الشأن الفلسطينى والعودة إلى انقسامات الوطن
تاريخ النشر : 2019-09-30 08:33

اسمع كلامك يعجبنى ...اشوف افعالك استغرب
ما جعلنى اعود الى امر الانقسام بين شطرى الوطن امران هما حديث الرئيس محمود عباس حول اجراء انتخابات عامة حال عودته من اجتماعات الجمعية العامة فى نيويورك وحديث حماس واسماعيل هنية حول ابداء اعجابه بهذا الخطاب الذى اكد فيه على الثوابت الفلسطينية وعلى استحقاقات الاسرى والشهداء ورفض صفقة القرن وتصريحات نتنياهو حول ضم اراضى الغور وشمال البحر الميت مما سيؤدى الى انهاء الاتفاقات بيننا وبين العدو الصهيونى . وهنا نورد ملاحظتين الاولى : ان الرئيس اشار الى انتخابات عامة ولم يحدد مفردات هذه الانتخابات هل هى تشريعية ومجلس وطنى ورئاسية ؟ والملاحظة الثانية : اجراء الانتخابات فى الضفة المحتلة وقطاع غزة والقدس . وابو مازن يدرك ان العدو الصهيونى لن يسمح باجراء الانتخابات فى القدس بعد ان اعلن ومعه السيد الامريكى ان القدس عاصمة ابدية للكيان الصهيونى . فكييف سيوافق على اجراء انتخابات فيها ؟ اما بقية الخطاب فهو تاكيد على الثوابت الفلسطينية . وجاء تعليق هنية وما قدمته الفصائل الثمانية وتبنتها الجهاد حول انهاء الانقسام والسير فى اجراءاته وما ذكره عزام الاحمد فى مقابلته امس على قناة فلسطين ان هذا المشروع الذى يحمل راى الفصائل الثمانية والذى حمله عزام الاحمد وهو يشير الى بنوده هذا المشروع هو مذكرة حماس الى المخابرات المصرية وبالتالى الى قيادة فتح التى رفضته كما تجاهلته القيادة المصرية لانه تجاهل اتفاق اكتوبر 2017 .
وتاتى مبادرة الفصائل ويبدو انها لم تطلع على مشروع حماس قبل ذلك ولاغرب من ذلك ما وافقت عليه حماس فى اقامة ذلك المستشفى الامريكى الاسلرائيلى على الحدود قرب ايريز بادارة اسرائيلية وتمويل قطرى وكان هذا المستشفى يعاج فيه عناصر النصرة وبعض المسلحين الذين يحاربون الجيش السورى ثم مولته قطر وتشرف عليه ادارة اسرائيلية تدخل الى اراضينا فى بيت حانون بمعرفة ورضى حماس ليعالج الامراض المستعصية لاهلنا فى قطاع غزه دون موافقة وزارة الصحة الفلسطينية ولا السلطة الفلسطينية وكان الاولى لو ادركت ماس هذا المعنى ان تطالب ان يكون هذا المستشفى تابعا او باشراف وموافقة السلطة الفلسطينية . وتفسير موافقة حماس كانه يؤكد على امرين الاول : تكريس الانقسام والفصل بين سلطتها الحريصة عليها فى قطاع غزه وبين السلطة الفلسطينية فى الوقت الذى سحبت فيه الادارة الامريكية المعنية الان بالاغراض الانسانيه فى دعم هذا المشروع والمشاركة مع الكيان الصهيونى فى ادارته وتمويله باوامر من دولة قطر والامر الاخر اليس هذا المشروع هو امتداد لقرارات المنامه : بان العمل الانسانى الذى تحدث عنه كوشنر والذى يخدم حسب رايه المبادرة السياسية فى تحقيق صفقة القرن ؟؟ اليس بناء المستشفلى على ارضنا وعلى الحدود الفلسطينية والارض المحتلة فى ايريز دليل على تثبيت مبدا التهدئة التى بدات حماس فى تنفيذه ؟ هذه الاعمال لا تنطبق باى حال من ان حماس تريد انهاء الانقسام فى الوقت الذى تمارس فيه تثبيت التهدئة وتقلص مسيرات العوده .
من اجل هذا كان موضوع انهاء الانقسام على طاولة البحث امس فى الندوة التى عقدها اتحاد المحامين العرب فى رحاب لجنة فلسطين والتى تساءل فيها كمال شاتيلا حول هذا الوضع المؤسف والمخجل فى استمرار هذا الانقسام الذى طالب الشعب الفلسطينى بانهائه منذ 2007 حتى الان والذى يشكل عائقا امام النضال والمقاومة الفلسطينية وعلى العموم لم يبالى شعبنا الفلسطينى ولم تهتز مشاعره وهو يستمع الى تلك المبادرات لانها ذر للرماد فى العيون .
سيبقى صمود شعبنا ومقاومته هما الخيار فى مواجهة العدو الصهيونى حتى تنتصر ارادة هذا الشعب فى انهاء هذا الانقسام البغيض ويعيد بناء منظمة التحرير بشفافية وصدق وياتى بقيادات جديده تصحح المسار الفلسطينى ليكون قادرا على المواجهة وانهاء الاحتلال .