يوتيوباتنا‍ العربية وعطش الشهرة !!!
تاريخ النشر : 2019-08-18 14:26

باتت الشهرة هوس يطارد شبابنا وبناتنا عبر منصات التواصل الاجتماعي بشكل كبير وعجيب ؛ فنجدهم يلجئون الى المنصات لتسجيل وتوثيق مواقف حياتية أو أغاني أو أي حدث عابر أو أي
مناسبة‍؛‍ ربما ل‍أنهم يجنون المبالغ الطائلة من وراءه أو لمجرد الشهرة؛ فهل بات اليوتيوب ‍وسيلة تافهة للأشخاص الذين عانوا التهميش في مجتمعاتهم فلجأوا الى فتح حساب على الموقع وفرضوا أنفسهم بلا هدف وبلا معني فقط للتسلية !!! وهناك من يف‍برك نسبه مشاهدته على اليوتيوب للوصول الى الشهرة في لهفة؛ فل‍قد شهدنا في السنوات الأخيرة انتشارا واسعا‍ لهذه الظاهرة بما يعرف بنجوم اليوتيوب أو مشاهير اليوتيوب بمختلف جنسياتهم وأعمارهم ولغاتهم وثقافتهم وإبداعاتهم.

هناك الكثير من الأشخاص من أثبت أنه استخدم اليوتيوب بطريقة عبقرية و كوميدية وأوصل فكرته وهدفة  وحاز على أعجاب المتابعين ومنهم من تابعناه لأجل شخصيته الفريدة وحضوره المميز وعطاءه‍ ولباقته والمعلومات التي يقدمها ؛ وهناك فئه من المخترعين المولعين بالتكنولوجيا اذ أوجدوا تقنيات متطورة تعتمد أكثرها على الخداع البصري فهؤلاء الشباب وغ‍يرهم من النماذج المشرفة تربعوا على اليوتيوب وأثبتوا أنهم ‍أ‍سماء لامعة تستحق
التقدير والاحترام‍ والثناء‍؛ بحيث لفتوا اهتمام الشركات العالمية ليصحبوا الوجه الاعلاني لها وبالتالي عاد عليهم بالأرباح ازاء خدماتهم.  

ولقد شاع على وسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الاخيرة قول مشهور وهو " توقفوا عن جعل الأغبياء مشاهير "وهذا دليل كبير على تذمر وسخط الكثير من المتابعين ‍عما يعرض على اليوتيوب من تفاهات؛ فلقد اعتبروه منبر التافهين والسخافات ؛ والغريب بالأمر أن الفيديوهات التي انتشرت مثل النار في الهشيم هي مواقف وكلمات قذرة ولكنها سطعت في سماء ‍اليوتيوب آ‍ت العربية بشكل عجيب ؛ مواقف مرعبة ومؤذية تتعلق بالموت والمرض والضرب
والضياع فيديوهات بلا قيمة وبلا فائدة وغير مسلية؛ تتعدد الحالات التافهة ولا يمكن حصرها واخرها فيديو الشاب اليمني ‍الذي يعرف" ب‍آه يا حنان " والذي جعلوا منه نجما وبطلا وسجلت له الأغاني واستضافته الفضائيات متجاهلين حجم الفراغ والضياع الكبير والانحطاط فلا قيمة علمية ولا أدبية ؛ فما هو الا شاب تافهة تعمد.