مصر وحجم المؤامرة
تاريخ النشر : 2019-09-30 10:57

الربيع العربي مصطلح تداولته وسائل الاعلام الغربية وما يدور في فلكها من وسائل اعلام عربية ، للدلالة على حركة شعبية ديمقراطية للتخلص من انظمة قمعية.
ولكن الحقيقة ان الربيع العربي لم يكن بربيع و لا حتى بخريف بل كان فوضى تخريبية تدميرية لمقدرات الامة العربية وكان الهدف الرئيس من تلك الفوضى هو ضرب وحدة مصر وتدمير جيشها كي يتسنى للمخطط الصهيوامريكي النفاذ وبالتالي تحقيق اهداف المشروع الصهيوامريكي في المنطقة وكما اشارت اليه يوما ما مستشارة الامن القومي الامريكي في حينه كونداليزا رايس ، لكن حكمت وحنكة المؤسسة العسكرية المصرية الواعية للمشروع استطاعت ان توقف هذا المخطط باستقالة الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك وتسلم المجلس العسكري بقيادة طنطاوي مقاليد السلطة في مصر ومن ثم تسليمها الى مرشح تيار الاسلام السياسي محمد مرسي، لم يكن هذا عبثا بل كان وعيا وطنيا من قبل المؤسسة العسكرية المصرية الا ان الضربة الحقيقية للمشروع الصهيوامريكي في المنطقة والذي كان يحمل عنوان الفوضى الخلاقة جاء من قبل المشير عبد الفتاح السيسي حين اوعز لجماهير مصر الوطنية الخلاقة للخروج في الشوارع للتخلص من نظام مرسي والذي كان وليد الفوضى واداة من ادوات الولايات المتحدة الامريكية، ثم انتخب المشير عبدالفتاح السيسي رئيسا لمصر وبدأ مشواره الصعب والطموح لبناء مصر والوقوف بحزم امام المشروع الصهيوامريكي في المنطقة .
كانت اولى خطواته للوقوف في وجه هذا المشروع الوقوف بجانب النظام السوري وجيشه العربي مما دفع وشجع كل من روسيا وايران للتدخل عسكريا في سوريا لصالح وحدة سوريا والدفاع عن حدودها الاقليمية ، ان الموقف الإسرائيلي الامريكي من الرئيس عبد الفتاح السيسي وسياساته الخارجية لم يكن سوى الصمت والعمل بخبث ودهاء للإيقاع بجيش مصر ورئيسها في الفخ فلا نسمع من اسرائيل وامريكا سوى المديح للرئيس السيسي ، وفي نفس الوقت الزج بعناصر ارهابية في سيناء للإرباك الجيش المصري وفي نفس الوقت لتلهيه عن عملية التنمية التي يديرها الرئيس في مصر بل الاخطر من ذلك ان البوق الصهيوامريكي والذي يحمل عنوانا عربيا كبيرا وعريضا الا وهو قناة الجزيرة ، لا تدخر جهدا في طعن مصر وجيشها ورئيسها طوال السنوات الماضية .
ولكن ماذا يحدث اليوم فمنذ الانتخابات الاسرائيلية الاولى للكنيست الواحد والعشرين في شهر ابريل الماضي والتي افرزت ان نتانياهو صاحب فكرة صفقة القرن مع شريكه ترامب عاجز عن تشكيل حكومة في اسرائيل فما كان منه الا الانتقام من كل من وقف في وجه صفقة القرن والمشروع الصهيوامريكي في المنطقة ، وتحديدا السلطة الوطنية الفلسطينية ومصر وبعيدا عن مخططات نتانياهو بخصوص القضية الفلسطينية والسلطة الوطنية فقد اوعز لإداوته من امثال المدعو محمد علي وقناة الجزيرة للبدأ بالتحرك بإحداث فوضى في مصر من جديد بحجة اسقاط الرئيس السيسي وبالتالي زج المؤسسة العسكرية المصرية في هذا المخطط التخريبي .
لقد نسي نتانياهو وادواته ان شعب مصر شعب عظيم واعاً ومتحمل للمسئولية بأمانة عالية فلم تتجاوب الجماهير المصرية مع نداءات المسخ محمد على وأيمن نور وقناة الجزيرة ، فالشعب المصري يعرف مدى حجم المؤامرة التي تحاك ضد مصر وجيشها العظيم بحجة المطالبة بإصلاحات داخل مصر وعلى رأسها خلع الرئيس السيسي من منصبه .
إن الرئيس السيسي هو عنوان مصر ورأس هرم جيشها ، لاشك انه يرتكب بعض الاخطاء هنا وهناك خلال مسيرته لتنمية مصر وتطويرها والمحافظة على وحدة اراضيها ، فمن يعمل يخطئ وشعب مصر يدرك هذه الحقيقة فالشعب صاحب الحق في اختيار الرئيس لكنه اليوم يتجانس ويتناغم مع سياسة السيسي ويسعى معه لإصلاح سلبيات المسيرة واخطائها ، وعلى محمد علي وأيمن نور وقناة الجزيرة ومن خلفهم اسرائيل وامريكا ان يدركوا ان الشعب في مصر عرف طريقه وسيبقى امينا على المسئولية التي يحملها بحقه في اختيار الرئيس وعزله متى يشاء فالرئيس في مصر لا يعزل بل تقدر جهوده ويشكر على مسيرته فهو وليد المؤسسة العسكرية الراعي الشرعي والحامي لمصر بل وللامة العربية والركيزة التي يتطلع اليها كل العرب بصفتها السد العالي في وجه كل المؤامرات الصهيوامريكية