ومضات بلا اسم
تاريخ النشر : 2019-09-05 14:23

قال: أرسمكِ ظلاً لخصلٍ ما زالت تبني في ذاكرتي أعشاشها، لشعاع ضوءٍ يتساقط عليك فينكسر ويغمرك ظلاً لضوء، ضوءاً لظل، هكذا تولدين من حنايا الذاكرة، ساحلاً لبحري المتكّسر تحت عتباتك. سيغمرك الأزرق فيّ، ويغرقني الذهب في عينيك التائهتين تبحثان... عني.

وسأخبر القيد عنك.

سنلتقي هناك، حيث الوطن مطروح من عرقنا اليومي، وخبزنا اليومي، حيث ألملم عمري كاملاً، وأنزع أنفاسي التي التصقت بجسد الحجارة الميت، وألامس كفيك فيشيع في دمي الأخضر، فضة الماء التي سقتني فانبثقتِ أنتِ.
وسأنظر إلى قدميّ الراسفتين في قيدٍ وستومئين إليّ برأسك، لك فضاء الرأس فانهض و... سأحّلق.

أتعرفين يا غالية، سأقول: أنا حيثُ تمطر، وأنتظرُ سًقيا الأوراق الجائعة لعينين تراودها.
سأقول: أنا حيثُ تكورت أصابعها ببسط، كلما قبض جمرها المخاض أفاضت، وأنا أول أطفالها.
سأقول: ملء القلب أنتِ، وأنا ملء كفك.

**

كان يرسم بدمه لا بزيته، يحفرُ اسم الله منقوشاً برائحةِ زعترٍ برّي يهاجم حواسه فيصيرُ أرضاً لحبٍ لا يُحد، كان يعشقُ اسم الله " مقلوباً " يغرز على ألواح صدره قوائمه ويهمس:
- في دمي يعّمر بيته، فحُجّي إليَ

**

مري على أصابعي

لأعرف أن عود

خصرك

لسواي لم يُخلق

وأنني فيك البلاد

التي ودعّتني

وألقاكِ بكل دمائي

أتدفق