فتح من الداخل
تاريخ النشر : 2013-10-31 09:17

تعددت ملفات حركة فتح وكان أغلبها شائك بناءً على الحالة المتردية التي وصلت لها في هذه الأيام، لربما أن الملفات التي سأطرحها والتساؤلات الكثيرة قد تجول في خاطر أي كادر في فتح، فإننا اليوم نحمل الكثير من علامات الاستفهام لكن للأسف دوماً لا نجد إجابات بسبب حالة الفصل بين القيادة وأبناء فتح وعدم قبول الرأي والرأي الآخر.

قراءة من الماضي واستشراف للمستقبل للأوضاع الداخلية لحركة فتح التي أعتز بانتمائي لها ولكن من ينتمي يجب أن ينتقد الخطأ لنجد ونخلق ونختلق الأفضل على الساحة.

في 19مارس 2003 عين الشهيد الراحل ياسر عرفات "محمود عباس" كرئيس للوزراء بعد الضغوط الامريكية وعدم استكمال المفاوضات إلا أنه لم يكمل شهره الثالث في هذا المنصب وما كان منه إلا أن قدم استقالته مبرراً ذلك بأنه لا يملك القرار وأن جميع صلاحياته بيد الرئيس الشهيد ياسر عرفات ولكن ما حدث بعد ذلك وبعد توليه منصبه الجديد كرئيس للسلطة الفلسطينية في يناير 2005 ، حافظ على جميع الصلاحيات في يده فقط ، دون أن يراعي ما كان يصارع من أجله في الوقت السابق وبذلك يعطي إحساس بأنه أراد تملك السلطة وأن ما يصدر عنه بخصوص أنه لن يخوض انتخابات قادمة في حالة حدوثها هي غبار يتطاير ويزول بلمح البصر.

وفي أغسطس 2009 تم تنظيم المؤتمر العام السادس وانتخاب لجنة مركزية ومجلس ثوري جديد ومن ضمن أعضاء اللجنة المركزية كان النائب محمد دحلان، لكن بعد ذلك في 11 حزيران 2011م تم فصله بقرار رئاسي وليس تنظيمي بحت، وكان الخلاف وسبب الفصل هو الحديث بينهم حول أبناء "الرئيس" وثرواتهم التي لا يُعرف مصدرها !!!! أو بالأحرى هي أموال حركة فتح التي تركها ((ياسر عرفات)) خلفه وتحولت ليد "محمود عباس" الذي أصبح بدوره حاكماً مسيطراً عليها دون أن يدفع بهذه الأموال من أجل الحركة وأبنائها. أما بخصوص التحضير للمؤتمر السابع والذي كان من المفترض بعد أربع سنوات وتم تمديد مدة المؤتمر السادس لخمسة سنوات بمعنى سيكون المؤتمر السابع في حالة انعقاده في أغسطس 2014 ولكن الصدمة عندما تسمع تصريحات متناقضة بين أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري ما بين تصريح يقول سائرون في التحضير للمؤتمر القادم واخر يقول لا يوجد تحضيرات إلا الآن.

اتضح اخيراً بعد رفض القضية المرفوعة من قبل ياسر محمود عباس على الصحفي الأمريكي (جونتان شنزر) بأن شركات ياسر عباس /"ابن الرئيس" تنفذ أعمالاً لصالح صندوق المساعدات الدولية الأميركية والمُقدمة للشعب الفلسطيني !!! هنا لابد من سؤال/ بأي صفة قانونية سياسية يتدخل ابن الرئيس في هذه الأموال؟؟؟ ولنضيف عليها شئياً شاهده العالم بأي صفة يقوم ابن الرئيس أيضا بمنح محمد عساف (يوم حصوله على لقب محبوب العرب) جواز السفر الدبلوماسي ؟!! هل لم يتبقى أي سياسي دبلوماسي في حينه لمنحه بالنيابة عن الرئيس؟؟؟ أم أننا أصبحنا نعيش في وطن يعتبر ابن الرئيس رئيس... وابن الوزير وزير... وابن الغفير ... للأسف سيبقى غفيراً.

هل يعقل أن يفصل عضو لجنة مركزية فقط لأنه تناول موضوع يمس أبناء الرئيس! هل أبناء الرئيس خط أحمر لا يمكن المس بهم ؟! هل أصبح للمتنفذين في السلطة مزايا يُحرم على من دونهم مرتبة تنظيمية أن يتحدث عنهم ؟! وهل يعقل يا سيادة " الرئيس " أن تستند في قضية دحلان لشهادة أشخاص متهمون بالفساد منذ فترة زمنية أمثال المدعو "غازي الجبالي" وفتح أبواب وفنادق رام الله لإقامته معززاً مكرماً، من أولى وأحق للمحاكمة القانونية من توجد ضده الدلائل بالفساد أم من يتكلم الحق ولو كلفه ما تبقى من حياته!

انصاعت أغلبية قيادة فتح لهذا القرار الرئاسي لأسباب شخصية وقالوا/ (آمين) بعد فصل دحلان وقبلوا ذلك خوفاً على مصالحهم ومناصبهم... فهل يجوز أن يفصل دحلان ويبعد عن العمل السياسي كل من يؤيد دحلان أو يدافع عنه؟!! هل أصبحنا نعيش في غابة القوي يأكل الضعيف...

الحديث الأن عن موظفي السلطة والذين يطلق عليهم تفريغات 2005 وما بعدها والذين يتقاضون رواتب مقطوعة من بعد سيطرة حماس على قطاع غزة، حزيران 2007 وبعضهم قطعت رواتبهم، يخرج علينا الرئيس "محمود عباس" في أحد البرامج المتلفزة ليقول أنهم لا يملكون الكشوفات الخاصة بهم، فلنفرض جدلاً أن الكشوفات دمرت – كشوفات 2005- فقط هي التي دمرت في غزة ؟!! إذاً يا فخامة الرئيس كيف يتقاضون رواتب مقطوعة إذا لم تكن تملك كشوفات بأسمائهم؟؟؟!!!!! ...أنتظر سماع إجابة تقنع طفل صغير في الشارع...

تحدث الدكتور سلام فياض أكثر من مرة على الإعلام وهو في منصب رئيس للوزراء عن تفريغات 2005 وأظهر استياء ملحوظ من هذه المجموعة من الموظفين، أريد طرح سؤال بسيط عليه وهو الآن خارج اللعبة السياسية الفلسطينية من الذي وقع كشوفات اعتمادهم يا دكتور سلام ؟!! ألم يكن قلمك هو من يوقع على ورق الاعتماد؟؟!! هل كنت مكرهاً عند التوقيع؟؟!! ام أنك كنت مغيباً وأنت توقع؟؟!!

النقطة التالية أموال حركة فتح غير المعروفة ..."قيمةً ، مكاناً"

هل يجوز لحركة بقوة وتاريخ فتح النضالي وحجمها الجماهيري الممتد على مساحة الوطن العربي بل وصولاً للكرة الأرضية كافة أن لا تملك قناة إعلامية؟؟!! هل يجوز تهميش الناطقين الإعلاميين باسم حركة فتح؟؟!! هل يجوز اختيار اشخاص ضعفاء في الرد بالحجة والدليل والبرهان ليكونوا ناطقي باسم الحركة وابعاد المؤثرين وذو الخبرة والجرأة في طرح الأفكار؟؟!! هل يجوز أن تكون لدى حركة فتح أموالاً لا تأكلها النيران وأبنائها معطلين بلا عمل؟؟!! هل يجوز أن تبقى أموال الحركة خارج فلسطين أو بأيدي فئة قليلة والاقتصاد الفلسطيني بأمس الحاجة إليها لبناء دولة فلسطينية قوية؟؟!!

النقطة التالية هي الحاشية الملتفة حول "محمود عباس" والتي لا تحب القوة لفتح والوحدة والمصالحة ما بين عباس ودحلان لأنها تعلم أنه في حال حصولها، وتوحيد الحركة على قلب رجل واحد ستكون نهايتهم حتمية، لأنهم يخافون على مصالحهم الشخصية وبعض الأشخاص الآخرين من الحاشية هم أصلاً ليسوا بأبناء لفتح ولم يكونوا في يوم من الأيام يقفون بجانب حركة فتح وإنما هم موجدين لإضعاف وتدمير حركة فتح ووجودهم في السلطة منذ العام 94 جلب لفتح الشتائم والمصائب وأُخذ على فتح أن هؤلاء هم أبناء فتح وقيادتها والناطقين بإسمها بداخل السلطة الفلسطينية، أما بالنسبة للحاشية المحيطة بـ (محمد دحلان ) يوجد حاشية تعمل من أجل مصالحها الشخصية كما هو الحال حول الرئيس "عباس" وهناك اشخاص من المقربين منه باعوه عند الوقوع بأولى العقبات ليتوجهوا للتيار الآخر بداخل فتح ويحموا مصالحهم منهم من بقي مع التيار المخالف وحصل على امتيازات، ومنهم من لم يحصل على شيء سوا الذل والاهانة وبذلك عاد لدحلان الذي فتح يديه مرة أخرى له؟؟؟

في 9/6/2011 أطل علينا محمد دحلان مخترقاً الحواجز المكانية عبر موقع التوصل الاجتماعي (فيس بوك) ليصرح علانية بأن بعض الأشخاص المحيطين به كانوا يحجبوا عنه بعض المكالمات ويحملوا المتصلين جميلاً لتصل مناشدتهم له، جميل أن تصرح وتبوح بهذا السر إعلامياً لمحبيك ليعرفوا الحقيقة ويعرفوا أنك تحب مساعدتهم ولكن أرى أن بعض المحطين بك الآن ما زالوا يحجبوا عنك بعض الحقيقة والاتصالات والرسائل لم تصل لك بشكلها الصحيح.... انتظر المزيد من التغيير.