جنرال إسرائيلي: السنوار زعيم من طراز آخر وتقرير يكشف تواصله مع إسرائيل حول مشاريع غزة!
تاريخ النشر : 2019-09-30 11:03

تل أبيب: كشف تقرير صحفي الثلاثاء، أن زعيم حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، يقوم بالتنسيق مع ممثل عن الجانب الإسرائيلي، يدعى الجنرال كميل أبوركن، فيما يتعلق بتنفيذ المشاريع في قطاع غزة.

وقال التقرير، الذي نشره موقع ”المونيتور“: إن السنوار وأبوركن يعرفان بعضهما البعض، منذ أن كان زعيم حماس أسيرًا لدى إسرائيل قبل تحريره عام 2011.

وأوضح الصحفي الإسرائيلي، شلومو إلدار، الذي أعد التقرير، أن اليد الموجهة لهذا التنسيق هي دولة قطر، إذ لا يقتصر دورها على إدخال الأموال لقطاع غزة لتنفيذ مشاريع، بل تقوم بنقل رسائل بين حركة حماس وإسرائيل في موضوع تنفيذ المشاريع.

وقال إلدار: إن الرسائل التي تنقلها قطر بين الطرفين لا تتعلق بوقت سريان وقف إطلاق النار (على سبيل المثال)، ولكن حول الخطط التقنية المفصلة إلى حد ما، فيما يتعلق بالعديد من القضايا المتعلقة بالجانبين.

وصرح مصدر في الإدارة المدنية الإسرائيلية للموقع: ”يجب أن لا يفاجئ أحد من أن الطرفين يديران مفاوضات بواسطة طرف ثالث، وإن كل طرف منهما يعرف ما يوجد في الجانب الآخر“.

وأضاف المصدر: ”مشاريع تحلية مياه البحر، وإقامة المناطق الصناعية، وتطوير شبكة الكهرباء، تتم بالتنسيق ما بين حركة حماس وإسرائيل“.

وعن التنسيق غير المباشر، قال المصدر: إن قائد حماس في قطاع غزة يحيى السنوار يعلم من يقف خلف الموافقة على هذه المشاريع من الجانب الإسرائيلي، واللواء كميل أبو ركن منسق الحكومة الإسرائيلية يعرف من يجب أن يعطي الضوء الأخضر لتنفيذ هذه المشاريع في غزة“.

ولفت الموقع إلى أن مسار التنسيق بين السنوار وأبو ركن خالٍ من لغة التهديدات العسكرية، بل يحتوي نقاشات جدية ومثيرة للاهتمام، مثل النقاش حول عدد العمال الذين سيسمح لهم بالخروج من القطاع للمنطقة الصناعية بالقرب من معبر ”إيرز“، وكيفية سفرهم وعودتهم، فضلًا عن مسألة إبعاد حواجز حماس لمسافة كيلومترين من المنطقة الصناعية، وأن لا تتدخل قيادة حركة حماس في الأسماء التي ستخرج للعمل.

ونقل التقرير عن المصدر في الإدارة المدنية الإسرائيلية، قوله: إن يحيى السنوار على علاقة مباشرة باتخاذ القرارات، ويرسل الرسائل لكميل أبو ركن بواسطة المبعوث القطري، مضيفًا أن كميل أبو ركن منسق الحكومة الإسرائيلية وطاقمه يرسلون الرسائل ليحيى السنوار، بالضبط بهذه الطريقة.

وقال الصحفي الإسرائيلي متحدثًا عن أمثلة في كيفية التعاون غير المباشر بين حركة حماس وإسرائيل في تنفيذ المشاريع في قطاع غزة: ”فيما يتعلق ببناء محطة تحلية مياه حديثة في منطقة خان يونس، يتطلب تنفيذ هذا المشروع، والذي يكلف تنفيذه مبالغ ضخمة، والمقرر أن يبدأ العام المقبل 2020، يتطلب تنسيقًا كبيرًا بين إسرائيل وغزة، فيما يتعلق بنقل الأدوات الثقيلة، ومركبات العمل والمعدات اللوجستية، بالإضافة إلى مراقبة منطقة العمل والحفاظ عليها.“

وكان  جنرال رفيع المستوى في جيش الاحتلال الإسرائيلي قال يوم الاثنين، أن قائد حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار هو زعيم من طراز آخر، وأن قطاع غزة قريب في كل لحظة من الانفجار.

وأكد الجنرال الإسرائيلي درور شالوم في مقابلة خاصة مع صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن إسرائيل لن تكون أقوى بعد خوضها معركة ضد قطاع غزة، الذي يقع على برميل بارود قريب من لحظة الانفجار، مشدداً على أن "غزة توجد على الحافة، وهي قريبة كل لحظة من الانفجار رغم أن حماس وإسرائيل غير معنيتين به".

وأضاف شالوم رئيس دائرة البحوث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، "لقد استغرقنا وقتا حتى فهمنا أن يحيى السنوار (قائد حماس بغزة) هو زعيم من طراز آخر، ولديه استراتيجيته أكثر تحديا، فهو لم يقفز من نفق، بل ارتدى بدلة وجلب الجماهير إلى الجدار، وها نحن ننقل حقائب المال إلى غزة".

وحول مدة الفترة الزمنية التي تسبق تفجر قطاع غزة المحاصر، قال: "نحن على برميل بارود في غزة، والقطاع يعاني من مشكلة أساسية هناك هي؛ اقتصادية ومدنية وإنسانية، وحماس تدرك هذا، لذا فقد بحثت عن سبل أخرى".

وذكر شالوم، أن "حماس تريد تسوية ولكن بدون اعتراف، وليس واضحا لنا كيف سيوقف هذا تعاظم قوة حماس"، مضيفا: "نحن نوصي بالتقدم في التسوية والتسهيلات، وتحسين الوضع المدني، والعمل على مشاريع بعيدة المدى". 

ونبه إلى أنه "لا يزال السؤال: ما هي الإستراتيجية الإسرائيلية في السياق الفلسطيني؟ يبقى مفتوحا"، مؤكدا أن "السنوار (حماس) لن يضع علم الجهاد جانبا، ولكن حماس مستعدة لأن تصل اليوم لوقف إطلاق نار بعيد المدى، هدنة".

وكشف أن شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، "أشارت إلى أنه يوجد هنا مجال للتسوية، ولأولئك الذين يعتقدون بأن مهمتنا إيجاد أهداف للإصابة، أقول: ما هو الهدف، إذ إني لا أرى أننا بعد التصعيد والمعركة سنكون أقوى؟".
وتابع: "هناك سيناريوهان؛ الأول؛ أن نصل إلى إنجاز كبير ولكن تكون لنا فيه الكثير من الخسائر، وعندها سنصل إلى ذات التسوية التي تبدي حماس استعدادها لها الآن، لا أكثر ولا أقل، والخيار الثاني؛ أن تنهار حماس في إطار الحدث".
وردا على سؤال: "هل سنحصل بعدها على الصومال في غزة؟"، أجاب الجنرال: "أعتقد نعم، فقدرة حماس على الحكم موضع تحد في غزة، ونظرا لما نخطط لعمله في المعركة القادمة، ليس مؤكدا أن تبقى حتى لو لم نقرر دفعها إلى الانهيار، وهي كفيلة بأن تتفكك وحدها"، بحسب قوله.
وقدر أن "حماس ستكون مستعدة لدفع الثمن المطلوب في التسوية، والذي قد يشمل الأسرى الإسرائيليين، ولكن الأمر منوط بنا بقدر كبير جدا"، لافتا إلى أنه "ليس بالضرورة أن تؤدي المعركة مع غزة إلى تصعيد في الشمال (لبنان)، ولكن الاحتمال الأعلى أن يجر الشمال غزة".