ورطة نتنياهو والانتخابات 
تاريخ النشر : 2019-09-18 13:39

نتنياهو في مأزق حقيقي، وفرص خروجه من هذا المأزق ممكنة لكن في غاية من الصعوبة، وتحتاج لمكر ودهاء يفوق المكر الذي أبقاه واقفا على رجليه حتى اللحظة رغم التعقيدات الأمنية في الشمال والجنوب ومع إيران، وتعطيل عملية السلام وملفات الفساد .
وللخروج من هذه الطامة يحتاج لعدة عوامل :

الحفاظ على وحدة الليكود وعدم الانشقاق أو الإطاحة فيه.

إقناع ليبرمان بالتخلي عن شروطه المتعلقة بالمتدينين مثل الزواج المدني والتجنيد والتعليم في المدارس الدينية وحرية الحركة يوم السبت، وهذا يكاد يلامس المستحيل.

رفع الشرعية عن القوائم العربية، ومنع بني جانتس استسهال تشكيل حكومة مع القائمة العربية وهذا ممكن وهو الراجح لأن ليبرمان يتفق مع هذا التوجه .

 أن يملك أغلبية لحل الكنيست وهذا غير متوفر ولن يتوفر، لكن إذا عجزت الأحزاب كلها عن تشكيل حكومة فبعد التكليف الاول من ثلاث اسابيع والتكليف الثاني من أسبوعين وعجز المكلف في المرتين عن تشكيل حكومة يبقى خيار اختيار شخص آخر من الليكود ، وإذا حافظ الليكود على تماسكه لا يبقى خيار آخر سوى الذهاب إلى انتخابات ثالثة وهذه خطة نتنياهو غير المحكية .

لذا سيقود نتنياهو خطتين خطة دفاعية وخطة هجومية؛ 
دفاعية بمنع تشكيل حكومة لا تحقق مصالحه ولا يكون على رأسها، وهذا الخيار ممكن ويحتاج لتماسك الليكود وإدارة جيدة لا تدفع ليبرمان للتخلي عن مبادئه والجلوس مع العرب 
أما الخيار الثاني فهو تشكيل حكومة يمينية بقيادته يقنع المتدينين بالتنازل لليبرمان أو تراجع ليبرمان عن مطالبه تجاههم، وهذه مطالب صعبة للغاية ولكنها في عالم السياسة ممكنة .

أخيرا لماذا نتنياهو لا يذهب للخيار السهل الممكن وهو تشكيل حكومة ما اصطلح عليها حكومة وحدة وطنية تجمع الحزبين الكبيرين مع ليبرمان ؟؟
الجواب ببساطة لأن هذه الحكومة لا تحمي رأسه من السجن، لذا لن يسارع الدخول إليها، ورفض حكومة وحدة وطنية ربما يؤدي إلى حدوث انشقاق داخل الليكود .

في كل الأحوال نتنياهو في مأزق وسيبذل كل عصارة مكره وخداعه للخروج منه حتى لا يذهب للسجن، وسيبقى صاروخي أسدود وصفارات الإنذار في تلك الليلة ترافقه إلى آخر يوم في حياته .نتنياهو في مأزق حقيقي، وفرص خروجه من هذا المأزق ممكنة لكن في غاية من الصعوبة، وتحتاج لمكر ودهاء يفوق المكر الذي أبقاه واقفا على رجليه حتى اللحظة رغم التعقيدات الأمنية في الشمال والجنوب ومع إيران، وتعطيل عملية السلام وملفات الفساد .
وللخروج من هذه الطامة يحتاج لعدة عوامل :

 الحفاظ على وحدة الليكود وعدم الانشقاق أو الإطاحة فيه.

إقناع ليبرمان بالتخلي عن شروطه المتعلقة بالمتدينين مثل الزواج المدني والتجنيد والتعليم في المدارس الدينية وحرية الحركة يوم السبت، وهذا يكاد يلامس المستحيل.

رفع الشرعية عن القوائم العربية، ومنع بني جانتس استسهال تشكيل حكومة مع القائمة العربية وهذا ممكن وهو الراجح لأن ليبرمان يتفق مع هذا التوجه .

أن يملك أغلبية لحل الكنيست وهذا غير متوفر ولن يتوفر، لكن إذا عجزت الأحزاب كلها عن تشكيل حكومة فبعد التكليف الاول من ثلاث اسابيع والتكليف الثاني من أسبوعين وعجز المكلف في المرتين عن تشكيل حكومة يبقى خيار اختيار شخص آخر من الليكود ، وإذا حافظ الليكود على تماسكه لا يبقى خيار آخر سوى الذهاب إلى انتخابات ثالثة وهذه خطة نتنياهو غير المحكية .

لذا سيقود نتنياهو خطتين خطة دفاعية وخطة هجومية؛ 
دفاعية بمنع تشكيل حكومة لا تحقق مصالحه ولا يكون على رأسها، وهذا الخيار ممكن ويحتاج لتماسك الليكود وإدارة جيدة لا تدفع ليبرمان للتخلي عن مبادئه والجلوس مع العرب 
أما الخيار الثاني فهو تشكيل حكومة يمينية بقيادته يقنع المتدينين بالتنازل لليبرمان أو تراجع ليبرمان عن مطالبه تجاههم، وهذه مطالب صعبة للغاية ولكنها في عالم السياسة ممكنة .

أخيرا لماذا نتنياهو لا يذهب للخيار السهل الممكن وهو تشكيل حكومة ما اصطلح عليها حكومة وحدة وطنية تجمع الحزبين الكبيرين مع ليبرمان ؟؟
الجواب ببساطة لأن هذه الحكومة لا تحمي رأسه من السجن، لذا لن يسارع الدخول إليها، ورفض حكومة وحدة وطنية ربما يؤدي إلى حدوث انشقاق داخل الليكود .

في كل الأحوال نتنياهو في مأزق وسيبذل كل عصارة مكره وخداعه للخروج منه حتى لا يذهب للسجن، وسيبقى صاروخي أسدود وصفارات الإنذار في تلك الليلة ترافقه إلى آخر يوم في حياته .