حماس والمبادرة المطلوبة قبل خطاب عباس القادم!
تاريخ النشر : 2019-09-16 09:03

كتب حسن عصفور/ يذهب البعض السياسي الى تركيز المسؤولية في غياب الرد الوطني الفلسطيني على سياسية العدوان والتهويد، الى رئيس السلطة محمود عباس وتحالفه الخاص، كونه الممثل الرسمي، ويتجاهلون بوعي أو بدونه ان هناك مسؤولية أيضا تقع على حركة حماس وتحالفها.

بالتأكيد، مفتاح المواجهة الوطنية ضد الغزوة الإسرائيلية – الأمريكية الجديدة، ومشروعها التهويدي بيد الرئيس عباس بصفته، لكن ذلك لا يمنح الآخرين، وتحديدا حماس، الحق في الهروب والاكتفاء بتوجيه "الرشد السياسي"، على طريقة "اذهب أنت وربك فقاتلا..."

ولأن مرحلة الترف طال أمدها كثيرا، أصبح لزاما على مختلف القوى والمسميات الفصائلية، ان تقف وتعيد التفكير في "آلية الموالاة" و"آلية المعارضة" بعد أن ثبت عقم كل ما سبق من سلوك ومواقف، وساعدت بمنهجها البليد في تعزيز وتوسع تنفيذ الغزوة التهويدية في الضفة والقدس وتكريس التقسيم والتقاسم بين جناحي بقايا الوطن.

غياب قوى مركزية من التأثير غير المنحاز الى طرفي المعادلة القائمة كان سببا أساسيا فيما وصل اليه المشهد الراهن، ولعل التصويب الرئيسي يبدأ من إعادة التفكير في نهج سبق سلوكا ومواقفا، لم تنتج سوى خراب وطني عام.

ولعل المبادرة الأهم التي يجب ان تعلن، وقبل ذهاب محمود عباس الى الأمم المتحدة أواخر سبتمبر، بيد حركة حماس وتحالفها الغزي، فهي مطالبة بأن تتقدم بـ "موقف سياسي محدد" يرتكز على استعدادها التام بأن تقف خلف الرئيس عباس، وتتخلى عن "الحكم في قطاع غزة" شريطة أن يعلن في خطابه القادم  بالجمعية العامة، قيام دولة فلسطين وفق قرار 19/ 67 لعام 2012، واعتبار المرحلة الانتقالية قد انتهت كليا، مع الطلب من الأمم المتحدة الاعتراف بدولة فلسطين والانتقال بصفتها من عضو مراقب الى عضو كامل العضوية، وعلى إسرائيل الانسحاب من أراضي دولة فلسطين المحتلة.

الى جانب ذلك، اعلان سحب الاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية ودولة الكيان، وأن أي علاقة مستقبلية هي علاقة بين دولتين بينهما صراع وليس سلام، ما يتطلب العمل من اجل تحرير أراضي الدولة المحتلة، وانهاء كل ما كان من "عملية تفاوضية".

وبذلك تنتهي الالتزامات الفلسطينية كافة، التي سبق ان تضمنتها الاتفاقات الموقعة، بعد أن دمرت إسرائيل كل مضمون لها.

مبادرة حماس السياسية ستعيد الاعتبار لحركة الفعل الفلسطيني، وتفتح بابا جديدا في مسار العلاقات الداخلية، وتمثل رسالة تأكيد، ان المواجهة الوطنية الكبرى تستحق الاستعداد بكل سبل متاحة، مع تزامن الحديث عن تقديم العرض الرسمي للخطة الأمريكية "صفقة ترامب".

مبادرة حماس وتحالفها، ستكون الرسالة السياسية الأهم في التوقيت الراهن، استعدادا لما هو قادم من محاولة توسيع البعد السياسي للغزوة التهويدية، وما قد يكون من حرب عسكرية على قطاع غزة تستعد لا حكومة الكيان القادمة، ليس لإسقاط "حكم حماس" كما يتم ترويجه، بل لتعزيز "إمارة غزة" بأي صفة كانت.

حماس تستطيع إعادة رسم المشهد جذريا لو تصرفت بعيدا عن "ضيق أفق الفصيل"، وأدركت أن كل خسارة حزبية لها من "حكم" بات مشوها ومشبوها هو ربح سياسي وطني كبير...

القرار بيد قيادة حماس، وليس غيرها، لرسم ملمح سياسي جديد يفتح أفقا ويمنح أملا!

ملاحظة: قرار الرئيس عباس بفرض تقاعد إجباري على عدد من القضاة "رسالة شؤم قانونية"، بأن القادم معركة مع الشعب وليس مع سلطات الاحتلال...عيسى أبو شرار النهاية لا تبدو بيضاء!

تنويه خاص: نفي البيت الأبيض للخريطة المنشورة حول الضفة الغربية جاء "رخوا جدا"، وصراحة يثير كل الشكوك بأنها خريطة الصفقة الترامبية...