دور الولايات المتحدة في الكارثة الإنسانية بالركبان
تاريخ النشر : 2019-09-18 18:54

أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية 11 أيلول/سبتمبر العام الجاري عن وصول القافلة الإنسانية الثالثة إلى مخيم الركبان الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة. وقال منسق الشؤون الإنسانية المقيم للأمم المتحدة سجاد مالك إنه تم توريد المواد الغذائية والأدوية وغيرها. وفي نفس الوقت أضاف أن إرسال القافلة هو من التدابير المؤقتة التي لن تتمكن من حل الازمة الإنسانية.
ومن الصعب نفى ذلك. يدعو المجتمع الدولي خلال عدة سنوات إلى الاهتمام بالوضع الإنساني الذي يقع فيه لاجئو الركبان ولكنه لم يتحسن هذا الوضع حتى الآن. ويظهر السؤال: ماذا يعرقل حل الكارثة الإنسانية؟
في المقام الأول تجدر الإشارة إلى أنه يعتبر وصول ممثلي المنظمات الدولية هناك صعباً للغاية. وتحرس القوات الأمريكية والمليشيات الموالية لها محيط منطقة 55كم (التنف) وتمنع من جميع محاولات الدخول فيها. على سبيل المثال عندما اقتربت وحدات الجيش العربي السوري من التنف عام 2017 استهدفها الطيران الأمريكي وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنه تعتبر هذه الأعمال الدفاع الذاتي فقط.
في نفس الوقت تؤكد الفترات الطويلة بين القوافل (تشرين الثاني/نوفمبر 2018، شباط/فبراير 2019 وأيلول/سبتمبر 2019) أنه تسعى الواشنطن إلى تأخر تنفيذ العملية الإنسانية بالركبان.
من الممتع أن يتم توصيل المساعدة الإنسانية إلى المناطق السورية الأخرى بشكل أكثر تواتراً. وفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية نفذ موظفو الأمم المتحدة 20 عملية بنقل المساعدة الإنسانية من تركيا إلى شمال غرب سوريا في تموز/يوليو 2019 واشتركت 726 شاحنة في هذه العمليات. وعلى سبيل المقارنة ضمت القافلة الإنسانية التي وصلت إلى الركبان 118 شاحنة.
ويعتبر نقص المستشفيات والأطباء قضية ثانية للمخيم. وبحسب كلمات مقيمة المخيم إيمان الخير لا يستلم اللاجئون على الأدوية والمواد الغذائية بكميات كافية. ومع ذلك أكد المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون سوريا جيمس جيفري أنه لن تقدّم الولايات المتحدة المساعدة الإنسانية للاجئين لأنها تخوف من التهم الممكنة من قبل البلدان الأخرى في احتلال المنطقة ووجود القوات الأمريكية في سوريا هو موقت. ورداً على بيان السياسي الأمريكي قالت الصحفية السورية ديمة الحلبي إنه تبدو كلماته وقاحة وصفاقة وكاذبة لا سيما بعد أن احتلت الواشنطن الأراضي السورية شرق الفرات.
على الرغم بيان جفري من غير المحتمل أنه تنسحب القوات الأمريكية من التنف أو تسمح انسحاب اللاجئين من المخيم في المستقبل القريب. وهناك أسباب لذلك.
منذ وقت ليس ببعيد أعلن رئيس مجلس الشعب السوري الأستاذ خالد العبود أنه يدرب البيت الإبياض إرهابيي داعش في التنف. وفقاً لكلماته تستخدم اللاجئين كدروع بشرية و"أي انسحاب لهؤلاء الأهالي المحتجزين، هذا يعني أن مجموعات داعش سوف تنكشف، وبالتالي ستنفضج الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك ستمنع أن يخرج هؤلاء المحتجزين من هذا المخيم."
هذا وتتحمل الواشنطن المسؤولية المباشرة على وضع في الركبان وتعتبر أعمالها عقبة رئيسية في تسوية الأزمة الإنسانية هناك. وفي هذه الظروف الحل الوحيد الممكن هو عودة منطقة 55كم (التنف) تحت سيطرة الحكومة السورية وإغلاق المخيم وتوزيع اللاجئين على أماكن سكانهم قبل الحرب أو مراكز الإيواء الحكومية. وستسمح المراقبة من قبل المنظمات الدولية بتجنب جميع الاستفزازات والتلاعب وتضمن لشرعيتها.