مـعـايـيـر لإجـراء الانـتـخـابـات
تاريخ النشر : 2019-09-29 17:42

إعلان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمام المجتمع الدولي بإجراء انتخابات عامة في الأراضي الفلسطينية هو بمثابة خطوة ايجابية تحتاج إلى قرارات لإنجاحها, وهى تمثل جزء من الحل للواقع الفلسطيني الصعب إذا جاءت على أرضية التوافق, وإذا شملت الانتخابات كافة الأطر "الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني, فالدعوة لانتخابات متكاملة تتطلب من السلطة الفلسطينية تهيئة الأجواء الايجابية وبناء جسور الثقة مع الفصائل الفلسطينية لإنجاح هذه الانتخابات وإكسابها صفة المصداقية ومنها.

أولا: رفع الإجراءات العقابية التي تتخذها السلطة الفلسطينية عن قطاع غزة الذي يحاصره الاحتلال منذ نحو 13 عاما, وتهيئة الأجواء المناسبة لإنجاح الاقتراع الانتخابي في قطاع غزة, للخروج من دائرة التشكيك.

ثانيا: الإعلان عن انتخابات عامة متكاملة أي انتخابات تشريعية ورئاسية وانتخابات للمجلس الوطني على قاعدة التمثيل النسبي, ووفق المشاورات التي أقرتها الفصائل الفلسطينية خلال حوارات سابقة.

ثالثا: وقف التراشق الإعلامي بين طرفي الانقسام, والتصريحات التي من شأنها توتير الأجواء وتوجيه الاتهامات المتبادلة ما يؤدب إلى زيادة الفجوة بينهما.

رابعا: يجب أن تشمل الانتخابات جميع الأراضي الفلسطينية في غزة و القدس والضفة الغربية، كوحدة واحدة، من اجل تحصين وتصليب الأداء الوطني بمواجهة كل التحديات".

خامسا: يجب التصدي لأي محاولة إسرائيلية لإعاقة إجراء الانتخابات خاصة غي مدينة القدس المحتلة, وأن تتحمل "إسرائيل" مسؤولية أي محاولة لتعطيل التوجه الفلسطيني الانتخابات.

سادسا: تقديم كل الضمانات لإجراء انتخابات حرة ونزيهة بإشراف جهات خارجية, تضمن نزاهة الانتخابات وإعطاء كل ذي حق حقه, وإتاحة فرص مناسبة ومتساوية للجميع تحقق مبدأ التكافؤ.

الحكومة الفلسطينية أعلنت أن ملف الانتخابات العامة سيكون في صلب اجتماعها الأسبوعي الاثنين المقبل, وقال المتحدث باسم الحكومة إبراهيم ملحم ( إن الحكومة ستباشر باتخاذ الإجراءات والترتيبات اللازمة, لكل متطلبات إجراء الانتخابات العامة، فور إصدار الرئيس المرسوم الخاص بها, الحكومة استعدت وتستعد دائما لهذا التحول التاريخي، الذي يعد بوابة العبور للتحول الديمقراطي للمجتمعات المتعافية لتقدم النموذج والقدوة عبر بوابة الانتخابات فالتعددية قرينة الديمقراطية، ولا بد أن نمارسها بسقوفها العالية عبر بوابة الانتخابات، ومن يحاول أن يعطل هذا المبدأ يتحمل المسؤولية).

هذا الحماس لا يكفي لضمان انتخابات حقيقية ما لم تتوفر الشروط التي ذكرناها سابقا, وما لم تكن الانتخابات متكاملة للتغلب على الأزمات التي يعاني منها شعبنا الفلسطيني, صحيح ان التوجه إلى صناديق الاقتراع لتجديد الشرعيات وإجراء الانتخابات أصبح مطلب فصائلي وشعبي للتغلب على الأزمات التي يعاني منها الجميع السلطة والشعب والفصائل, لكن هذا الأمر يجب دعمه بخطوات ايجابية من طرفي الانقسام, فالاحتلال الصهيوني لن يسمح بإجراء هذه الانتخابات, وسيضع العراقيل والأزمات لإفشالها, لذلك يجب سد الثغرات الداخلية أولا ، لضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة.