مصابي مسيرات العودة، واقع مؤلم ومستقبل مجهول..!!
تاريخ النشر : 2019-09-23 11:51

لا يختلف اثنان على ضرورة استمرار الحالة المُقاومة وديمومتها لتظل القضية حيَّة، وتشغل الرأي العام المحلِّي، والعربي، والدولي، وتُرَسِّخ في الأذهان وفي ذاكرة ووعي الشعب، أن هناك احتلال يغتصب أرض فلسطين ومقدَّساتها، ويعتقل خيرة شبابها، ويبطش ويقتل الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، ولم يسلم منهم الشجر أو الحجر..

ولكن!! لكل انتفاضة نتائج منها الايجابية ويُبنى عليها، وأخرى سلبية نحتاج إلى احتوائها ومعالجتها..
وهنا نوجه رسالة مناشدة إلى حكومة غزة، وفصائل العمل الوطني، لتتضافر الجهود من أجل نجاح وتواصل وديمومة هذه المسيرات..

🔴 أولاً: هناك عدد 1000 وظيفة أعلنت الحكومة عنها، للإنتساب لقوى الأمن، ألا يجب أن تكون هناك نسبة محاصصة ونصيب لمصابي مسيرات العودة، وتقسم بالتساوي بين محافظات غزة؛ وتفريغهم على وطائف مكتبية، مثل “تحقيق، سكرتاريا، إعلام، أرشيف، رقابة، مصادر إلكترونية إلكترونية….الخ”، بما يتناسب مع مؤهلاتهم، وأوضاعهم الصحية، فمن حق هؤلاء الحصول على وظيفة تحقِّق لهم الأمان المعيشي، وحياة كريمة.

🔴 ثانياً: دخلت الكثير مِن الأموال والمساعدات “القطرية، والتركية، والماليزية، وغيرها”، وهناك مؤسَّسات داعمة كثيرة، وفي ظل ذلك كله، يتقاضى كل مصاب وبعد فترات طويلة ومتباعدة مبلغ 300 شيكل كمساعدات، وهذا لا يكفي مصروفات طفل صغير؛ أليس مِن الأجدر إقامة مشاريع صغيرة لهؤلاء المصابين، تُعينهم على أعباء الحياة؟؟؛ فواقعهم صعب، ومستقبلهم مجهول وغامض، فمنهم المتزوج وله أطفال، وبعضهم يعيل أهله، وبعضهم يحلم بالزواج، فمِن حق هذه الفئة العيش بكرامة..

💥 يا سادة، خرج هؤلاء نُصرةً للدِّين والوطن، ولبُّوا نداء الواجب الذي ناديتموه، ونُزِفَت دمائهم، وبُتِرَت أعضائهم، وتقطَّعت أشلائهم، ما يستوجب لفت انتباهكم أنهم بشر ومِن حقِّهم الحياة كباقي البشر..

💥 فهل المطلوب أن تُخرجوهم أسبوعياً تحت نداء الواجب ليدفعوا ضريبة الوطن، وأنتم فقط تحصدون الانجازات، وكلٌ يوثِّق مشاركته بالصور، ويقوم بنشر بطولاته على مواقع التواصل الاجتماعي، ويتناسَى ويتغافل عن أنين وألم وجراحات المصابين، ولوعة أهلهم وعوائلهم ليل نهار، ثم تعودوا لبيوتكم، وتُمارسوا حياتكم وكأنه لم يحدث شيء..؟؟

كفاكم تجاهلاً وخُذلاناً لهم، وآن لكم أن تدفعوا أنتم ضريبة الوفاء لهم..
قفوا فإنكم مسؤولون..