الشعبية في لبنان تطالب القوى الفلسطينية مواجهة ظاهرة نزف اللاجئين الفلسطينيين
تاريخ النشر : 2019-09-04 15:27

أمد/ بيروت: حذّر مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان، مروان عبد العال، من ظاهرة "نزف اللاجئين الفلسطينيين من لبنان"، الذي بات يُشكّل ظاهرة خطيرة جدًا على القضية الوطنية، بما فيها حق العودة.

وأوضح عبد العال، أن "نزف اللاجئين الفلسطينيين من لبنان يأتي نتيجة للسياسات الخانقة، لذا المطلوب وبشكل أساسي حفظ الوجود الفلسطيني في لبنان، ضمن النضال من أجل حق العودة، وهذا يتضمّن الوجود ليس بالمعنى السياسي فحسب بل بالمعنى الفيزيائي"، موضحًا أنّ الفلسطينيين في لبنان "ممنوعون من العمل بالعديد من المهن، وممنوعون من التملّك وكذلك التوريث، وعدم إدخال مواد البناء إلى المخيمات".

وأشار إلى أن هجرة اللاجئين الفلسطينيين من لبنان، تمت على عدة دفعات منذ المجازر التي كانت ترتكب بحقهم، كانت الهجرات في السابق تتم تحت وطأة رصاص الحروب، لكنّ الآن بات هناك أسباب أقوى للهجرة، بعضها القهر الاجتماعي والظلم والحرمان، مبينًا أن موجات الهجرة تزداد كلما ضعفت المناعة الوطنية، وساءت الظروف الاجتماعية.

وأكد أنّ "هؤلاء الشباب الساعي للهجرة بهذه الطرق، ضحايا سياسات خاطئة، قامت على خنق المجتمع الفلسطيني بالتدريج، وعدم فتح مجالات الحياة أمامه والحفاظ على عيش كريم له، يُمكّنه من النضال بالشكل المطلوب من أجل قضيته وحق العودة".

ولفت إلى أنّ هناك فرق- بطبيعة الحال- بين من يُغادر البلاد من أجل التعليم أو لمّ الشمل أو في محاولة تأمين فرص حياة كريمة له ولعائلته، إلّا أنّ هجرة اللاجئين الفلسطينيين اليوم تأتي في ظلّ وضعٍ سياسيّ دقيق وخطير، والجميع يعلم أن هدف صفقة القرن يُركز بشكل أساسي على ملف اللاجئين، لهذا بدأ تنفيذها بمحاربة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، ومحاولات إنهاء دورها، وكذلك الضغوط الممارَسة لإعادة تعريف اللاجئ الفلسطيني وشطب حقوقه.

ورأى عبد العال أنّ "المطلوب من القوى الفلسطينية في لبنان، في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، هو العمل بشكل فاعل وجاد على إعادة الثقة لدى الشباب واللاجئين الفلسطينيين، وهذه مسألة أهم بكثير من القضايا الإجرائية، والمقصود إعادة الثقة بوجود قيادة تليق بتضحيات اللاجئين، قادرة على حمل قضاياهم والنضال من أجلهم، تعمل على توفير كل مقومات الصمود والأمان لهم، وتعمل كذلك على استعادة الوحدة التي شرذمت المجتمع الفلسطيني، وتُناضل دون كللٍ أو ملل من أجل حقوق اللاجئين، في مقدّمتها الحق في العيش بكرامةٍ وعدالة"، مُشددًا على أنّ "الناس اكتفت من الشعارات وتُريد أن ترى أفعالًا ملموسة بإسناد الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده".

وكشف عن وجود جانب أمني، بات مكشوفًا لدى القوى الفلسطينية، في ظاهرة هجرة اللاجئين الفلسطينيين المتزايدة من لبنان.

وبيّن أنّ "هذه المكاتب تعمل على تسهيل هجرة اللاجئين الفلسطينيين، من خلال تغرير الشباب وغسل أدمغتهم، وتعمل كـعصابات، بشكل علني وواضح، بهدف جمع الأموال من الشباب، وهذه المكاتب منتشرة في أكثر من مكان".

وشدد على أن" تعمل هذه العصابات على استغلال الأوضاع المعيشية الصعبة للّاجئين، في كل أماكن تواجدهم، في لبنان وغيرها، إضافة إلى الظروف السياسية المتردية، لإيهام الشباب بأن (الحياة وفرص العمل وأرض الأحلام بانتظارهم)، وهو ما يكتشف الشباب أنّه زيفٌ وكذب، ومجرد خداع لهم".

وكشف عبد العال، للهدف أن هناك جهودًا حثيثة ومتواصلة من قبل القوى الفلسطينية في لبنان بالتنسيق والتعاون مع الدولة، مُؤكّدًا أن هؤلاء السماسرة باتوا مكشوفين- بالصور والأسماء- للقوى، التي نشرت بدورها المعلومات عنهم وكشفت مساعيهم في إطار توعية اللاجئين، وتعرية هؤلاء التّجار والسماسرة الذين يُتاجرون بمعاناة الناس.

وفي ظلّ كل هذا، وبسببه "يتوجه الشباب للبحث عن طرق بديلة، لخوفهم على مستقبلهم، وهي طرق غير شرعية، وغير آمنة، أدّت إلى كوارث إنسانية، ومن يقودها هم سماسمرة من أكثر من مكان، هدفهم سرقة أموال الشباب والعائلات"، ناهيك عن وجود شباب طائش يُطالب بالهجرة، يُروّح بأنّ "هذا البلد يظلمنا، ونحن نبحث عن مستقبل أفضل فقط، ولن نتخلى عن بلادنا"، لكنّنا نُدين مثل هذا الشعارات والأفكار.

ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المُسجّلين لدى "الأونروا" في لبنان 450 ألفًا، لكن الإحصاء الأخير للمُقيمين منهم فعليًا على أرض هذا البلد يُظهر أنّ العدد هو 170- 200 ألفًا فقط.