العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة وتكتيك الحرب النفسية؟؟
تاريخ النشر : 2014-07-12 02:03

يتواصل العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة ويدخل يومه الخامس حيث تزداد وحشية ونازية العدوان بطريقة غير مسبوقة ويبدو هذا واضحا وجليا من خلال التركيز على هدم المنازل بطريقة منهجية والأمر هنا لا يقتصر على تدمير منازل القيادات والكوادر الميدانية كما حدث في الحرب السابقة بل إن الأمر تخطى ذلك ليشمل هدم منازل النشطاء الأقل درجة وهو الأمر الذي وسع قائمة المنازل المهدمة بالكامل إلى ما يقارب المئة منزل بالإضافة إلى تدمير ما يقارب ال700 منزل بطريقة جزئية وما ترتب على ذلك من تشريد الآلاف من المواطنين وتحويلهم إلى لاجئين بلا مأوى.

بجانب ما سبق فان بعض عمليات هدم المنازل صاحبها وبطريقة مقصودة إحداث مجازر فظيعة وإيقاع عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف المواطنين وهذا بهدف إشاعة جو عام من الذعر والهلع والإرباك واليأس بين صفوف الجماهير وبالتالي إلحاق الضرر البالغ بوضعية الجبهة الداخلية الداعمة والمساندة والحاضنة لرجال المقاومة والنموذج الواضح الذي حدث صباح اليوم ممثلا بالمجزرة التي وقعت أثناء هدم منزل أبو غنام في رفح ومن قبل حدث ذلك مع مجزرة عائلة أبو كوارع .

يترابط مع ما سبق وفي إطار السلوك العدواني الإسرائيلي الذي يعتمد على إشاعة الحرب النفسية (البروبوغندا) –التي اكتسبها قادة إسرائيل من جلاديهم النازيين وعلى رأسهم مساعد هتلر غوبلز – عمد المختصون في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إلى توزيع اسطوانة مدون عليها نداء إلى المواطنين القاطنين في الشريط الحدودي(بيت لاهيا,بيت حانون,عبسان الكبيرة,عبسان الجديدة,خزاعة وتل السلطان) تحثهم على مغادرة بيوتهم والهدف هنا تفكيك الجبهة الداخلية وخلق رأي عام في غزة معاكس لتوجهات المقاومة غير أن الأمور جاءت من جانب المواطنين على العكس تماما حيث انه لم يغادر أي مواطن بيته ذلك أن شعبنا الذي اكتوى بنار الاحتلال وبنار الحروب المتكررة أصبح متجذرا ويعطي دروسا في الصمود والصلابة والمقاومة ويدرك تماما إبعاد ومضامين ما هو وراء السلوك الدعائي للاستخبارات الإسرائيلية.

يبقى أن نشير هنا وبأسف شديد إلى انه وعلى الرغم من مرور خمسة أيام على العدوان الإسرائيلي وما ترتب عليه حتى اللحظة من مجازر جماعية وتدمير منهجي للمنازل وتهجير للمواطنين من بيوتهم ....على الرغم من هذه الماسي التي هي فوق طاقة البشر لا يبدو في الأفق ما يشير إلى وجود وساطات إقليمية أو دولية تمارس الضغط على قادة إسرائيل لوقف عدوانهم الهمجي ذلك أن الأمر باعتقادنا يعود إلى أن كل طرف مؤهل وفاعل سواء كان إقليميا أو دوليا لا يريد الإسراع إلى لعب الدور الجاد المؤدي إلى وقف العدوان من منظور أن وراء كل طرف تقف حسابات وأجندة خاصة به وهي التي تحكم وتحدد في النهاية المواقف السياسية ما إذا كانت ضاغطة نحو لجم العدوان وبسرعة أو مزيدا من الانتظار حتى تتضح معالم الصورة الخاصة بآفاق العملية العسكرية الإسرائيلية التي أطلق عليها \"الجرف الصامد\".

[email protected]