الصراع سيبقى محتدما
تاريخ النشر : 2019-09-09 13:29

الليلة قبل الماضية شدد الاحتلال الصهيوني من ضرباته الجوية على أهداف في قطاع غزة, وهددت فصائل المقاومة الفلسطينية بالرد على القصف الصهيوني, بقصف مماثل يستهدف مناطق حدودية داخل الأراضي المحتلة عام 48م, هذا الأمر عجل بوصول الوفد الأمني المصري إلى قطاع غزة, في محاولة لمنع التصعيد "إسرائيل" زعمت ان القصف جاء ردا على استهداف جيب عسكري صهيوني في المنطقة الحدودية شرق القطاع, وان هناك محاولات من فصائل المقاومة الفلسطينية لتغيير قواعد اللعبة, باستخدام الطائرات المسيرة لتنفيذ الهجمات, ووصفت هذه الخطوة بأنها خطيرة جدا, وقد تؤدي إلى رد عنيف وغير مسبوق من الجيش الصهيوني على غزة, وقد قدر الجيش الصهيوني أن حركة الجهاد الإسلامي هي التي أطلقت خمسة صواريخ ليلة الجمعة على مستوطنات غلاف غزة، بالإضافة إلى مهاجمة آلية عسكرية إسرائيلية بواسطة طائرة مسيرة، وقالت "القناة13" العبرية، إن خلية تابعة للجهاد راقبت الآلية العسكرية ومن ثم أطلقت الطائرة المسيرة التي ألقت عبوة ناسفة على الآلية، وتمكنت من الانسحاب من المكان بسلام.

الاحتلال الصهيوني تجاهل كعادته تغوله على الفلسطينيين السلميين الذين شاركوا في مسيرات العودة الكبرى شرق قطاع غزة الجمعة الماضي, ولم يذكر قيامه بقتل طفلين فلسطينيين وإصابة نحو ستين آخرين بجراح, وتجاهل تجرؤ نتنياهو على حرمة الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل, وتجاهل تحذيرات فصائل المقاومة للجيش الصهيوني ان القصف بالقصف, والدم بالدم, وقال ان القصف جاء ردا على الصواريخ الخمسة والطائرة المسيرة, وأشارت تقديرات الجيش إلى أن الجهاد الإسلامي تسعى لتثبيت قواعد للاشتباك، بموجبها يتم الرد على استشهاد أي فلسطيني خلال فعاليات مسيرة العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة, وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها, فهذا ليس قرار الجهاد الإسلامي فقط, إنما هو قرار غرفة العمليات المشتركة, وليعلم الاحتلال ان أي قصف أو استهداف للفلسطينيين سيجابه بقوة, وسيتم الرد عليه بالمثل مهما كانت التهديدات, فما تقوله المقاومة هو التزام منها أمام شعبها, وهى ستفي بوعودها لأن الشعب الفلسطيني تعود من مقاومته الإيفاء بالوعد, والالتزام بتنفيذ ما تقوله وتصادق عليه, والمقاومة الفلسطينية لا يمكنها ان تخذل شعبها.

الوفد الأمني المصري الشقيق وصل إلى قطاع غزة لأنه يعلم الوضع الصعب والخطير الذي تمر به القضية الفلسطينية, وهو يحاول ان ينقذ ما يمكن إنقاذه لأن القادم أصعب, وإسرائيل تتغول في المنطقة وتحاول ان تفرض أجندتها السياسية على الجميع, سواء بالقوة العسكرية الجبرية, أو بإنفاذ ما تسمى بصفقة القرن التي تمهد لها الإدارة الأمريكية, وتحاول ان تفرضها فرضا على المنطقة بأسرها, فصائل المقاومة قالت للأشقاء المصريين وبشكل واضح, أنها لن تقبل بسياسة الأمر الواقع التي يحاول الاحتلال الصهيوني فرضها على الفلسطينيين بالقوة, وإنها سترد على أي عدوان صهيوني على قطاع غزة, وتساءلت الفصائل, لماذا لا يلتزم الاحتلال بتطبيق المرحلة الثانية من التفاهمات التي تم التوقيع عليها, لماذا يماطل ويسوف في تنفيذ هذه التفاهمات, ويحاول ان يكسب الوقت كي يمرر الانتخابات, ومن ثم ينفذ أجندته العدوانية على غزة, وفي المنطقة بأسرها, وحذرت الفصائل الفلسطينية أنها لن تقف صامته على هذه السياسة العدوانية, ودعت الأشقاء المصريين لإيصال رسائل واضحة للاحتلال, انه ما لم يلتزم بالتفاهمات, سيبقى الصراع محتدما معه.