انهاء حياة نتنياهو السياسية فرض وطني!
تاريخ النشر : 2019-09-19 09:14

كتب حسن عصفور/ تابع الفلسطينيون في كل مكان، مسار الانتخابات الإسرائيلية، ليس كما غيرها، نظرا لما لها أثر مباشر على قضيتهم الوطنية العامة، وحياتهم اليومية الخاصة، فالتشابك بينهما معقد، حيث القدر السياسي الاستعماري فرض ذلك "التشابك الغريب"، تغطيه "عداوة قومية" لن تزول ما دام شعب فلسطين بلا دولة ولا حقوق.

الفرحة الأبرز من تلك الانتخابات الإسرائيلية، تجسدت في عودة "القائمة العربية المشاركة" لمكانتها الفعلية وحدة وعددا، بحيث بات لها ان تلعب دورا مركزيا في رسم المشهد العام، وهذا بذاته "نصر" تستحقه قيادة القائمة وقواها المكونة، التي عليها أن تكون وفية لتصويت ما يزيد عن الـ 85 % من المصوتين الفلسطينيين لها. وأن تكون وحدة الأداة هي قاعدة الانطلاق، بعيدا عن تجربة الانتخابات السابقة، عندما تغلبت "مصالح ضيقة" على مصالح مكون رئيسي عربي.

والفرحة الثانية، التي لم تكتمل بعد ويجب أن تكتمل، هو عدم قدرة نتنياهو أن يعود لمنصبه ويشكل حكومة جديدة، وهذا قرار بات بنسبة كبيرة بيد "القائمة العربية المشتركة"، وهي دون غيرها من سيقرر مصير "رمز الفاشية الجديدة"، الذي قاد أكبر حملة عنصرية ضد الفلسطيني، ورمزه الخالد الشهيد المؤسس ياسر عرفات، وحروب ضد قطاع غزة، وأكبر عملية تهويد استيطاني في الضفة والقدس.

قد يرى البعض، ان لا فرق جوهري بين قادة الأحزاب الصهيونية فيما يتعلق بحل القضية الفلسطينية، ومبدأ الاعتراف بدولة فلسطينية وفق قرار الأمم المتحدة 19/ 67 لعام 2012، وهذا صحيح جدا، باستثناء غير مؤثر، لكن المساواة هنا لا تعني "الحياد السلبي"، حيث من حق الشعب الفلسطيني ان يطالب من هم جزء منهم، ويتحدثون عنه حيث هم، أن يعملوا كل جهد ممكن لوضع نهاية لحياة "الفاشي الحديث" نتنياهو، وتمهيد المسرح لإرساله الى السجن او الى المطبخ.

رسالة عقابية لمن ارتكب جرائم مركبة، جرائم حرب وجرائم اغتصاب أرض وتهويد، وسرقة أموال وحصار بلا حدود، ومصادرة مستقبل وطني، شخصية كهذه يجب ألا تستمر ما دام هناك "فرصة تاريخية" لإزاحته عن المشهد، وفتح باب السجن ليقضي بعضا من سنواته.

الحديث أن لا فرق بين أزرق وأبيض ونتنياهو، وبالتالي لا يجب أن تشارك "المشتركة" في تقرير مصير رئيس حكومة الكيان القادمة، عمليا خدمة كبيرة لنتنياهو، وليس عقابا لتحالف غانتس، فالثمن هنا يجب أن يتركز على من قاد العنصرية – الفاشية الحديثة، وهي رسالة ان للفلسطيني حق في تقرير ما في لحظة ما، رسالة سياسية من نوع جديد، سبق ان كان لها أثر هام خلال حكومة رابين التي أدت الى توقيع اتفاق أوسلو، وقتل من أجلها رئيس الحكومة الإسرائيلية رابين.

قدرة "المشتركة" على اسقاط نتنياهو سيكون الرسالة التأثيرية الهامة لغيره من "الفاشيين"، أن قوة الفلسطيني لن ينال منها فكر عنصري فاشي، وأن مجرم الحرب الراهن يجب أن يدفع ثمنا لما ارتكب، كما انها ستكون رسالة تعزيز لأخرين، ما دامت "المشتركة" باتت قوة هامة في الحياة السياسية الإسرائيلية، وتراكم "الإيجابيات" هو فعل "إيجابي".

لبذل كل ما يمكن كي لا يعود "الفاشي الصغير المعاصر" الى تحقيق حلمه "التاريخي"، بأنه الشخص الذي حقق ما لم يحققه سياسي إسرائيلي في وجوده رئيسا لحكومة، حتى هذا "الحلم" لا يجب له ان يصبح واقعا...

اسقاط نتنياهو وانهاء مسيرته السياسية واجب وطني، وفرحة لا بد منها لشعب عاش مرارات بلا حصر بيد هذا الغر الذي مكانه "زنزانة سجن"!

ملاحظة: تقرير البنك الدولي عن الاقتصاد الفلسطيني رسالة إنذار مبكر لرئاسة السلطة، عليها أن تعيد النظر بقرارها "غير الذكي" حول أموال المقاصة...كفاكم عقابا للفلسطيني!

تنويه خاص: هل تعيد "غالبية فصائل غزة" موقفها من مسار الانتخابات الإسرائيلية لتكون ضمن "حسبة وطنية فلسطينية" مش حسبة لغيرها ولغيرهم..."ما حك جلدك غير ظفرك"، تذكروا هذا يا أنتم!