أخطاء نتنياهو وآثارها لم تقتصر على الإقليم
تاريخ النشر : 2019-09-20 10:42

لا زلنا أمام مشهد صعب تعيشه الحلبة السياسية في الكيان الصهيوني ، وعلى ما يبدو ان هذا المشهد سيطغى على المناخ السياسي إقليمياً ودولياً. 
نتنياهو ارتكب أخطاءً أفقدته ما كان قوة بين يديه ، شكيد مع الليكود كانت تمنح الليكود ما فوق الأربعين دون أن يتحرك أزرق أبيض، شكيد بقيادة اليمين دون تدخلات نتنياهو وليس على حساب الليكود كانت تمنحها الاستطلاعات 14 مقعداً 
عوتسماه يهوديت كانت تمنحها الاستطلاعات أربع مقاعد.
سارة منعت دخول شكيد لليكود ، وحاولت عدم ترؤسها ليمينا، لكن فشلت، وبعد الفشل أجبرت نتنياهو على تحطيم يمينا دون أن يحصل الليكود في المقابل أي شيء.
أضف لذلك فيلم ضم الأغوار ومهزلة اشدود وإدارة معركة حد السيف الذي ألقى ليبرمان بنفسه منها إلى الجحيم كانت فرصة لتدميره وإخراجه من الحلبة السياسية والحصول على أصوات الروس لكنه عجز عن تحقيق ذلك مع أنه حول ليبرمان لعدو متوحش بالإضافة لأخطائه إلا أنه منع نتنياهو من تحقيق أهدافه.
نتنياهو الذي يعلم أن استجابته لسارة تدمره وفعل ذلك ، انظروا ما الذي أحدثه في الإقليم والشرق الأوسط.
لا أحد يجادل بأنه يؤثر على ترمب ويسدل عليه النصائح التي تخدم اللليكود ورؤيته الحزبية والأيدولوجية، كل ما قاله نتنياهو في الماضي صوت أصبح صدى سلوك لترمب في الملفات المركزية والتي توجت الولايات المتحدة قائداً للعالم :
1- القضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين والرباعية وقرارات مجلس الأمن ، بقيت الولايات المتحدة تمسك بهذا الملف وتدير حوله علاقاتها الخارجية خاصة في الشرق الأوسط على أنه الوسيط القادر وتمنح الاخرين على ان يكونوا وسطاء وشركاء، من خلال  تدخلات نتنياهو جعل الولايات المتحدة طرفاً وليس قائداً يدير هذه المسرحية الكبرى التي لم ينتج عنها سوى صفر كبير على اليسار .
2- أمن المضائق والطاقة في الشرق الأوسط الذي كانت تتولاه الولايات المتحدة وتديره بما يحقق المصالح الغربية بهدوء لا يقتصد في استخدام القوة عند الضرورة .
نتنياهو زج ترمب بالتفاصيل وأغراه بالانقلاب على الاتفاق النووي الذي عقد مع إيران بمشاركة الدول الكبرى دون أن يكون ترمب مستعداًلدفع استحقاقات هذه القرارات، الأمر الذي وضع الولايات المتحدة أمام تحديات كبرى ظهرت أمامها عاجزة مع أنها تملك كل وسائل القوة والإكراه، وخدشت مكانتها وشككت في قدراتها بعد اسقاط الإيرانيين الطائرة الأمريكية والهجمات المتتالية على المطارات والموانئ وشركات النفط الكبرى التي كان آخرها آرامكو .
تيلرسون شهد بالأمس كيف أن نتنياهو يكذب ويضلل ترمب في الموضوعات المتعلقة بالشرق الأوسط مباشرة، لكنها تؤثر بطريقة غير مباشرة على كل المشهد الدولي . 
نتنياهو لو نجح في استخدام مكره وخداعه الذي أنقذه من كل الأزمات في الماضي على مستوى شخصي إلا أنه أثر على هيبة الكيان وزعزع الثقة الدولية في اتزانه، ولم يقتصر الضرر على كيانه إنما طال الولايات المتحدة التي لم تعد القوة الوحيدة التي تحكم العالم بعد ما شاهدناه في الخليج مؤخراً.