انفراجة وحل أم إحكام سيطرة
تاريخ النشر : 2019-09-29 08:17

ماذا يعني الالتزام بالشرعية الدولية ومحاربة الارهاب؟ فتنفيذ قرارات الشرعية الدولية يحتاج الى موافقة الدول الكبرى في مجلس الامن بينما لا يوجد موافقة فعلية على تنفيذ هذه القرارات منذ عقود وبالتالي اصبحت حبر على ورق. لقد كان قرار التقسيم بوعد يصل الى ٤٥٪ من ارض فلسطين التاريخية ولم يجري تنفيذه، وبعدها قرارات ٢٤٢ و ٣٨٣ بتفسيرات مطاطية غير محددة للمناطق والمساحة التي سينسحب منها الاحتلال في مقابل سلام مع الدول العربية التي تمتلك جيوش نظامية، يليها اتفاقيات عرفت باوسلو اقرت ان الارض هي ارض متنازع عليها واخرجت القدس من مفهوم الاراضي المحتلة، فباتت الارض الفلسطينينة هي ارض متنازع عليها وبموافقة من يمسك بمقود منظمة التحرير والان دول العالم تقول انها تبارك اي اتفاق فلسطيني – اسرائيلي ولم توافق للفلسطينيين اعترافا بدولة فلسطينينة ، ولم تقر بدولة ذات سيادة على كامل حدود الارض الفلسطينية المحتلة عام ١٩٦٧. فقط يوجد اعتراف بدولة فلسطنينية يمكن تسميتها جماهيرية او امبراطورية او كيانيا سياسيا فالتسمية ليست ذات اهمية لدول العالم طالما انها مقبولة من قبل الاحتلال الاسرائيلي، والاحتلال قد قال كلمته ومنذ سنوات حكم ذاتي محدود على البشر وليس الارض بمرونة مع قطاع غزة تترواح بين استمرار الحصار والقتل اليومي الي كيان مرتبط سياسا بمصر منفردة او مع غيرها مع او بدون اسرائيل، وليسمى هذا الكيان الفلسطينيي في قطاع غزة والضفة بالخلافة الإسلامية الفلسطينينة او أمبراطورية فتح العظمى او حكم ذاتي .
اما محاربة الارهاب فتعني الوقوف ضد ومحاربة كافة أساليب المقاومة العنيفية ضد الاحتلال. وهذا استمرار لسياسية متفردة يقودها صاحب الكلمة دون موافقة فلسطينية ودون اجماع فلسطيني لدرجة أن اجهزة السلطة الفلسطيننية تحارب في الضفة الغربية الاحتجاجات السلمية التي تخرج من المدن الفلسطينينة التي تندد بالاحتلال او التي تتضامن مع حصار وهجمات الاحتلال الاسرائيلي على غزة او تلك التي تتطالب بالحريات والحقوق النقابية والاجتماعية. وتكاد المسيرات والاعتصامات السلمية التي تخرج في مدن الضفة الغربية تنحصر في التي يوافق عليها عباس سواء كانت في الاغوار او تلك التي تصفق له ولخطاباته. فالملاحظ أن المسيرات والاحتجاجات التي بها استمرارية بشكل اسبوعي تقريبا تنحصر في بعض المناطق مثل كفر قدوم وبلعين.

لقد عبر الرجل عن موقفة للعالم اجمع ووضح ان استراتيجيته ما زال اساسها المفاوضات والمفاوضات والمفاوضات ومحاربة الارهاب والتي يقصد بها المقاومة العنيفة واساليبها المختلفة ضد الاحتلال الاسرائيلي وهذا يعني ان التنسيق الامني مقدس ولا يمكن المس به. عمليا ما زال متمسكا بوظيفة السلطة الفلسطينينة الاساسية في الضفة المحتلة وهو حماية امن اسرائيل. وهذا ما يريده الاحتلال من وجود السلطة حماية امنها، واعتقد ان رد الفعل الاسرائيلي سيكون شاكرا لصاحب الخطاب الممسك باعناق ورقاب الناس باسياط اجهزته الامنية ورواتب الموظفين.
لم يقدم عباس اسس توافقية تمضي معه الفصائل الفلسطينينة وخاصة حماس والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية وغيرهم. وجل ما قام به تهديد بسحب موافقته على اوسلو ومرفقاته إذا أقدم الاحتلال على ضم جزء من الضفة الغربية. اليست القدس جزء من الضفة الغربية وقد أعلنها الاحتلال والادارة الامريكية عاصمة لدولة الاحتلال الاسرائيلي. اليس ما يقوم به الاحتلال هو هدم وتشريد وقتل وانهاء ما هو فلسطيني في القدس وغير القدس. عباس اعترف بذلك فما باله لا يقدم على تلبية رغبات الاغلبية من وهو اجماع القوى السياسية الفلسطينينة.
الدعوة الى انتخابات عامة في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة ومن يعارضها يتحمل مسووليتها امام الله والعالم والتاريخ هي دعوة هجومية تستهدف القوى السياسية، هي رمي للكرة في ملعب الاخر، فالمقصود هو قطاع غزة، هجوم ورد علي القوى السياسية التي تقول يجب ترتيب الملف السياسي والوطني بما يعنيه ترتيب البيت الفلسطيني اولا. دعوة يقصد من ورائها تفتيت اي تكتل للقوى السياسية خاصة تلك التي تعتبر قريبة من فتح وتؤىد اجراء انتخابات تشريعية مثل المبادرة وحزب الشعب والجبهة الديمقراطية.
الانتخابات ليست حلا للمشاكل الفلسطينينة الداخلية فيجب الاتفاق على الإطار السياسي والتنظيمي، يجب الاتفاق على الترتيب ولاي بيت اهو لدولة محتلة؟ ام هي سلطة فلسطينية مؤقتة كما يحبون استخدام سلطة وطنية؟ ام لمنظمة تحرير بما تمثله من جميع الفلسطينين بما فيهم فلسطيني ال ٤٨ والفلسطيني المتواجدين في دول العالم ، هل لهذا الكيان السياسي الفلسطيني حدود وفق ما ذكر صاحب الخطاب ممثلة باراضي المحتلة عام ١٩٦٧؟ ما هو دور منظمة التحرير وعلاقتها بنوع الكيان السياسي الذي يجري الحديث عنه؟ ما هو دستور الدولة وما هي القوانين السارية وما هي الولايات القانونية ؟ فان كان الحديث يدور عن دولة اذن تغدو وظيفة منظمة التحرير دعم هده الدولة التي تعيش تحت الاحتلال ويصبح نتائج الانتخابات العامة الممكن اجرائها في في الضفة المحتلة هي البرلمان الكبير ولا قيمة جوهرية للمجلس الوطني. الا يبدو الحديث عن انتخابات في هذه المرحلة كمن يريد شوي السمك قبل صيده او بافضل حال نحت الجسد لكي يتوافق مع قميص مصمم مسبقا.
وبالرغم من ان الانتخابات ليس هي الحل فان الدعوة لها وتنفيذها بحاجة الى ظروف وقدرة على تنفيذها، فهي بحاجة لارضية ومناخ. فكيف يمكن تأمين مشاركة المقدسين في الانتخابات، فهي لن تتم في القدس وسوف يتم الاستعاضة عن القدس بالرام والقبيبة وهذه القرى. ايضا اجراء الانتخابات بحاجة لمناخات اخرى مثل وفاق وحريات سياسية واعلامية وحريات اجتماعية وللاسف فان الحريات في الضفة والقدس وقطاع غزة اقل من الحد الادني لدرجة إن اي مشاركة فيسبوكية انتقاد للسلطة ومسوؤليها يذهب كاتبيها الى السجون. ارى ان الدعوة تعني بقاء الحال كما هو عليه وما زالت معادلة انا اقرر والاخرين يتبعوني هي السائدة ولا يوجد تفهم البتة للقرار الجماعي والقيادة الجماعية.
تنقالت وسائل الاعلام حديثا وبعد خطاب عباس ٢٧ ايلول ٢٠١٩ على لسان وزير السلطة اشتية وعدا لموظفي غزة بعودة رواتبهم بمعني ان حنفية المال سترجع لتضخ مما يشير بقوة الى أن المال وجد لشراء الولاءات بالمعني العريض للكلمة.

سؤال استنكاري: لماذا لا يتم الدعوة لانتخابات رئاسية للسلطة الفلسطينية اولا. لماذا لا يستقيل عباس، فهو يقول في مقابلاته مع وسائل الاعلام انه على استعداد للاستقالة في حالة خرج صوت فرد واحد يطالبه بالاستقالة. من المصالحة والاجماع الفلسطيني واستمرارا لتجسيد التفرد والاقصاء.

ان سلوك عباس هو التفرد الكامل بالقرار، فبعد الموت السريري للمنظمة أصبح الاستخدام لما يسمى دولة فلسطينين الموجودة على الورق فقط لتمرير القرارات باسم رئيس دولة فلسطين دون موافقة الاغلبية او الاجماع خاصة بعد فرملة وانهاء عمل المجلس التشريعي للسلطة في الضفة وانعقاد جلساته، قرار اعتبره الكثير من السياسين والحقوقين خارج عن صلاحيات عباس.


خطاب عباس معناه انا قائدكم شاء من شاء وابى من أبي والي مش عاجبو يختار أقرب حيط ينطح راسه فيه.
ايوجد تفسير اخر؟؟