أجواء الانتخابات وحالة فلسطينية يرثى لها ؟!
تاريخ النشر : 2019-09-18 18:11

نشهد في تلك الأيام مجريات الإنتخابات في دولة تونس وكذلك أيضا في الداخل المحتل، ونرى في عيون أهل فلسطين فرحة لا توصف لنجاح العملية الديمقراطية في إحدى الدول العربية ألا وهي تونس الخضراء التي تشهد أوقات مهمة لقيام الشعب التونسي بإختبار من يمثله بإحدى صور الديمقراطية الحديثة "الانتخابات"، وكذلك الحال في الداخل المحتل الذي سُجل فيه حالة إنتصار للقائمة العربية المشتركة في النتائج الأولية "القابلة للتغير".

وكذلك الحال في الداخل المحتل من تنافس للأحزاب السياسية وخوض غِمار الإنتخابات وتوقعات بملامح حياة سياسية جديدة وكيفية العلاقة مع ما هو متبقي من الضفة الغربية وقطاع غزة في حال خسارة نتانياهو أو حتى فوز وتوعدات نتانياهو وليبرمان أيضا لضربة جديدة ستكون موجهة ضد غزة، ولا نستطيع حسم المسألة أهي دعاية انتخابية؟ أم أن هناك مؤامرة تحاك ضد غزة، وكيف سيكون الوضع في حال خسارة نتانياهو وتأثير ذلك على "صفقة القرن"

أما عن الحال الفلسطيني الداخلي وأمل المواطنين أن يتمكنوا من ممارسة حقهم في الإنتخابات كأحد أهم أشكال الحياة السياسية وقدرته على اختيار من يمثلهم ومن يجدوا فيه الكفاءة والقدرة على رعاية مصالح الشعب والدولة وتلبية متطلباتهم فذلك أصبح بالشئ العصيب صعب المنال وكما نعلم جميعاً بأن آخر عملية انتخابية حدثت قبل حوالي أربعة عشر عاماً أي في عام 2005 ، وبعدها لم يحدث أي انتخابات .

وفي ظل ذلك فإن المحتل الصهيوني أجرى الإنتخابات مرتين في غضون خمسة أشهر وتبقى الحالة الفلسطينية في أسوء مراحلها ومحاولات لهدم النظام السياسي والدستوري وتجنيب لكل أنواع الديمقراطية، ومحاولات لترويض القضية الفلسطينية ولا نريد أن نشيد بمستوى الديمقراطية التي تمارس في إسرائيل ولكن ما نريده صدق هو الوقوف والتفكر في الحالة الفلسطينية في ظل هذا الوضع المأساوي الذي يحتِّم علينا اللجوء لصندوق الاقتراع .

وتبقى الانتخابات الفلسطينية هي السبيل الوحيد لتجاوز تلك الأزمة الراهنة وما خلَّفه الانقلاب الحمساوي وما نتج عنه من انقسام سياسي وجغرافي في ظل غياب عنصر التفاهم والحوار بين الفصائل، وتعد الانتخابات حقٌ مكفول بنصوص القانون والدستور ولا يمكن لأحد أي كان سلبه أو منحه .