قصف نتائج استطلاعات الرأي
تاريخ النشر : 2019-08-25 06:57

القصف في سوريا توالى على مدار السنوات الماضية ولم يتوقف، لكن هذه الليلة تميز بسرعة الإعلان من قبل الجيش ونتنياهو عن مسؤولية دولة الاحتلال عن القصف .

هذا المستجد من خلال متابعتنا لمواقف الخبراء الأمنيين والسياسيين والاستراتيجيين في دولة الاحتلال الذين شغلوا مناصب مفصلية في هيئات الأركان المتعاقبة ثلاث رؤساء استخبارات عسكرية وجنرالات تولوا مناصب قسم العمليات والتخطيط ومسؤولين في المناطق الوسطى والشمالية والجنوبية استنكروا على المستوى السياسي تبني هذه العمليات في الأسابيع الماضية خارج فلسطين واعتبروا أن ذلك مس في قواعد راسخة في النظرية الأمنية والعسكرية السائدة والمعتمدة عقوداً ، فما الذي يجعل الجيش بتوجيه من نتنياهو أن يتبنى، ونتنياهو باستسلام لرغبته الجامحة للخروج بهذه التصريحات العلنية التي تتبنى عمليات القصف وتقدم رواية تفصيلية تحاول التبرير وإحداث المفاجأة والدهشة لدى الجمهور الصهيوني ؟

الانفعال مطلوب وشد الأنظار والاهتمام للمخاطر الأمنية والعسكرية مطلوب من نتنياهو في اللحظة الراهنة .
إن ما يجري من قصف في سوريا الآن هو تغطية على ما جرى في الضفة الغربية مؤخراً من سلسلة عمليات بطولية ونوعية على اعتبار أنها جاءت بعد زيارة حركة حماس لإيران، وكذلك عجز القيادة السياسية عن اتخاذ قرار فيما يحرج نتنياهو ويسلح المعارضة في ما يجري في غزة من تسلل وقصف وصفارات إنذار متعاقبة لا تتوقف .

إن الدعاية الانتخابية ونتائج الانتخابات بعد 22 يوماً أثرت على ما جرى في سماء دمشق وكانت حاضرة لم تغب للحظة عن نتنياهو المسجون مع وقف التنفيذ، إن لم يكن في التنفيذ فبالإعلان والتبني والتصريح .

إن ما يجري تغيير لا ينبغي أن يُحسب إضافة للعدو واستهانة بإيران فالعدو يعاجل القدر لمنع الخطر ، وإيران لديها استراتيجية تسعى لتنفيذها تصر على عدم الانصراف عنها والعمل حسب جدول اهتمام نتنياهو وعقارب ساعته.

إن ما يجري تصادم استراتيجيات في المنطقة علينا أن نتذكر قبل عام كيف كنا ننظر للجبهة الشرقية وكيف أصبحت الآن، لا نريد أن نشاهد بأعيننا إنما بأعين العدو، ولا نحكم برأينا إنما برأي العدو وهو المتضرر والمتأذي ، فاستراتيجية الدفاع من قبل (اسرائيل )لمنع التغيير الاستراتيجي المبادر في المنطقة تؤكد حقيقة ما كانت موجودة في الماضي القريب، العدو في حالة الدفاع وإن تبدى هجوماً ، يبادر في سياق محاولة مستميتة لتثبيت عوامل الاستقرار والأمن التي تحمي وجوده المشكوك فيه.