غزة ... بسلم الاولويات !!!!
تاريخ النشر : 2019-10-10 09:31

ان تكون غزة واهلها ومجمل ازماتها ومصاعب حياتها وضيق احوال اهلها وظروفهم التي وصلت الى الحد الذي لا يحتمل على طاولة اللقاء الهام والاستراتيجي بين رئيس الحكومة الدكتور محمد اشتيه ورئيس الحكومة المصرية الدكتور مصطفى مدبولي وبتوجيهات الرئيس محمود عباس وبرعاية كريمة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي ... لما لغزة واهلها من مكانة عالية تستحق هذه الاولوية بهذا اللقاء الهام بالقاهرة .

نحن من جيل ثورة يوليو المجيدة ... ممن استمعوا وتشربوا فكر الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ... من اجيال صوت العرب والله اكبر فوق كيد المعتدي ... نحن من تعلمنا وتربينا على ايدي اشقاءنا المصريين حتى بمدارسنا ... وحتي وصولنا بدراستنا الجامعية .

مصر كانت حاضرة على الدوام بكافة تفاصيل حياتنا داخل القطاع برعايتها وادارتها لكافة مرافق حياتنا وحتى يعلم القارئ العزيز بعض ملامح ومعالم الادارة المصرية بالقطاع بما يشاهده اليوم من مدينة النصر الى قصر الحاكم العام الى مبنى المجلس التشريعي الى شارع الوحدة وشارع جمال عبد الناصر (الثلاثيني) وحتى شارع عمر المختار .

ملامح ومعالم الوجود المصري داخل القطاع من خلال الالاف من الاطباء والمهندسين والجامعيين الذين عملوا بدول الخليج والسعودية وكانوا سندا ودعما لأهلهم ... كما الجندي المجهول تعبير عن استشهاد الكثير من جنود مصر البواسل لأجل فلسطين وقضيتها ... ولا زالت جثامين الشهداء وارواحهم الطاهرة ودماءهم الذكية خير دليل على صدق وعمق العلاقة الاخوية التي تربط فلسطين بمصر الشقيقة .

تاريخ طويل من العلاقة الاخوية المتميزة والتي كنا نعامل فيها كما المصري بكافة الحقوق والتي لا زالت بذاكرتنا بوثيقة سفر نتحرك بها وبإقامة مفتوحة اثناء زيارتنا للقاهرة وبدراسة مجانية بالجامعات المصرية لم نشعر في أي يوم من الايام باننا بغربة ... واننا ببلد اخر .

مصر قدمت ولا زالت تقدم الكثير دون ضجيج واعلام بل تعمل بكل جد واجتهاد واخلاص لأجل فلسطين وشعبها .

تاريخ طويل وحافل ومليء بالعطاء المصري الشقيق وحتى يومنا هذا وبتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي لا زالت مصر تقدم كل ما تستطيع تقديمه من اجل توفير سبل الدعم والاسناد للقضية الفلسطينية وللقيادة الشرعية والمتمثلة بالرئيس محمود عباس وحكومته برئاسة الدكتور محمد اشتية .

الدكتور محمد اشتية رئيس الحكومة وحديثه ان ملف القطاع ضمن اولويات زيارته لأجل تسهيل حياة ابناء شعبنا وتوفير احتياجاتهم الاساسية من عناية صحية وكهرباء وسهولة الحركة تقع على رأس اولويات الزيارة لمصر الشقيقة .

حديث رئيس الحكومة عن معاناة سكان القطاع غير المسبوقة والحديث عن 95 % من المياه غير الصالحة للشرب ونسبة البطالة التي وصلت الى 55% كما نسبة الفقر 72% والكهرباء لمدة 8 ساعات باليوم تمثل جزءا من الحقيقة في ظل صورة المشهد الكلي بتفاصيله التي تحمل عناوين البؤس واليأس والحرمان لأجيال عديدة فقدت الآمال بعد ان غاب الحلم بعد تخرجها من الجامعات لتجد نفسها على قارعة الطريق فإما الفقر و الجوع ... واما الهجرة والضياع .

هذه الاجيال التي فقدت الكثير من سنوات عمرها دون أي فائدة ... والتي ولدت الكثير من الامراض المزمنة والى درجة الادمان والامراض النفسية والتي تحدثت عنها التقارير الدولية .

غزة يا سادة ... ليست التي تعرفونها قبل عقود طويلة ... غزة وقد اصابها سرطان قاتل لا زال ينخر بعظمها ولحمها لا زال يفتت رأسها وقاعدتها .

غزة لم تعد غزة التي تعرفونها !!!

وحتى يتم انقاذ غزة من مستنقع حالها ... وظلمات ليلها ... وسوء احوال اهلها ... عليكم بفتح الملف دون اقفال بكافة جوانب الحياة الانسانية والخدماتية .... الاقتصادية والتجارية ... عليكم بمعالجة تفاصيل التفاصيل التي يطول الشرح والتفصيل فيها ... وان لا نبقى نتحدث حول قشور هنا وهناك وترقيع هنا وهناك ... فلم يعد الزمن يسعفنا ... والوقت يداهمنا والاجيال وقد اصابها الكثير مما لا يوصف ولا يقال .

اعرف جيدا مدى الحرص والصدق الذي يتحلى به الدكتور محمد اشتية رئيس الحكومة ومدى التزامه وغيرته على غزة واهلها كما كل ابناء الوطن لكننا بالقطاع وبصراحة شديدة نحتاج الى علاج سريع ... واسعاف طوارئ واغاثة عاجلة ... ولا نحتاج الى خطط طويلة والى المزيد من الوقت في ظل الخطر الداهم على هذه الاجيال التي تتأكل ... وهذا الانسان الصابر الصامد الذي يفقد الكثير مما يمتلك نتيجة ظروف قاهرة وغاية بالصعوبة ويصعب الكتابة عنها .

لذا من الواجب الوطني ان يكون القطاع كما قال الدكتور محمد اشتية على سلم اولويات الزيارة وثقتنا التي لا تتزعزع بشخصه ومعرفتنا به .... كما ثقتنا وايماننا الكاملة بمصر الشقيقة وقيادتها الوطنية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي وحرصه على توفير كافة سبل الدعم والاسناد وتسهيل امور حياتنا بما يعزز من صمود اهلنا وبما يوفر متطلبات الحياة الانسانية والخدماتية والاقتصادية .

غزة حاضنة الوطنية والثورة ومنظمة التحرير كما انها حاضنة المقاومة يجب المحافظة عليها وعلى اهلها وان لا نضيع المزيد من الوقت في ظل انقسام اسود اكل الاخضر واليابس ودمر الكثير ... فالمصالحة أمرا ضروريا وهاما ومدخلا لإنهاء كافة الازمات ... كما ان الانتخابات والعودة الى صناديق الاقتراع وان يقول الشعب كلمته مخرجا من هذه الحالة التي وصلنا اليها والتي تتحدث التقارير ... على ان غزة بعد سنوات قليلة غير قابلة للحياة ... كما تمنى اعداءنا ان يصبحوا على غزة وقد ابتلعها البحر .. الا ان غزة واهلها وبحكم تاريخهم الطويل وحتى واقعهم البائس سيبقون على صمودهم وصبرهم وتحملهم ... حتى تحدث المعجزة المنتظرة .!!!!