توأما الصمود الأردن وفلسطين ..!
تاريخ النشر : 2019-10-02 09:54

لا شك أن رياح التغيير وعدم الإستقرار التي عصفت بالمنطقة العربية ولا زالت تهدد إستقرار الكثير من دول المنطقة، لم ولن يكون الأردن وفلسطين بمنأى عن التأثر بها، الأردن وفلسطين قدرهما أن يكونا توأماً متكاملاً وتربطهما علاقات أكثر من مميزة، إن ما يحدث على أرض فلسطين سلباً أو إيجاباً لابد وأن ينعكس على الأردن، كما العكس صحيح جداً.

لذا نجد أن عناصر القوة لأي منهما هي بالتأكيد عناصر قوة للآخر، من هنا يأتي حرص الشعب و القيادة الفلسطينية على إستقرار وأمن الأردن ومنعته وقوته ، لما يمثل من عمق إستراتيجي للشعب وللقيادة الفلسطينية على السواء، كما أن إستمرار صمود الشعب الفلسطيني وتشبثه بحقوقه وثباته في وجه الإحتلال الإسرائيلي وإجراءاته التعسفية، وإفشال مخططاته الساعية إلى تهويد كامل الأرض الفلسطينية وخصوصاً في القدس والضفة الغربية، وإحباط سياسات التهجير والإقتلاع التي يتعرض إليها تمثل خط الدفاع الأول عن الأردن، كما تمثل الصخرة الكأداء التي تتحطم عليها مؤامرة (الوطن البديل) التي يسعى اليمين الصهيوني من خلالها أن يصدر القضية الفلسطينية إلى الأردن كي يكون حلها على حسابه.

الفلسطينيون شعباً وقيادة منذ عام 1948م وهم يناضلون من أجل إسترداد حقوقهم الوطنية المغتصبة، ولأجل حل قضيتهم حلا عادلا على أرض فلسطين، إبتداء من حق المساواة إلى حق العودة وتقرير المصير، وقد نجحت م.ت.ف في إعادة القضية الفلسطينية إلى فلسطين الوطن والشعب ،وأفشلت كافة المحاولات الصهيونية التي سعت إلى تصديرها إلى الدول الشقيقة سواء منها الأردن أو لبنان أو سوريا أو مصر، كي لا يكون حل القضية الفلسطينية على حساب وعلى أراضي تلك الدول الشقيقة .

النضال الفلسطيني المتواصل والصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني فوق ارضه ، قد أفشل المخطط الصهيوني في تفريغ أرض فلسطين من شعبها، واليوم الحقيقة الصادمة للمشروع الصهيوني تتجلى في صمود أكثر من سبعة ملايين فلسطيني على أرض فلسطين التاريخية، يزيد عددهم عن عدد مستوطني الكيان الغاصب من اليهود، هذا ما يطلق عليه بالقنبلة الديمغرافية، التي وضعت الكيان الغاصب لا نقول في حالة هزيمة، وإنما في حالة إنكسار حقيقية، ومثلهم سبعة ملايين فلسطيني في الخارج، جميعهم يرفضون التوطين ويتشبثون بحق العودة إلى ديارهم ومدنهم وقراهم التي هجروا منها.......

هذا الصمود والتمسك بالحقوق الوطنية لاشك أنه يلقى كل الدعم من الأشقاء والأصدقاء وفي مقدمتهم الأردن ملكاً وحكومة وشعباً، لأن إنتصار الشعب الفلسطيني هو إنتصار للشعب الأردني، وإنتصار للأمة العربية ولجميع قوى التقدم والحرية والسلام في العالم، و من هنا يأتي تأكيد جلالة الملك عبد الله بن الحسين الدائم والمستمر وعلى كل المستويات العربية والدولية أن الأولويات الأولى للأردن ملكا وحكومة وشعبا ، كانت وما تزال هي القضية الفلسطينية، والتأكيد على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة، مؤكدا على مواقف الأردن الثابتة بأنها لم ولن تتغير او تتهاون في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني الثابتة والمشروعة ، ولن يتخلى الاردن ولا القيادة الهاشمية عن دورها التاريخي في القدس للحفاظ على عروبتها ومقدساتها الاسلامية والمسيحية، هذا ما برهنت عليه مواقف جلالته في مواجهة الضغوط المختلفة وفي رفض (صفقة القرن) ، و دفاعه عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين وتأكيده على حماية واستمرار دور وكالة الأونروا ، حتى تتمكن من مواصلة خدماتها لهم ، تأكيدا على مركزية مسألة اللاجئين في القضية الفلسطينية، وهذه ليست مواقف عابرة وإنما تعبر عن مواقف ثابتة إستراتيجية للاردن ولجلالته ، لذلك يتعرض الأردن لما يتعرض إليه اليوم من ضغوط سياسية واقتصادية بسبب هذه المواقف المبدئية من القضية الفلسطينية، كما يتعرض لها ايضا الشعب الفلسطيني وقيادته .

لكن العزيمة الأردنية الصلبة كما الصمود والثبات الفلسطيني والتمسك بالحقوق الوطنية، كفيلان بإفشال هذه الضغوط، وهنا يتأكد التكامل والتناغم بين مواقف التوأمين الأردن وفلسطين والتكامل بين أهدافهما وغاياتهما النبيلة .