلى سياسة "كل مشاكل" خاصة لتلك الدول المتاخمة للدولة التركية ، حيث مصالح الدول ليست لها دين أو أخلاق أو قيم ، و هذا حق لكل الدول في تأمين مصالحها القومية ، و لكن أين نحن كعرب في تأمين مصالحنا و الإنتصار كباقي دول العالم الإسلامية قبل الغيْر الإسلامية ، بالإنتصار لهويتنا الوطنية و القومية ؟؟، و مغادرة دائرة المفعول به و التبعية كالعاهرة في حضن هنا أو هناك ، فهذا يحتاج إلى قليل من الثقة بالنفس في أننا نستطيع أن نكون أمة ذات شأن عظيم ، حيث مقومات السمو و العلو من خيرات و مبدعين و جغرافيا و تاريخ لتلك الأمة تؤهلنا أن نكون في الريادة بهذا العالم المتقلب ، و الذي لا يعترف إلا بالقوي ؛ حيث الضعيف يذهب أدراج الرياح ، فهذا يتطلب إرادة صلبة متينة مبنية على علم و ليست قشور.