تنديد عربي ودولي بالعدوان التركي شمال سوريا وجلسة طارئة لمجلس الأمن
تاريخ النشر : 2019-10-10 09:52

عواصم: ردود أفعال دولية وعربية منددة ومحذرة، أصدرتها دول ومنظمات وشخصيات سياسية على خلفية العملية العسكرية التركية ضد قوات الحماية الكردية شمال شرق سوريا.

إذ دعا الاتحاد الأوروبي، تركيا لإيقاف العملية العسكرية التركية شمال سوريا، مشددًا على أن الحل الدائم في سوريا لا يمكن تحقيقه بالوسائل العسكرية.

جاء ذلك في بيان مكتوب، عن الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، بشأن العملية العسكرية التركية.

وقالت موغيريني: "الاتحاد الأوروبي يدعو تركيا لإنهاء العملية العسكرية“، محذرة من أن ”الاشتباكات الجديدة شمال شرقي سوريا ستؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة برمتها".

وتابعت: "تركيا شريك أساس للاتحاد الأوروبي ولاعب مهم في المنطقة، ونقدر دور تركيا في استضافة اللاجئين السوريين على أراضيها".

وأضافت: "يجب إنهاء مخاوف تركيا الأمنية عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية المتوافقة مع القانون الدولي، وليس عبر الحل العسكري"، داعية جميع الأطراف لحماية المدنيين في سوريا وتوفير المساعدات الإنسانية.

من جهته، عبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن أمله في أن يتصرف نظيره التركي بـ"عقلانيّة وبشكل إنساني" قدر الإمكان، وذلك بعدما شنت القوات التركية عدواناً عسكريًّا ضد قوات كردية في سوريا.

وقال ترامب في البيت الأبيض: "آمل أن يتصرف بعقلانيّة. سنرى كيف سيقود هذه العملية. إذا ما فعلَ ذلك بشكل جائر، فسيدفع ثمنًا اقتصاديًّا باهظًا"، مضيفاً: "سأسحق اقتصادهم لو حصل ذلك"، في تكرارٍ لتهديدات أطلقها في بداية الأسبوع.

بدوره، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن قلقه إزاء تطورات الأوضاع بشمال سوريا، مشدداً على أن كل العمليات في سوريا يجب أن تتوافق مع القانون الدولي. فيما اعرب الصليب الاحمر الدولي بدوره عن قلقه على اوضاع المدنيين.

ودعا مجلس الأمن الدولي تركيا إلى حماية المدنيين والتحلي بأكبر قدر من ضبط النفس. فيما أكد دبلوماسييون على أن المجلس سيعقد الخميس جلسة مغلقة لمناقشة العملية التركية ضد سوريا.

من جانبه، أعرب حلف شمال الأطلسي، عن امله في أن تكون العملية محسوبة بدقة ومتناسبة. وانه من المهم عدم زعزعة استقرار المنطقة بدرجة أكبر.

وتوعد السيناتور الجمهوري ليندزي غراهام، بجعل تركيا تدفع ثمنا باهظا لعمليتها داعيا الرئيس دونالد ترامب لتغيير المسار والعودة إلى مفهوم المنطقة الآمنة.

من جهته، أكد مستشار رئيس البرلمان الإيراني حسين امير عبداللهيان، على أن العملية التركية لا تصب في مصلحة أمن واستقرار المنطقة. وادت الى تعقيد الوضع في المنطقة.

ونددت فرنسا وبريطانيا وألمانيا بالعملية التركية داعين لعقد جلسة بمجلس الأمن. مشيرين الى انهم سيصدرون اعلان مشترك يؤكدون فيه إدانتهم الشديدة والحازمة لما يحصل.

وأشارت الدول الثلاث إلى أن العملية التركية ستؤدي إلى المزيد من الاضطراب في المنطقة وعودة جماعة داعش الوهابية. فيما قالت ايطاليا ان العملية تهدد بزعزعة استقرار المنطقة وإلحاق الضرر بالمدنيين. واستدعت هولندا السفير التركي لديها، منددة بالهجوم وداعية انقرة إلى عدم مواصلة السير في الطريق الذي تسلكه

وقالت جامعة الدول العربية إنها تقف بوضوح ضد التحركات والأعمال العسكرية التي تقوم بها القوات التركية بينما اعتبرت مصر العملية بانها اعتداء صارخ غير مقبول على سيادة دولة عربية ودعت لاجتماع طارئ للجامعة.

وأكدت وزارة الخارجية الكويتية، على أن العمليات العسكرية التركية في شمال شرق سوريا تعد "تهديدا مباشرا للأمن والاستقرار" في المنطقة، ودعت إلى ضبط النفس والبعد عن الخيار العسكري.

ونقلت وكالة "كونا" الرسمية الكويتية عن مصدر مسؤول في الخارجية قوله، إن "العمليات العسكرية التركية شمال شرق سوريا تعد تهديدا مباشرا للأمن والاستقرار في المنطقة وتصعيدا من شأنه أن يقوض فرص الحل السياسي الذي يسعى إليه المجتمع الدولي، والذي حقق مؤخرا تقدما ملموسا بتوصل المبعوث الدولي إلى تشكيل اللجنة الدستورية التي ستحدد مستقبل الشعب السوري".

ودعا المصدر الأطراف كافة إلى "الالتزام بضبط النفس والبعد عن الخيار العسكري حتى لا تنزلق الأوضاع إلى ما يضاعف المعاناة الإنسانية لأبناء الشعب السوري الشقيق وحتى يتحقق الحفاظ على استقلال وسيادة سوريا وسلامتها ووحدة أراضيها".

بدورها، أعلنت الجزائر ​تضامنها الكامل مع الدولة السورية في مواجهة "العدوان العسكري التركي" على شمال سوريا.

وأشارت الخارجية الجزائرية في بيان لها الأربعاء، إلى أن الجزائر تتابع بانشغال بالغ الأحداث الخطيرة الحاصلة في شمال سوريا، مؤكدة  تضامن الجزائر ​الكامل مع "دولة سوريا الشقيقة".​

وأضاف البيان أن الجزائر تؤكد حرصها على سيادة وسلامة أراضي سوريا ووحدتها الترابية، مجددة في الوقت نفسه رفضها المبدئي القاطع المساس بسيادة الدول في جميع الظروف.

من جهته، طالب وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، بوقف العملية العسكرية بشمال شرقي سوريا، مؤكدا رفضه لـ "أي انتقاص من سيادة سوريا".

وكتب الصفدي في تغريدة على موقع "تويتر"، الأربعاء: "نطالب تركيا وقف هجومها على سوريا فورا وحل جميع القضايا عبر الحوار في إطار القانون الدولي".

وأضاف: "نرفض أي انتقاص من سيادة سوريا وندين كل عدوان يهدد وحدتها. نؤكد أن حل الأزمة سياسيا بما يحفظ وحدة سوريا وتماسكها وحقوق مواطنيها ويخلصها من الإرهاب وخطره هو سبيل تحقيق الأمن لسوريا وجوارها".

من جانبه، وصف الرئيس العراقي، برهم صالح، العملية العسكرية التركية بشمال سوريا بـ "تصعيد خطير"، محذرا من أنها ستؤدي إلى "فاجعة إنسانية".

وكتب الرئيس العراقي في تغريدة على موقع "تويتر"، الأربعاء، أن "التوغل التركي العسكري في سوريا تصعيد خطير، سيؤدي إلى فاجعة إنسانية ويعزز قدرة الإرهابيين لإعادة تنظيم فلولهم، ويشكل خطرا على الأمن الإقليمي والدولي".

وأضاف صالح: "يجب أن يتوحد المجتمع الدولي لتدارك الكارثة، ودعم حل سياسي لمعاناة السوريين، والكرد منهم، للتمتع بحقوقهم في السلام والأمن والكرامة".

من جهتها، أعربت وزارة الخارجية العراقية عن "قلقها البالغ" إزاء العملية التركية، وقالت: "نعتقد أنها ستتسبب بالمزيد من التعقيد في المشهد السوري، ونزوح أعداد كبيرة من المدنيين مما يزيد حجم المعاناة الإنسانية".

وأضافت: "يمكن لذلك أن يتسبب بتعقيدات وتأثيرات مباشرة على الأمن بالعراق واحتمال دخول أعداد كبيرة من المسلحين والنازحين الى أراضيه، لذا يدعو العراق لحفظ سيادة الدول وتبني الحلول السياسية".

بدوره، قال نائب رئيس برلمان إقليم كردستان العراق، هيمن هورامي، اليوم الأربعاء، إن العمليات العسكرية التركية في سوريا "تزعزع استقرار المنطقة".

وكتب هورامي في تغريدة له على "تويتر": "نشعر بقلق عميق من العمليات العسكرية التركية في روجافا. ندين بشدة أي عمل ضد المدنيين".

وأضاف أن "هذه الأعمال تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة أكثر، وخلق عدم الثقة... وخلق بيئة أكثر تسامحا لاستعادة ظهور "داعش"، ودفع التعايش والسلام بعيدا".

وأدانت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، بأشد العبارات، "العدوان التركي" على الأراضي السورية، ودعت لاجتماع طارئ في جامعة الدول العربية.

أضاف البيان أن "تلك الخطوة تمثل اعتداء صارخا غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة استغلالا للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية، وبما يتنافى مع قواعد القانون الدولي".

وأكد البيان على "مسؤولية المجتمع الدولي، ممثلا في مجلس الأمن، في التصدي لهذا التطور بالغ الخطورة الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين، ووقف أي مساع تهدف إلى احتلال أراض سورية أو إجراء "هندسة ديمغرافية" لتعديل التركيبة السكانية في شمال سوريا".

وحذر البيان "من تبعات الخطوة التركية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية أو مسار العملية السياسية في سوريا وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أعلن الأربعاء، إطلاق جيش بلاده عملية عسكرية في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا.